Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مخاطرُ الغضب بقلم/ فؤاد زاديكى عَرّف علماء النّفس و علماء الاجتماع الغضب بأنّه حالة
مخاطرُ الغضب بقلم/ فؤاد زاديكى عَرّف علماء النّفس و علماء الاجتماع الغضببأنّهحالة شعوريّة عاطفيّة, تنتاب الشّخص في حالات عندما يشعرُ بأنّه يتعرّض لموقف قاسٍ فيه ظلمٌ أو تجنٍّ غير عادل, ممّا يترتّب على عليها بعضُ الآثار الجسدية كارتفاع ضغط الدّم و خفقان سريع في ضربات القلب و غيره, و يكون هذا الشّعور قويًّا بحيث يمكن للشّخص أن يُؤذي نفسَه أو مَنْ حوله. قد يكون هذا الغضب مدمّرًا, يقود إلى نتائج وخيمة, و على الرّغم من الدّعوات الكثير بوجوب التزام الهدوء و الاتّزان في حالة الشعور بسيطرة الغضب, إلّا أنّ الإنسان قد لا يستطيع لجم عواطفه, و السيطرة عليها و التّحكم بسلوكه, و هذه الحال لا تنطبق على جميع الأشخاص بنفس المعيار, فهناك أشخاص يستطيعون تدارك الموقف بمنح أنفسهم لحظات تفكير في محاولة لاحتواء الموقف, بغية عدم الوقوع تحت تأثيره, و مِن النّاس مَن لا يستطيع التزام هذا الجانب فينساق خلف عاطفته الهوجاء, فتكون النتيجة مؤذية له و لغيره. ربّما يرى الشخص الذي تنتابه حالة الغضب بأنّه في هذا يكون دفع عنه أذى الآخرين, أو أنّه يأتي كفعل سلوكي فيه تجاوز لمنع تهديد مَن تسبّب له بهذا الغضب, و تقول تجارب الحياة لو أنّ الإنسان في حالة الغضب قام بالعدّ إلى عشرة أو حاول تغيير مسار حالته إلى ما يُبعد عنه هذا الغضب و لو لحين, كي لا يُقدم على تصرّف طائش مؤذٍ له و للآخرين, لكان في ذلك مسعًى ناجح تمامًا في الخروج من هذه الحالة العصبيّة, و قد تهدأ النّفس في هذه المدّة الزّمنية القصيرة, التي منحها لنفسه. علينا أن نتصوّر الوضع فهو اشبه ما يكون بسفينة تمخر عباب بحر و في لحظة ما, تهبّ عواصف و رياح عاتية و أمواج هائجة, تؤثّر على مسار السفينة و تعرّضها للخطر, و في هذه الحالة ينبغي على القبطان أن يسعى إلى استنفاذ كلّ السبل الكفيلة لإيصال السفينة إلى شاطئ السلام, ليحافظ على الركّاب و على نفسه, و هذا هو الحال تمامًا لدى أيّ شخص يتعرّض لنوبة غضب, فالتأنّي و التزام الهدوء بحكمة و عقلانية و تفكير سليم يمكن أن تزول جميع المخاطر. من الحكمة و التعقّل أن يجهد الإنسان إلى الابتعاد عن مسبّبات الغضب, لكنّ ذلك لا يكون بيده, فهناك حالات و أمور و مواقف تجبره على عدم قدرته التحلّي بالصّبر و هنا تكمن الحكمة و يغلب التعقّل فالشّخص العاقل هو أقلّ تأثّرًا من غيره بحالة الغضب, و لديه القدرة على التفهّم و الاستيعاب و استدراك المواقف السليمة بأقلّ الخسائر الممكنة. أمّا الغضب الشّديد فهو يصل بالإنسان إلى حالة الحُمْق و هنا تصعب المعالجة و يعسر الحلّ, فالحماقة ساعةٌ لا عقاربَ لها, و هي بعكس الحكمة تمامًا, حيث أنّ ساعة هذه الأخيرة تسير بانتظام عقاربها لتضبط الوقت بدقّة. قيلَ إنّ الغضب حالة عاطفيّة طبيعيّة تصيب الإنسان, و هي صحّيّة أيضًا, أمّا حين لا نستطيع التحكّم بها و السيطرة عليها بلجم انفلاتها, فقد تكون مدمّرة و بشكل خطير, و قد تجرّ على أثرها مشاكل أخرى إضافيّة تعقّد الموقف فتستحيل الحلول. عندما يشعر الشخص بالغضب فهو يُسرع و بفعل غريزي إلى الرّدّ بطريقة عدوانيّة, إذ أنّ الغضب يشحذ القوّة و يدعوها للتّدخّل بالأمر من باب الدّفاع عن النّفس. من الضّروري أنْ يعبر الإنسان عن غضبه بحزم و قوّة و لكن ليس بالقيام بعدوان ضد الآخر أو الذَات. إنّ خيرَ ما قيل في محاولة إيجاد علاج للغضب هو في التنفّس العميق و لوقت طويل, فهذا يخلق أجواء أخرى تبعدك عن التماس المباشر للغضب كما أنّ التحدّث مع النّفس لبعض الوقت يساعد على انشغال الشّخص بموقف جديد يُريحه بعض الشيء و يخفّف من حالة الاحتقان لديه, و قد يكون الاسترخاء مفيدًا كثيرًا في هذه الحال فهو يخلق بعد التوازن و يجعل الفكر يسرح في فضاء مريح و نقي. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|