Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
دَعُونا نَعِشِ المحبّة بقلم/ فؤاد زاديكى
دَعُونا نَعِشِ المحبّة بقلم/ فؤاد زاديكى عندما نفتحُ أبواب و نوافذَ قلوبنا لاستقبال نسائم المحبّة من كلّ مكان فإنّنا بهذا نؤكد حقيقة أنّ ربّنا هو فعلًا المحبّة, هذا الكنز الثّمين الذي لا يُعَوَّض و لا مثيل له بين جميع القيم الإنسانيّة و المفاهيم التي تسود عالمنا كبشر. إنّ المحبّة تُعطي و كلّما أعطت زادت و لا تَنقُص, إنّها مساحة واسعة شاسعة كبيرة تجعلنا نعيش في عالمها بضمائر مرتاحة و نفوس مطمئنة و عقول منفتحة. المحبّة هي إحساسنا بالآخر ومشاركتنا إيّاه في أمور حياته لنخفّف عنه عبء الحياة وأثقال متاعبها. المحبّة نسمةٌ صافية دون غبار لأتربة الحقد و الكراهية و البغضاء. المحبّة إناءٌ صغير يتّسع لكّ سوائل الصفاء والوفاء ويمنح الرّجاء. لماذا نختلف مع بعضنا البعض؟ لماذا يكرهُ بعضُنا بعضًا؟ لماذا لا نسعى إلى الانفتاح على الآخر و معرفة همومه و مشاغله و متاعبه ليشعر بأنّه ليس وحيدًا في هذا العالم؟ كيف لنا أن نتحدّث عن المحبّة بكلمات طيّبة مغمورة بقطر العسل و نحن بداخل نفوسنا مرارة العلقم, علقم الأنانيّة و حبّ الذّات؟ هل علينا أن نعيش حياة التّناقض بين ظاهرنا و باطننا بما فيه من دواخل؟ إنّ الإنسان ابن النّقص الكامن فيه و عندما يستطيع التغلّب على نقصه هذا فهو سيكون على الطريق الصّحيح. المحبّة ليست كلامًا فقط, بل ممارسة عمليّة و جميعُنا يتحدّث عن المحبّة و يدعو إليها و يكتب عنها و يقرأ الكثير و الكثير إلّا أنّنا بعيدون كلّ البعد عن روحها, فلو عشناها بحقيقتها و بروحها لَمَا أغضبنا أحدًا و ما خدعنا أحدًا و ما سرقنا أحدًا و ما حسدنا أحدًا على ما هو عليه. كبيرةٌ أنت بمعانيك الجليلة أيّتها المحبّة الخالدة, إنّك التّعبير الحيّ و الصّادق عن روح الله فينا و نحن نقوم بخدعها و بغشّها كلّ يوم و ربّما أكثر من مرّة واحدة. هل نستطيع ممارسة المحبّة بروحها و جوهرها و صدقها؟ أعتقد لو أنّنا استطعنا تحقيق ذلك لوصلنا إلى حقيقة فهم ذاتنا و صرنا أكثر التصاقًا بالخالق, الذي هو هذه المحبّة الغنيّة ولأنّه أحبّنا فقد بذل ابنه الوحيد كي يصيرَ فداءً لنا و به يكون خلاص الجنس البشريّ من خطيئته الأصلية و ما ترتّب عليها من خطايا أخرى أعقبتها و زادت طينتها بِلّةً. دعُونا نَعِشْ بمحبّة و سلام مهما كانت أديانُنا و طوائفنا وانتماءاتنا, فهل هذا أمرٌ مستحيل؟ أجل هو أمرٌ مستحيل فقط عند المبتعدين عن روح الربّ وهم يبحثون عمّا يُشبعهم أكثر ويملأ معداتهم ويُغري طموحاتهم و هذه كلّها ليست سوى أوهام و فقاعات من صابون الخيبة. مهما أسأنا إليكِ أيّتها المحبّة فإنّ لونك لن يتغيّر وشكلك سيبقى على ما هو عليه ورائحتك ستبقى زكيّة عطرة ووجودك سيكون هو المعنى الحقيقيّ الدالّ على إنسانيّة البشر و محبّة الرّبّ لهم. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 25-04-2022 الساعة 12:02 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|