Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
عُذرًا صديقتي المحبّة (سعاد) بقلمي
عُذرًا صديقتي المحبّة (سعاد) بقلمي: عندما يتفاجأ الإنسانُ بسماعِ خبرٍ يحملُ معه بَواعثَ شعور مُحزنٍ أو مؤلم, خاصّةً عندما يتعلّقُ الأمرُ بصديقٍ أو صديقةٍ تجمعك بهِ محطّاتٌ كثيرةٌ و عديدةٌ و طويلةٌ من ذكرياتٍ أبقاها الزّمنُ راسخةً دون أن تتزحزح قيد أُنملة, كم يَعيب هذا الإنسان على نفسِه موقف عدَم سماعهِ بهذا الخبر أو ذاك, علمًا أنّ أسباب ذلك قد تكون خارجة عن إرادة الاثنين معًا, وهذا ما كان من خبر سماعي بمرض صديقة الطّفولة و الزّمن الجميل أختنا الفاضلة و الرّاقية (سعاد يوسف گيژّو) أمّ الياس, لقد ربطتنا معًا ذكرياتٌ جميلة كانت منذ المرحلة الابتدائية مع جميع الصّديقات و الأصدقاء: جورجيت عبدو. نعيمة قرياقس. بهيج يوسف القس. الياس صليبا سلطو. أفرام مراد لوزِه. كريمة صامو چُوچِكِه. حنّا ملكي وردوك. لويس سلو بياظ. منير لحدو نعمان. منير لحدو بلقو. منير اسحق آنطي(جوزيف). نظير مراد كبرو الحكيم. نعيم حنا اسطيفو. وآخرون. كانت الأخت (سعاد) من التلميذات المجتهدات في المرحلة الابتدائيّة, و الممّيزات بروحها الطيّبة و بمحبّتها للجميع, وكان لهذه الرّوح الجميلة الأثر في أنْ أحبّها الجميع, وهو ما كان من أمر محبّتي لها واحترامي لشخصها. البارحة وخلال مراجعتي للرّدود المشاركة على منشوري بخصوص ملفونو (شمعون اسحق) قرأت ردّها, الذي جاء فيه: "لقد علّمنا لمدّة سنة في مدرسة السّريان سرياني وإلى جانب كلّ الصّفات النبيلة في شخص الملفونو شمعون عرفته متواضعًا خلوقًا لدرجة عندما تجلس معه ساعة واحدة تحسّ أنّك تعرفه دهرًا له كلّ المحبة والاحترام أدام الله عليه الصحة والعافية وشكرا لك رفيق الطفولة على هذه الإضاءة الجميلة وعتبي عليك أنّك لم تسألْ عن رفيقة عمر الطّفولة ماذا حلّ لها" قرأت الرّدّ فأُصبتُ بالذّهول, لعدم سماعي أخبار الأخت سعاد منذ وقتٍ طويل, فهي لم تكنْ تبخلْ عليّ بحضورها المحبوب و المميّز بردود و مشاركات على المواضيع التي أقوم بنشرها في الفيسبوك. لا أستطيع التّعبير عن الشّعور الغريب الذي انتابني لحظةَ قراءتي لردّها, ولم أنتظرْ لأردّ عليها, حيث أسرعتُ إلى الاتّصال بها و الاستفسار عن قصدها بعدم سؤالي عنها, فكانت مباشرة على الخطّ ولكنّ صوتها كان يُشير إلى تعب و شعور بعدم الرّاحة بل وببعض الخوف, وبعد الكلام الطويل بيننا (حيث شاركت زوجتي سميرة أيضًا التحدّث معها) عرفتُ ما أصابها, فزاد الخوفُ شعوري بالقلق أكثر, فهي تُعاني منذ سنتين من مرض السّرطان وقد حصلت على العلاج الكيماوي فزال المرض, لكن عاد هذا الخبيث من جديد ليثبت وجوده مرّة أخرى, ممّا جعلها تعاود العلاج الكيماوي و هي الآن في هذه الحال. كيف لي أن أسمع خبرًا مثل هذا ولا أحزن أو أتألم, فكم أنت ضعيفٌ أيّها الإنسان, إنّ مصيرك في هذا الكون كمصير ريشةٍ في مهبّ الرّيح. بعد معرفتي بوضعها الصّحي وانتهاء المكالمة التلفونية عبر المسنجر قمت بالرّد على ردّها: "شهادة تستحقّ كل الاحترام صديقة الطّفولة والزّمن الجميل لقد صدقت بما تفضلت به عن ملفونو شمعون وفعلًا علّمنا لغة سريانية في إحدى السنوات من دراستنا الابتدائية وهو انضباطي للغاية ومتواضع جدًّا يحبّه الجميع لقد حزنت لما سمعته عن وضعك الصّحيّ صديقتي الغالية أم الياس أرجو من الرّبّ أن يمدّ لك يد شفائه فأنت غالية على قلبي وأعتذر لكوني لم أسمع وقد أخبرتني عن ذلك عندما اتصلنا بك اليوم لك كلّ تحية وتقدير" على هذا النّحو فقدنا الكثير من أصدقاء الزّمن الجميل أذكر منهم: المرحوم الشّهيد أفرام مراد لوزه. المرحوم الأستاذ الياس صليبا سلطو. المرحوم منير لحدو نعمان. المرحوم منير لحدو بلقو. المرحوم اسحق حبوكِهْ وغيرهم فإلى جنان الخلد أيّها الرّاحلون الطيّبون, رحلتم عنّا لتحصلوا على الرّاحة الأبديّة, بينما بقينا نحن هنا نعاني و نصارع من أجل البقاء, الذي لن يكون دائمًا. إنّي وبكلّ خشوع أرفع صوت صلاتي و رجائي إلى الرّبّ الشّافي كي يشملك بشفائه كما شفى المرضى و أقام الموتى, لنا فيه رجاء عظيم. لا تستسلمي صديقتي سعاد, وأعرف أنّك لستِ من هذا النّوع, فأنت مكافحة و مناضلة و قويّة ولولا ذلك لما استطعتِ التغلّب على المرض في الفترة الماضية و إنّي لعلى ثقة من أنّك سوف تستطيعين هذه المرّة أيضًا من تحقيق الغلبة و الفوز بالتّغلّب على هذا الدّاء الخبيث, الذي لا يرحم البشر. الرّب معك و لن يخذلك, نريدك أن تبقي معنا, فالشّعور بوجودك هذا جميلٌ يجعلنا سُعداء نشعر بالرّاحة. أخواتي, أخوتي الأفاضل و الأكارم أصدقائي الأحبة صلّوا معنا من أجل شفاء أختنا الغالية و المباركة معلمة (سعاد يوسف) أم الياس ولكم أجزل الشّكر و أعمق المحبّة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|