Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2019, 12:03 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي ما معنى سَواسية؟ بقلم/ فؤاد زاديكى

ما معنى سَواسية؟

بقلم/ فؤاد زاديكى


قال نبيُّ الإسلام في حديثٍ له : "النّاس سَواسيَة كأسنان المُشط" وقيل "سواسية كأسنان الحمار" فما دقّة وصحّة هذا القول, لنرجع إلى قاموس اللغة لنجد معناها سَواسِيَة [جمع]: جمع سواء على غير قياس: متساوون، متشابهون "النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ , فهل يستوي النّاس في الخير والشرّ وأمور الحياة الأخرى؟ أم أنّ هناك تباينًا واختلافًا كبيرًا بين البشر؟ إذ هم يختلفون في العقائد والمذاهب والمشارب والانتماءات والولاءات وفي الانتماء لأحزاب مختلفة وربّما متناقضة يعادي كلٌّ منها الآخر, كذلك في دياناتهم وهناك ملحدون لا يؤمنون بالله فأين هي هذه السواسية بين النَاس؟ إضافةً إلى ذلك فإنّ هناك اختلافًا في العقليّة إذ ليس لهم نفس الخصائص الجسميّة والعقليّة ومتى قُصِد من هذا القول سواسية تحت شريعة الإسلام، فلا يمكن أن يميّز أحدٌ على أحدٍ، خصوصًا أمام النصّ الشرعي، فلا حصانة لأحد في إيقاع العقوبة متى ما اقترف جريمة فيها حدٌّ أو تعزير وهذا هو المقصود على الأغلب فهل هناك مساواة في الحكم على المسلم وغير المسلم في المجتمعات الإسلاميّة؟ وهل هناك مساواة بين المسلم والذمّي (غير المسلم) وإلّا فلماذا وقعت حروب الرّدة بعدما ترك كثيرٌ من النّاس الإسلام عقب وفاة محمد نبيّ الإسلام؟؟ ألا يسقط هذا المبدأ أصلًا وبالمنطق المعمول به في هذه المجتمعات ولا يتمّ تطبيقه؟ إذ لم يتمّ تطبيقه مطلقًا حتى في أيام الإسلام الأولى فكان اليهودي والنصراني يُعامل على أنّه من درجة تحت درجة المسلم. كما أنّ هناك أغنياء وفقراء, سادة وعبيد الخ... وحتّى القانون المدني المعمول به لا يحقّق هذا المبدأ فهناك من هم فوق القانون وهناك من هم تحت سقف القانون, كما يوجد فرق كبير بين المرأة والرجل من وجهة نظر المجتمعات حتى في عملية الخلق إذ أن المرأة خُلقت من ضلعٍ أعوج كما يقول الإسلام أو هي اُخِذَتْ من ضلع رجل ولا يمكن للجزء أن يكون متساويًا مع الكلّ أو في سواسية له.
«الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربيٍّ على أعجميّ، إلّا بالتقوى» وقد أجمع علماء الإسلام على صحته وهو ثاني الصحيحين صحيح البخاري وهو كتاب جامع. أليس هناك فرقٌ بين العربيّ والأعجميّ بالعرف السائد لدى المسلمين؟ أليس الأعجمي هو الكافر والمتآمر والمسلم هو المؤمن؟ فكيف يتساوى الأعجمي الكافر مع المسلم "المؤمن"؟ ثمّ كيف يناسب هذا القول القائل "وكنتم خيرَ أمّةٍ أُخرجت للنّاس" أليس هنا تفاضلٌ كبير وأفضليةٌ للمسلم على غيره من أبناء البشر؟ وهذا يناقض بوضوح تامّ لا يقبل الجدل ما جاء في هذا الحديث؟ إنّنا نطرح سؤالًا بقصد الفهم.
يقول الدكتور كامل النجّار في مقدمة كتابه (قراءة نقديّة للإسلام) ما يلي: "لم تكنْ هناك مساواة بين المسلمين كما يقول الإسلام: فلما أراد عمر توزيع بيت المال أعطى العبّاس عم النبيّ خمسةً و عشرين الف دينار و أعطى لكلّ واحد من الذين شهدوا (حاربوا في) موقعة بدر خمسة آلاف و أهل القادسية و الشام (الذين حاربوا في هذه المواقع) ألفين, و أعطى نساء النبيّ عشرة آلاف لكلّ إلّا اللائي كنّ ملكة يمين (مثل صفيّة), فقالت له نساء النبيّ إنّ النبيّ لم يكن يفرّق بينهنّ فساوى بينهنّ ولكن زادَ عائشة ألفين لمحبتها عند الرسول (تاريخ الطبري دار الكتب العلمية. بيروت. المجلد الثاني, ص 452) ويسأل: " فأين إذًا حديث الرسول "المسلمون سواسية كأسنان المشط"؟ ويتابع القول: " فهذا هو عمر الخليفة العادل, يحابي أهل البيت ويفضّل بعضهم على بعض ويفضّلهم على المسلمين الآخرين, رغم الحديث بتساويهم. ويقول: "أليست هذه النواة للفساد المالي الذي حدث في عهد الخليفة عثمان وما يحدث الآن في البلاد المحكومة إسلاميًّا كالسعودية و السودان؟ ففي خلافة عثمان صارت المحسوبية وصرف أموال بيت المال على أقاربه من الأشياء المالوفة, فقد ذكر محمد بن عمر أنّ عبد الله بن جعفر حدّثه عن أم بكر بنت المسور عن أبيها أنّه قال: قدمت إبل من إبل الصدقة إلى عثمان فوهبها لبعض بني الحكم (من بني أمية) من أقاربه (تاريخ الطبري المجلد الثاني ص 661) وقد حابى عثمان أقاربه في كلّ شيء حتى ثار عليه النّاس فخطب في الناس معتذرًا مستغفرًا لكنّه استمرّ في إحاطة نفسه ببطانة من أقاربه مما دعا جبلة بن عمرو الساعديّ أن يقول له: والله لأطرحنّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركنّ بطانتك هذه. فقال له عثمان: أي بطانة, فوالله إنّي لأتخيّر الناس. فقال له: جبلة: مروان تخيّرته. و معاوية تخيّرته, وعبد الله بن عامر تخيّرته, وعبد الله بن سعد تخيّرته, منهم مَنْ أباح الرسول دمه (الطبري المجلد الثاني ص 661).
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 15-02-2020 الساعة 12:16 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke