Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
سَاسَةُ لُبنان شعر/ فؤاد زاديكى
سَاسَةُ لُبنان شعر/ فؤاد زاديكى سَاسَةٌ[1] عَنْ حِسِّ مَسؤولِيَّةٍ ... هُمْ غِيابٌ خالَفُوا رُوحَ القَسَمْ رَسَّخُوا أقدامَهُمْ إذْ أوغَلُوا ... في فَسادٍ و انْتِهاكِ مُنْتَظَمْ هَمُّهُمْ رِبْحٌ لكَي يَبْقَى لهُمْ ... كُلُّ شيءٍ بينما شَعْبٌ عَدَمْ سَاسَةٌ قد أقْسَمُوا أنْ يَحْفَظُوا ... مَنْطِقَ الدُّسْتُورِ[2] لكنْ لَمْ يَدُمْ بِانْتِهَاكٍ صارِخٍ هُمْ حَلَّقُوا ... فوقَ دُستورٍ بِخَرْقٍ مُقْتَحِمْ جاوَزُوا كُلَّ اعتِبارٍ[3] لم يَعُدْ ... مَوقِفٌ منهُمْ و مَسْعًى مُحْتَرَمْ فَسَّروا نَصًّا لِدُسْتُورٍ كما ... هُم أرادُوا, و اسْتَمّرُّوا لا نَدَمْ حَوَّلُوا أنظارَهُمْ عَنْ واقِعٍ ... أقْفَلُوا آذانَهُمْ مثلَ الأصَمّْ[4] كَمُّوا أفواهًا لِشَعْبٍ بائِسٍ ... حَطَّمُوا أحلامَهُ, أضْحَى بِغَمّْ صارَتِ الأسعارُ نارًا لم يَعُدْ ... راتبٌ يَكْفي و مَا حِسٌّ و دَمّْ يَجعَلُ المسؤولَ يومًا يَسْتَحِي ... مِنْ خَرَابِ الوَضْعِ حَتَّى يُحْتَرَمْ ليسَ ماءٌ, ليسَ مازوتٌ[5] و لا ... كَهْرُباءٌ, كُلُّ شيءٍ اِنْعَدَمْ جاوَزَ الدُّولارُ[6] حَدًّا خَارِقًا ... لِيْرَةٌ ماتَتْ و ذَا زادَ الألَمْ لمْ يَعُدْ (لُبنانُ) حُضْنًا دافِئًا ... للأمانِ الحُلوِ, دارًا لِلْكَرَمْ كانَ عُنوانًا لِفَخْرٍ دائِمٍ ... مَقْصِدَ الحُجّاجِ في قَصْدٍ لِعِلمْ[7] عاشَ اِنجازاتِ عِلْمٍ واسِعٍ[8] ... إنَّهُ الماضي كما مَجْدٍ أشَمّْ إنّني أبكي على أحوالِهِ ... كيفَ صارَتْ لِلْعَوادي و السَّقَمْ مَنْ هُوَ المسؤولُ[9]؟ هَمْ حُكّامُهُ ... لا ضَميرٌ, لا شُعورٌ, لا قِيَمْ. [1] - سَاسةُ لُبنان و منذ عشراتِ السّنين يعيشون خارجَ الزّمان و المكان, لا تهمّهم سوى مصالحهم الشّخصية الضيّقة و توسيع نفوذهم. هم يعتمدون مبدأ المحاصصة الطائفيّة, الذي خرّب لبنان, كما دخل البعض منهم في محاور و صراعات و حروب خارجيّة ليس للبنان فيها أيّة مصلحة وطنيّة. [2] - السّاسة اللبنانيون عندما يصلون إلى سدّة الحكم يُقسمون اليمين بالحفاظ على الدّستور و تطبيقه و خدمة الشّعب, لكن و ما أن يجلسوا على الكرسيّ حتّى ينسوا أنّهم أقسموا اليمين بيومٍ ما لخدمة الوطن و الشّعب, فهم يصبحون من أكبر الفاسدين و الخائنين للأمانة الوطنيّة و الدّستور. [3] - في لبنان دونَ غيره و بخلاف كلّ المعايير و الأنظمة و القوانين يستغرق تشكيل الحكومة شهورًا طويلة, و الاتفاق على رئيس جمهوريّة أيضًا وقتًا طويلًا إذ لا توجد – كما في كلّ دول العالم – موالاة تحكم و معارضة تعارض, فالكل يشارك بالتوافق و بتسويات و يحكمون البلد ممّا يغيّب فكرة المحاسبة, كما أنّ تسيس القضاء لصالح هؤلاء يجعل من تحقيق العدالة أمرًا مستحيلًا. [4] - المسؤولون في لبنان – خاصّة مَنْ بيدهم مقاليد الحكم – لا تهمّمهم مصلحة الشعب حتّى لو جاع و مات قهرًا, لأنّ انعدام