إليك يا بيروت! بقلم/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

إليك يا بيروت!

بقلم/ فؤاد زاديكى

بيروت يا ملكة التاريخ ويا فيلسوفة الزمن والتأريخ...
بيروت يا صولجان العزة والشرف و يا واقع الموت والقرف...
بيروت يا عصارة المجد ويا نبض الحياة و الوجد...
بيروت يا أغنية الأمس القريب ويا أنشودة الرحمة المتواصلة مع عبق الماضي الحبيب... بيروت يا أنس الأيام و يا نشوة الحاضر والأحلام...
بيروت يا فجر الألق و يا دفق الحنان المندلق...
بيروت يا قبلة على شفة العنفوان و يا همسة تخفق بها الأرواح والأبدان...
بيروت يا شموخ الأرز ويا جلال الرمز...
بيروت يا غزلا يحاكي غابر الأمجاد ويتباهى بعرس الآباء والأجداد...
بيروت يا عروس البحر ويا فرج السّحر...
بيروت يا غفوة هادئة على جفن الرفق و يا نسمة عابرة على خد الصّدق...
بيروت يا غرسا طيّبا تفرّع عنه الوجود و يا سمحاً ارتقى وعبر كل الحدود...
بيروت يا حكاية الأمس القريب المعبّق بروائح الموت الكئيب...
بيروت يا رغبة نهوض من تحت الركام و يا عذوبة شجن في لحن الاحتلام...
بيروت يا غدر الواقع وطيش القواقع...
بيروت يا ندرة الصفاء في أجلّ بهاء...
بيروت يا عشرة حب وديمومة قلب...
بيروت يا نهر حنان يتدفق في خير جنان...
بيروت يا حزنا فجّره الحقد في هذا الزمن الأحمق, اختلطت فيه أوراق الأصفر والأحمر والأزرق ...
بيروت يا حلم أمل جميل تحوّل إلى كابوس رهيب ثقيل...
بيروت يا جميل الطرب الذي صار نشاز الكرب...
بيروت يا صلاة الرجاء التي غرقت في بحر الأهواء...
أيها الظالم المفترس... أيها الحاقد المتغطرس...
أيها الدخيل الأثيم... أيها العدو اللئيم...
أيّها الغريب الجالس من خلف الحدود... أيّها المتربّص لها بالشرّ والحشود...
أيّتها المصالح القاتلة... أيّتها النفوس العاطلة...
أيّها العدو الخفيّ... أيّها الشرّ القويّ...
أيّها الناس... الخالية من الضمير والإحساس...
اتركوا بيروت في حالها... كفى خرابا وتدميراً لأحوالها!
تعبت من مشوار البؤس والدمار... لم يعد ليومها من نهار!
الأطفال تبكي وتموت... والأرحام تئن وتصوت!
الحزانى والحجارة... الأشجار والنضارة!
القلوب والنفوس.. العمران تهده الفؤوس فوق الرؤوس!
الموت في كل مكان... والرعب في كل زاوية وكل إنسان!
أجندة خارجيّة لئيمة... خطط غريبة سقيمة!
وجوه حالكة مذهولة... قلوب العالم مقفولة!
هل الكل يشارك في هذا الدمار؟ هل جميع العالم لا يدرك مدى المرارة وواقع الأخطار؟
حبيبتي بيروت! يتمزق قلبي عليك حزنا... ويزداد خوفي بكل معنى!
أردت الخروج إلى بعض الهدوء والراحة... فكان مصيرك كل هذه القباحة!
أراد لك الأشرار الفناء... وزرعوا في أوصالك العنف والقصف والبلاء!
فإلى متى يدوم هذا الغباء؟ وكم سيأخذ في يطرقه من الأحياء والأحباء؟
أبكي عليك بقلبي الحزين... وأشكو ربي كل لئيم ولعين!
أراد لك شرّا... و رغب ضرّا!
ستخرجين من محنتك منتصرة.... ولو كنت لبعض حين منكسرة!
بيروت أحبك وأصلّي من أجل شعبك بحزني... بيروت أضمّك إلى قلبي وأحميك بجفني!
حماك الله يا بيروت... رعاك الرب يا بيروت!