لكُمْ أنْ تسألوا شعر/ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

لكُمْ أنْ تسألوا

شعر/ فؤاد زاديكى

لَكُمْ أنْ تَسألُوا عَمّا يكونُ ... مِنَ الإحساسِ في دُنيا حُرُوبِ

مُعاناةٌ و آلامٌ و حُزْنٌ ... و أوجاعٌ تُشَظّي[1] بالقُلُوبِ

سلوكُ الشَّرِّ لم يَتْرُكْ مُرِيحًا ... بهذا الكونِ. كُلٌّ في نَحِيبِ

لِماذا الحربُ؟ ما نَفْعُ اقْتِتَالٍ؟ ... هَلِ الأطماعُ مِنْكمْ في هُبُوبِ؟

حياةُ النّاسِ صارتْ دونَ أمْنٍ ... و زَادَ الحقدُ في جَرِّ الخُطُوبِ[2].

لَكُمْ أنْ تَسألُوا. لكنْ جَوَابٌ ... سَيَأتي مِنْ شَياطينِ الغُيُوبِ

زَرَعْنا الشَّكّ بين النّاسِ حتّى ... يَسودَ الكُرْهُ يَقضي بِاِلْكَئيبِ

دَرَسْنا حالَ بُلدانٍ, فكانتْ ... تَباشيرٌ تَجَلَّتْ مِنْ قَريبِ

إذا ما النّاسُ عاشُوا في سلامٍ ... فَلَا شُغْلٌ لنا بينَ الشُّعُوبِ

نَرى حُكّامَكُمْ زادوا فَسادًا ... و إفْسادًا وَ لا هَمُّ الذُّنُوبِ

تَشَجَّعْنا على إيجادِ فَوضَى ... لأجلِ العُنْفِ و الفِعلِ الرّهيبِ[3]

دَخَلْنَا بينَكُمْ كالسّوسِ كَيْمَا ... تَعيشُوا دونَ طِيبٍ أو طُيُوبِ

لأنّ العيبَ فيكُمْ, ليسَ فينا ... فَتَحْتُمْ كلَّ بابٍ لِلْغَريبِ

تخاصَمْتُمْ. تَحارَبْتُمْ طويلًا ... عصُورُ الجَهْلِ عادَتْ في ضُرُوبِ[4]

خَلَقْتُمْ حالةً صارَتْ وَبَالًا ... عَلَيْكُمْ, دونَ إدراكِ الحَسِيْبِ

لِهَذا أَبْعِدوا جُرْمَ اتِّهامٍ ... عَنِ الغيرِ, اسْتَعِدّوا لِلْكُرُوبِ[5].

[1] - شَظّى: الشيء: شَقّهُ. النّاس: فرّقهم.

[2] - الخُطُوب. جمع خَطب و الخطب: المكروه.

[3] - الرّهيب: مُخيف. مُفزِع.

[4] - ضُروب: جمع ضَرْب: وهو الصّنف. النّوع.

[5] - الكُروب: جمع كَرْب: و هو الحزن و الغمّ حين يأخذ بالنّفس.