Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
همسةُ جموح بقلم/ فؤاد زاديكى
همسةُ جموح بقلم/ فؤاد زاديكى من شقاءِ طفولةٍ تَعِسَةٍ، إلى جموح شباب منطلق. منْ براءةٍ مغسولةٍ بلون الدموع، إلى إرهاصات شقاوةٍ مغروسةٍ في قهر الصّخور. منْ تطلّعات تعبٍ ينبع منْ نهر الأحمالِ وينبثقُ منْ نافورة الغمّة المثقلة بأنين الحاجة، إلى عنفوان ماردٍ تسلّق الغيوم وعانق وجهَ الأمل واستقرأ عبارات الفرح منْ تكدّسات المرارة والكبت المتهالكة في أخدود النفس المملوءة بمسالك الشوك ومعارج التهلكة، إلى استرسال رجاءٍ يتجاوز كلّ المسافات ويخترقُ حدودَ المحن ليعبقَ بأريج الزيزفون ويصلبَ على شجرة السنديان تهالك الوهم وتساقط الوجع ثمّ يدقّ في نعش التعاسة آخر المسامير. منْ أمسٍ أنبتَ جميع أنواع الشوك، وأدمى كلّ القلوب والأرجل والأيدي، إلى حاضر رتقَ كلّ العيوب وأفرغَ كلّ الشحنات ليصير خالياً منْ تبعات ذلك الأمس ويجلو عن مراشفنا عطاءات تراكمات التلوّث ولوثة العقد البريّة. تمرّدتْ إرادة الإصرار وقهرتْ كلّ زعامات الإرث البالي المعقود على مُكفهرّات الغيم الماطر رعوداً ولوعة بروق، إلى أن انجلتِ السماءُ وزال الاكفهرار وارتفعتْ قممُ الأشجار وتجاوزتْ حدود تقوقعها المثبت في وشم العروق، واستقرّتْ العنادلُ في موطنِ دفئها الجديد تزغردُ للحياة أنشودة المستقبل وتنتظرُ الأسرابَ القادمة منْ وراء المجهول البعيد لتهنأ معها. تعيدُ تسريح فرحها وتجدلّ ريشَها الناعمَ المنبسط مع جذوع السنديان وغصون الياسمين بمتعة الإحساس بالفرح الآتي وببهجة الجديد المُنتَظَر. فعلتْ ذلك لتتعمّق صداقاتُ الأمل وتتكاثر سنابلُ القمح وتنعقدُ مهرجانات الأنس المخصب في دنيا تحتاج إلى مثل هذا الغد المورق لبسمةٍ هادرةٍ تُعْلِنُ عنْ بَدء دورةِ جديدة للزمن تمحو كلَّ آثار الماضي السقيمة وتغفر لنفسها ما اقترفته من تشويهٍ لصورة الجمال من دون إثمٍ أو ذنبٍ لأنّه كان بريئاً... هادئاً... لا حول له و لا ...طموح، وبهذا يتجدّد وجهُ الحياة بجموحٍ هائج يقتلعُ كلّ خبث النبات ويمنعه من التكاثر لتزول جميعُ أحراش الغربة الداخليّة. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|