Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
المواطن والحاكم بقلم/ فؤاد زاديكى
المواطن والحاكم بقلم/ فؤاد زاديكى
الحكام الدكتاتوريون في أيّ بلد كانوا لا همّ لهم سوى قمع إرادة الشعوب و مصادرة حريتها و كبت أنفاسها من أجل إطالة عمر حكمهم لكنّ أمثال هؤلاء لا يقرؤون التاريخ و لم يتّعظوا من الدروس الكثيرة يقول المثل "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك" و هذا هو حالنا كشعوب مع هذه الأنظمة القمعية و في كلّ مرة يريد الحاكم قمع الشعب و قهره يعزف على نغمة المؤامرة من أجل تبرير ظلمه و قمعه و استبداده و أذكر تمامًا أنّه كان يتمّ تقييد حرية مسيحيي سورية و التضييق عليهم بتهمة أنّهم عملاء لحزب الكتائب اللبنانية فما كنّا كشباب نستطيع الذهاب إلى الكنيسة بسبب هذه التهمة الخطيرة لأنّ نظام الحكم كان يومها في خلاف مع حزب الكتائب و منْ بعد ذلك خرجت علينا مقولة عملاء إسرائيل و الصهيونية العالمية و من ثم عملاء أمريكا و الغرب وقبلها و قبلها تهمة طابور خامس و اليوم ظهرت حجة جديدة هي تهمة الإرهاب فما أسهل من أن يستخدم الحاكم هذه التهمة ليلصقها بكل معارض لنظامه السياسي ليقوم بتصفيته ونزع صفة الدفاع عن الحق منه وقد ثبت بما لا يقبل الشكّ بأنّ فكرة المؤامرة هذه ليست سوى شمّاعة يتمّ تعليق خيبة الأنظمة و فشلهم عليها هربًا و هروبًا من المسؤولية. لقد صار وعي الشعوب كافيًا لكي تُدرك خبايا الأمور و تعرف تمامًا الصحّ من الخطأ لهذا نرى الثورات و الانتفاضات تعمّ معظم بلدان العالم العربي لأنّها بلدان محكومة بأنظمة شمولية فاسدة دكتاتورية قمعية تعتمد على ذاتها و قدرتها و بطشها كقطب أُحادي في معادلة الدولة و المواطن, فهي تنتهك القانون و تتلاعب بالدساتير وتسخّر جميع وسائل الإعلام وغير الإعلام كأبواق لتمرير خططها الظالمة على حساب الشعب. نرى كثيرين ممّن لم يستوعبوا ما جرى و ما يجري وهم لا يزالون يطبّلون و يزمّرون لهذه الأنظمة القمعية المجرمة التي استباحت كلّ شيء في حياة الشعوب. فلا أمان و لا حرية و لا كرامة و لا حقوق ماذا يبقى بعد؟ هل فقط الطنطنة والعزف على وتر الوطن بنغم شاذّ و جبان و متخاذل تخلق وطنًا؟ وهل الوطن مُختزل بشخص معيّن أو حزب حاكم أو فئة متسلطة من المواطنين دون غيرها؟ أم أنّ هذا ليس سوى مجرّد تظاهر ممسوخ ومنافق لإظهار الولاء لهذا الحاكم أو ذاك؟ لقد فشلت كلّ أنواع الحكم في العالم العربي بما فيها الاشتراكي و القومي و الديني ولم يعد أمام هذه المجتمعات إلّا أن تسعى لإقامة نظام مدني عَلماني خارج نطاق كلّ هذه الأنواع الفاشلة من الأنظمة وحكم الحزب الواحد. المهم في الأمر المواطن كإنسان محترم في وطنه و ليس الحاكم الذي من المفروض أن يكون خادمًا للشعب و ليس سجّانًا مستبدّا طاغيةً قاتلًا مجرمًا إرهابيًّا حقيقيًّا. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-02-2020 الساعة 08:44 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|