Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2022, 12:43 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,034
افتراضي تركيا تدفع اليوم الثّمن بقلم/ فؤاد زاديكى

تركيا تدفع اليوم الثّمن


بقلم/ فؤاد زاديكى

إنّ تاريخ الدّولة العثمانية الأسود وما تلاه من عصور حافل بالسّواد والإجرام وكلّ أنواع الإرهاب والقتل والوحشيّة التي لا مثيلَ لها في التّاريخ. لقد كانت الأمم والشّعوب والقوميّات على اختلاف توجّهاتها وانتماءاتها وعقائدها تعيش إلى جانب بعضها البعض بمحبّة وأمن وسلام يجمعهم حال العيش المشترك على الحلوة والمرّة. كان ذلك قبل أن يأتي الغزاة التركمن منغوليا في آسيا الوسطى ليستقروا في حوض الأناضول في حوالي القرن الحادي عشر من خلال غزو السلاجقة الأتراك، حيث اختلطوا مع شعوب الأناضول , ثم بدأت المنطقة في التبدّل من منطقة مسيحية ذات الغالبية اليونانية إلى مجتمع مسلم تركي بعد ذلك.
أمّا بخصوص المناطق التي كان يسكنها السريان في عموم طور عبدين و ما يجاورها من بلدات و قرى لا حصر لها فهي على أغلبيتها كانت سريانيّة مسيحيّة, إضافة إلى الكلدان و الآشوريين الذين تضرب جذورهم في عمق التّاريخ فهم تواجدوا في هذه المناطق إلى جانب الأرمن و الكرد لعصور طويلة من الزمن قبل أن يظهر الترك و يحتلوا تلك المناطق.
في نهايات القرن التّاسع عشر نشأت الحركة الطورانيّة وهي حركة سياسية عنصرية تهدف إلى إذابة جميع القوميّات الأخرى وإخضاعها للتّتريك رغمًا عنها, فبدأت المجازر بحق ما يُسمّى خطأً بالأقليّات (لأنّها صاحبة الأرض و التّاريخ قبل ظهور الترك واحتلالهم لتركيا الحالية) وعندما رأت العنصرية الشوفينيّة التركيّة أنّها لا تستطيع القضاء على هذه الشعوب بمفردها فهي اتّبعت سياسة شيطانيّة من مبدأ فرّق تسد فقامت بإصدار فرمان يدعو إلى قتل الأرمن في بداية الأمر بحجة أنّهم جواسيس لروسيا و هي الدولة العدوّة ومن ثمّ توسّعت تلك الرّقعة فشملت السريان والآشوريين والكلدان واليونان, أي فرمان يقضي بقتل كلّ مسيحيّي تركيا بدافع الحقد الدّيني الأرعن.
لقد انطلت هذه الحيلة على بعض الأخوة الكرد الذين طمعوا في أملاك جيرانهم المسيحيين وبالحصول على نسائهم وبناتهم وأموالهم لهذا استجابوا لذلك الفرمان الظالم فتعاونوا مع السلطات التركيّة في أعمال الإبادة التي لم ترحم الشيوخ ولا الأطفال والنساء ولولا تعاونهم هذا لما تمكّنت تركيا من تحقيق ما هدفت إليه, فالكرد كانوا جيران المسيحيين يعرفون بجميع أمورهم وأحوالهم وكان من السّهل أن يقوموا وبالاتفاق مع الأتراك وبدعمهم وغضّ الطرف عمّا يفعلونه من جرائم بشعة بحقّ جيرانهم المسيحيين الذين عاشوا معهم جنبًا إلى جنب لعصور من الزمن. جرائم بشعة سطّرها التاريخ وستبقى وصمة عار في جبين تركيا وكلّ مَنْ تعاون معها في تنفيذ تلك المجازر الرهيبة بما يُعرف بالسّيفو وقد سبق ذلك بسنوات حوادث إبادة من قبل تركيا لكنّها كانت محدودة.
على هذا النّحو استطاعت تركيا بالتّعاون مع بعض الكرد ضعيفي النّفوس أن تفرّغ جميع المدن المسيحية من ساكنيها بالقتل أو بالتهجير ومن ثمّ تمّ استيلاء الكرد على كل بلدات و قرى جيرانهم المسيحيين, حيث استولوا على أملاكهم وبيوتهم و على بعض نسائهم وبناتهم فأصبحت المنطقة ذات أغلبيّة كرديّة بسبب قتل الملايين من سكان تلك المناطق المسيحيّين دون وجه حقّ.
