إلى روحِ جدّي شعر/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

إلى روحِ جدّي

شعر/ فؤاد زاديكى

لمْ يبقَ رَسْمٌ لجَدِّي1 كي أُنادِمَهُ ... شوقًا وحُبًّا وأستجلي معالِمَهُ

قد غابَ عنّي وكنتُ العُمرَ في صَغَرٍ ... ما ظلَّ غيثٌ لأستجدي مواسِمَهُ

أدرَكْتُ وَعيًا فزادَ الوَقْعُ مِنْ ألَمِي ... مَنْ لي بِحزنٍ ثقيلٍ كي أُقاسِمَهُ؟

ما غابَ عنّي كَرَسْمٍ بلْ كذاكرةٍ ... خانَتْ أُصولًا فلمْ تَرْحَمْ مكارِمَهُ

حاوَلْتُ نَبْشًا عَنِ الأخبارِ أجمعُها ... مِمَّنْ بِعِلْمٍ وحالٍ جاءَ عالَمَهُ

حاوَلْتُ لكنْ قليلٌ جاءَ لم يَكُنِ ... يشفي غليلًا فلمْ يَكْشِفْ عَوالِمَهُ

قد كانَ جَدّي كثيرَ المالِ يجمعُهُ ... والقلبُ خالٍ بخيلٌ هزَّ سالِمَهُ

لا خَيرَ عندي بِمالٍ ليسَ يُسعِدُنا ... لا بُدَّ ماضٍ فَلنْ أسعَى سلالِمَهُ

حَقّقْتُ بعضًا مِنَ التّوفيقِ في طَلَبٍ ... سَعيًا حَثيثًا ولم يَغْفَلْ مَراسِمَهُ

إذْ كانَ نَقْصٌ كبيرٌ ضاعَ في خَبَرٍ ... ما فادَ جَهدٌ ولمْ يبلُغْ خَوَاتِمَهُ.

جدّي: الياس حنا الياس وحنّا هذا المعروف بحنّوشكِه جاءه اللقب لكونه كان حسن الوجه ومحبوبًا, لكنّ لقب العائلة تغيّر بعدما قام جدّنا حنّا هذا وعقب وفاة زوجته الأولى التي كانت من بيت لحدو بشيرو حين قام بخطيفة لمارتو بنت كبرو توما في آزخ و هي الأخرى كانت أرملة, فتزوّج بها و صار لقبنا الجديد (زاديكى) و السبب في ذلك هو أنّ النساء كنّ يذهبن لجمع الزاديات (القولكات) نبات كانت جذوعه و سيقانه تستخدم كمادة للوقود في الصوبيا (مدفأة الحطب) في آزخ و هناك تمّ الاتفاق بين مارتو و جّدنا الياس على أن يذهبا معًا لأن عائلة بيت كبرو توما لم تكن توافق على هذا الزواج من جهة و من جهة أخرى لأنّ جدي حنا كان شمّاسًا إنجيليًّا و درجت العادة الّا يتزوّج الشمّاس الإنجيلي متى توفيت زوجته, فتجاوز هو هذا العرف و التقليد. أما بالعودة إلى جدّي الياس وهو والد أبي فقد ولد في آزخ 1896 نزح إلى سورية و سجّل عسكر فرنساوي في عين ديور 1930 و بعد إحالته على التقاعد قرّر السكن في بره بيت و فيها مات مصابًا بمرض الزلال في 28 آذار سنة 1954 كان يملك المال الكثير لكن الطمع أعمى عيونه و قلبه. لم يحتفظ أولاده بصورة شخصية له. له من الأولاد كبرو . حنا. اسطيفو. ايلي. أفرام) كان تزوّج ثلاث مرات الأولى من فهيمة بنت القس يوسف حدو ستو الذي قتله الأكراد سنة 1915 في جزيرة ابن عمر و الثانية كانت حانة من قرية عين ورد أنجبت له طفلًا مات و هو صغير و الثالثة كانت مريم (مِروكِه) أخت ملكي و لحدو كيلان صار منها عمي أفرام تزوّجت بعد ذلك من (كوريكو) أبو كوركيس و شيداغ وكانت متزوجة قبل زواجها من جدي الياس كانت تسكن في قرية عين بازوق.