الحسّ الوطني و الانساني لديهم يجعلهم في خانة البهائم. [5] - لا تتوفّر في لبنان أهمّ مقوّمات الحياة للعيش الكريم, فالفقر و البؤس و انعدام توفّر الموادّ الغذائية و الأدوية و انتشار الفساد و التهريب عبر المعابر غير الشّرعيّة التي يسيطر عليها حزب الله, تجعل من لبنان دولة في مصافّ الدّول المارقة, لأن الكيان اللبناني يتعرّض للخطر فهو و إن استمرّ الوضع على ما هو عليه اليوم, فإنّه سيتلاشى و ينتهي و لا يعود هناك دولة اسمها لبنان. إيران بولاية الفقيه خرّبت المحيط العربي في سوريا و لبنان و العراق و اليمن و غزّة و الخليج, قوّة السلاح هي فوق القانون. إنّ محاولة (بكركي) بالدعوة إلى الحياد الإيجابي و تدويل قضية لبنان قد تساعد في الحفاظ على كيان لبنان كدولة رائدة في الشرق العربي الإسلامي كما كان في السّابق. [6] - وصل الدّولار إلى ما يعادل ما بين 15 و 18 ألف ليرة, فكيف سيعيش اللبنانيون و مدّخراتهم في البنوك لا يستطيعون الاستفادة منها؟ هم ملزمون بالتقيّد بتعليمات مصرف لبنان المركزي بأن لا تتجاوز عمليات السحّب أكثر من 400 دولار في الشّهر. [7] - كان لبنان في الماضي مقصدًا للعلوم و المعارف و العمل و الاستشفاء و الإجازات لطلب الرّاحة و الاستجمام, فهو كان الوجه المشرق في بؤرة فساد و ظلاميّة عربية تسود بقيّة الدّول, هناك من لم يرق له بقاء هذا الوضع على ما كان, فسعى و بشكل مقصود إلى تغيير الهويّة اللبنانية و تدمير كلّ تلك القيم و الحضارة و الرقيّ بحجج واهية فاسدة و شيطانيّة تُسمّى ما يُدعى بالمقاومة و هي مقاومة كاذبة خدمت و تخدم إسرائيل أكثر مما أضرّتها. [8] - كان لبنان يُسمّى سويسرة الشّرق و كان بلد الموضة قبل باريس. لقد كان فيه كلّ شيء جميلًا و محترمًا و مأمونًا و أمّا اليوم فإنّ الصورة تحوّلت إلى لون قاتم يدعو إلى الرثّاء و الألم. خسار للبنان و لشعبه, الذي سقط في فوّهة بركان سياسيين منافقين و دجّالين و مرائين و مصلجيين و أهل فساد على أقصى الحدود. [9] - المسؤول في لبنان خالٍ من الشّعور بالمسؤولية و هو الذي يتسبب في كلّ ما جرى و يجري في لبنان, يجب تغيير النظام السياسي الطائفي برمته ليعود له وجهه الحقيقي النّاصع في الديمقراطية و الحرية و الاستقرار. إنّ السلطة الحاكمة المتحكّمة تكمّ الأفواه, و تسوق القضاء إلى حيث تصبّ مصالحها و أهوائها و غاياتها. كان لبنان رائدًا في كلّ مجالات الحياة, أمّا اليوم فلم يبق من ذلك ال(لبنان) ما يمكن ذكره أو الحديث عنه. إنّ عهد الجنرال (ميشيل عون) هو من أسوأ العهود في تاريخ لبنان قاطبةً و سيذكره اللبنانيون على أنّه عهد عار و ذلّ و فقر و فساد لا نهاية له بل و عهد تخريب متعمّد للكيان اللبناني, فهل هذا هو الرئيس القويّ كما يزعم أنصاره و مؤيدوه؟ إنّه أسرَ لبنان بتعامله مع ميليشيا حزب الله الإيرانيّة التي خرّبت سوريا و لبنان و العراق و اليمن و غزّة و غيرها.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|