لا يجب على تركيا اليوم أن تلوم الكرد فهي السبب في كلّ ما يحصل لها مع الكرد فالمسيحيون مسالمون لا يعتدون على غيرهم كما ليست لهم طموحات قومية وأهداف سياسية بإنشاء كيانات سياسية لها أو تطالب بوطن قومي منفصل, وهذا ما حصل لها مع الكرد فمنذ بدء التاريخ كانت للكرد طموحات سياسية حيث قامت إمارات كثيرة لها وحكم آغوات الكرد مناطق شاسعة من تركيا خاصة في تلك التي يتواجد فيها مسيحيون, وقامت ثورات و انتفاضات على تركيا من قبل الكرد. اليوم تحاول تركيا أن تقضي على الشعب الكردي بحجة أنّه إرهابي وهي نادمة ضمنيًّا أشدّ النّدم على إبادة المسيحيين لأنّها قوّت من شوكة الكرد فصاروا عبئًا كبيرًا على الدولة التركية, لهذا تحاربهم في العراق و في سوريا.
تركيا الجديدة هي امتداد لتركيا العثمانية و لتركيا الطورانيّة فرجب طيّب أردوغان مثله مثل (بوتين) كاريزما عسكرية على غرار هتلر و موسوليني يحاول كلٌّ منهما إعادة أمجاد السلطنة العثمانية و الإمبراطورية القيصريّة الروسية, لكنّ ذلك لن يُكتب له النّجاح بحكم التّاريخ, فكلّ شخص من هذا النّوع سيكون مصيره النّهاية الوخيمة وهو يجرّ بلاده و شعوبه إلى ويلات كثيرة, قد لا يهتمّ أردوغان كثيرًا بمشاعر الشعب التركي و قد لا تؤثر فيه مناظر الجثث التي تعود إلى تركيا من مواقع الاشتباك في العراق وسوريا وغيرها لأنّه يهتمّ بالعظمة وبالبقاء على كرسيّ الحكم إلى ما شاء الله.
لماذا تلوم تركيا الأكراد وهي السبّب في تقوية شوكتهم؟ وهل لو قامت تركيا بغزو المناطق الحدودية السورية المتاخمة لحدودها فهي ستستطيع البقاء في تلك المناطق بعد احتلالها لها بسبب التفوّق العسكري الكبير لها على قسد؟ إنّي لعلى ثقة من أنّ أيّ غزو تركي للمناطق التي تقع تحت سيطرة قسد لن تكون نزهة مريحة للجيش التركي. لقد صار للكرد خبرة قتالية كبيرة بعد محاربتها لداعش لسنوات طويلة ثمّ إن المناطق المستهدفة هي حاضنة الكرد وهي أدرى بشعابها وخفاياها, ثمّ إنّها تمتلك أسلحة متطوّرة نسبيّا. أمّا موقف أمريكا فبرأيي لن يحصل من قبلها أي تحرّك ضد تركيا كعمل عسكري لكونها عضو في حلف الناتو وهي ستكتفي بالرفض الإعلامي أما روسيا وقد انزلقت في حربها مع أوكرانيا إلى موقف صعب لن تخرج منه وكلّما طالت الحرب على أوكرانيا كلّما صارت هزيمة روسيا أقرب إلى الواقع, أي أنّ روسيا ليس بمقدورها فعل شيء. ويبقى النّظام الذي يريد هو الآخر التخلّص من الكرد بعد فشل المفاوضات بين الطرفين. لا نتمنّى أن تقع الحرب في مناطقنا فإنّ أبناء شعبنا معرّضون للموت والتهجير. لتركيا طموحات قديمة وكبيرة في إعادة أمجادها السابقة لكنّ زمن أوّل تحوّل وبكلّ أسف فإن أكثر المقاتلين في صفوف الجيش التركي هم من المرتزقة السوريين المتطرّفين وهم سيقومون بقتل إخوتهم السوريين بطلب من تركيا كما فعلوا عندما قاموا بقتل الأرمن أثناء غزو أذربيجان لناغورني كرباخ الأرمنية فهم كانوا رأس حربة وقاموا بمجازر بشعة رأيناها على وسائل الإعلام وسمعنا عنها الكثير ونخشى أن يحصل مثل هذا الانتقام من أبناء شعبنا في الجزيرة السوريّة المهدّدة اليوم من قبل الشيطان التركي لا سمح الله..
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke