Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الاستبداد و الثّورة شعر/ فؤاد زاديكى
الاستبداد و الثّورة شعر/ فؤاد زاديكى لا تُقيموا مُسْتَبِدًّا فيكُمُ... لنْ يُقيمَ العَدْلَ مهما حاولَا طبعُهُ طبعٌ رديءٌ سيئٌ ... حولَهُ حَمْقى أعاقوُا عاقِلَا إنّ الاستبدادَ[1] حُكمٌ مُطْلَقٌ ... حازِمٌ طُغيانُهُ لنْ يَعْدِلَا يَخرِقُ القانونَ في إجهاضِهِ ... عنْ همومِ الشّعبِ يبقى غافِلَا لا يُراعي مَنْطِقًا بل نَزْوةً ... سُلطَةٌ شاءتْ جميعًا أسفَلَا فوقَ هذا ظالِمٌ في حُكمِهِ[2] ... فامتثالُ الأمرِ "كان الأمْثَلَا" لا اعتراضٌ مُمكِنٌ في ظِلِّهِ ... حيثُ أنّ الخوفَ[3] يغدو مَعْقِلَا ثمّ أنّ الجهلَ[4] أيضًا طامَةٌ ... ساهمتْ في خَلْقِهِ فاسْتَفْحَلَا نُضْجُكم بالفكرِ في وعيٍ لهُ ... يفتحُ الآفاقَ حتّى يَرْحَلَا أيقِظوا ما مَعْرِفِيٌّ عندكمْ ... و انشروا وَعْيًا, تَعيشوا أفْضَلَا إنّ الاسْتِرْهابَ[5] تَخويفٌ لكمْ ... فاسْتَعِدّوا, قولوا: لا بل ألفَ لا هكذا يقوى شعورٌ فيكُمُ ... أو لديكمْ. ليس هذا مُخْجِلَا ثورةٌ سِلميّةٌ مسؤولةٌ[6] ... في تَصَدِّيها لهُ لنْ تَفْشَلَا. [1] - الاستبداد: هو استغلال السلطة من قبل فرد أو مجموعة متنفّذة واصلة للحكم مستخدمةً إياها بطريقة غير عادلة ووحشية ضد الشعب، وحرمانه من العيش بحرية وكرامة دون رادع أو مانع لسيطرتهم على اعتبار أنّهم الأقوى. و هو دكتاتورية في أسلوب السلطة تعتمد القمع و الترهيب و الوحشيّة. [2] - حكم الاستبداد: يتناقض مع مبادئ الديمقراطية و الحرّيّة و المساواة [3] - الخوف: يقول الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد: "الخوف هو السّبب المباشر والركيزة التي يعتمدها الاستبداد في أيّ مجتمع من المجتمعات البشرية التي ترتكس تبعًا لذلك في مستنقع التخلّف الحضاري والانحطاط" [4] - الجهل: اعتبر كثيرون أنّ الجهل من أحد أهمّ دعائم الاستبداد و أسباب استمراره فالوعي و العلم يولّدان الشعور بالغبن و الذي هو بداية الثورة عليه. [5] - الاسترهاب: يقول الكواكبي: "الإسترهاب في حقيقته يكون مبنيًا على غير علم، ولا حتى وجود فعلي، بل أصل الاسترهاب هو محاولة إيجاد الإرهاب وطلب وقوعه بأسباب مصطنعة حسّية وفكرية، يكون المسترهَب جاهلاً بها، وبآليات صنعها وإيجادها، في حين أن المستبدّ وهو "المُسْتَرهِب" يُجيدها ويُتقنها، معتمدًا على جهل الغير بها، لتكون أداةً له في الاستبداد واقتياد الشعوب، لتكون المحصلة ترك الإرادة للغير، وضياع الحزم، وفساد الرأي. وبالتالي، فإنّ مقوّمات نجاح الاستبداد قائمة ومهيأة لتكوين نظام استبدادي في أعلى درجاته، وإنْ لم يكنْ موجوداً." [6] - الثورة: من الأفضل أن تقوم ثورة سلميّة دون سفك دماء و لا دمار أو خراب لكنّ الحاكم الدكتاتوري المستبدّ لا يترك مكانه و مكتسباته بسهولة لهذا ربّما يضطّر الشّعب للمقاومة المسلّحة و هذا من حقّه لكن شريطةَ ألّا يركب هذه الثورة بعضٌ من أصحاب الأجندة غير الوطنيّة أو التيّارات المتشدّدة التي ستقود إلى خراب و دمار و ضياع و ظلم أكثر و أشدّ من الاستبداد الخ... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|