التّطبيعُ آتٍ شعر/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

التّطبيعُ آتٍ

شعر/ فؤاد زاديكى

الشاعر يعبّر عن نبض المجتمعات و عمّا يدور فيها

من قضايا و أمور مستجدّة, و قد لفت انتباه الكثيرين

ما صرّح به الفنان (دريد لحام) عن التّطبيع مع إسرائيل

و هو بوق إعلامي معروف للنظام السوري و هناك تساؤلات كثيرة و أسئلة تُطرح حول هذا التطوّر الجديد و التحوّل الجذري في مواقف الفنّان دريد لحّام. و القصيدة

من وحي تصريحاته الأخيرة.

هُوَ التّطبيعُ آتٍ لا مَحالَةْ ... (دُرَيدٌ) قال هذا بِالوَكَالَةْ

عَنِ السّوريِّ في جَسٍّ لِنَبْضٍ ... و إسرائيلُ تدري شأنَ حالَةْ

نِظامُ البعثِ مَنْ أعطى (دُرَيدًا) ... سَمَاحًا. دونَ هذا اِستِحالَةْ

لِشَخْصٍ مثلَه عاشَ التِزامًا ... بِخَطِّ البعثِ أنْ يأتي مَقالَةْ

بهذا الحَجْمِ و المَعنى و وَقْتْ ... فلَمْ يَنْطِقْ بهذا عن جَهَالَةْ

ردودُ الفعلِ ما كانتْ لتُوحِي ... بأنّ الشّخصَ جاءَ الاِسْتِقالَةْ[1]

على العكسِ, الذي يبدو وضوحًا ... وكيلٌ عن نظامٍ بالأصالَةْ

صَدَقْتَ القولَ إنّ الأمرَ آتٍ ... إذِ التّطبيعُ في نُطْقِ الجلالَةْ[2]

لماذا لم تَقُلْ هذا بِوقْتٍ ... تَفَشّتْ هَرْطَقاتٌ بِالعَمالَةْ[3]

ألَسْتَ اليومَ في هذا عميلٌ ... بِما تدعو إليهِ؟ ما الدَّلالَةْ[4]؟

خَدَمْتَ البعثَ أعوامًا طِوَالًا ... كَبُوقٍ ظلّ ينحو لِاسْتِمالَةْ

إلى مهوى نِظامٍ مُسْتَبِدٍّ ... و في رأيي سلوكٌ في ضَلالَةْ

متى كانَ الذي قُلْتَ انْعِكاسًا ... لِمَا في صَحْوَةٍ جاءتْ عُجَالَةْ

فإنّ الأمرَ يَدعو لِانْدِهاشٍ ... إذا عارَضْتَهُمْ جاؤوا إزالَةْ[5]

دليلُ واضِحٌ مازِلتَ حُرًّا ... إلى التّحقيقِ لمْ تأتِ الإِحالَةْ

ولمْ تُسألْ, و لم تُضْرَبْ و تُقْتَلْ ... وَ لَمْ تُسْجَنْ, بَلِ امتدّتْ إطالَةْ

عَسى تَوضيحُ هذا الأمرِ يأتي ... بشيءٍ مُقْنِعٍ لا بِالإمالَةْ[6].

[1] - أي انفصل عن النظام فأصبح معارضًا له.

[2] - كلمة التّطبيع لم تعد مستهجنة كالسابق حيث تعني الخيانة, بل صارت كلمة أكثر من عادية في عالم العرب اليوم إن لم أقل محترمة لها جلال و تأثير و قبول.

[3] - الاتهام بالعمالة من قبل الأنظمة الشمولية أمر معروف و مألوف ليبرّروا بقاء أنظمتهم الإجرامية و بطشهم بشعوبهم.

[4] - بمعنى ما هذا التحوّل المفاجئ في موقف الفنان دريد لحّام الذي كان دائمًا المدافع عن النظام و من أشدّ مؤيديه.

[5] - مصير كلّ معارض للأنظمة الشمولية هو السجن أو الاغتيال أو أو أو فلماذا لم تتمّ محاسبة دريد على ما قاله بشأن الدعوة إلى التطبيع؟ سؤال مهمّ.

[6] - نقصد بالقول هنا يريد الناس توضيحًا عن هذا الموقف الجديد من دريد لحام دون لفّ و لا دوران ليقول بوضوح تامّ إنّ النّظام السوري هو الذي طلب منه ذلك, لإرسال رسالة ضمنية إلى إسرائيل تؤكد أنْ لا مانع لديها من التّطبيع معها.

[fouadzadieke]

وقع خطأ لغوي لا استطيع تصحيحه لهذا سأشير إليه هنا و هو في قولي:

ألَسْتَ اليومَ في هذا عميلٌ ... بِما تدعو إليهِ؟ ما الدَّلالَةْ[4]؟
كلمة عميل و التي هي خبر ليس. يجب أن تُنصب بالتنوين بدل رفعها بالتنوين. لتصبح : عميلًا و هي أصح.