مُداخلتي في أحد الجروبات حول موضوع اللاجئين السّوريّين
إنّ الشعوب العربية ابتُلِيَتْ بأنظمة حكمٍ فاسدة لا همّ لها سوى البقاء على الكرسيّ إلى ما شاء الله دون أن يحرّك ذلك شعرةً في رؤوس الحكّام. شعوبٌ مغلوبة على أمرها و كلُّ ما حلّ بها من ويلاتٍ ومصائب وانتكاساتٍ وكوارثَ يعودُ بسببه إلى تلك الأنظمة الشّموليّة القمعيّة - البوليسيّة حيث تمّ تهجير هذه الشّعوب قسرًا أو بسبب مضايقات و أهوال الحرب التي لم تحصل من فراغ فالشّعوب عندما لا تستطيع العيش بأمن و سلام و هي محرومة من أبسط حقوقها المشروعة و كذلك ممنوعة من ممارسة حرّيتها سواءً الفرديّة منها او السياسيّة الخ... هذه الشعوب ستعيش بغُبن حقيقي و هي مهضومة الحقوق مسلوبة الارادة. عندما نبحث في موضوع اللجوء واللاجئين علينا أن نعرف الأسباب الحقيقية لحصول ذلك. الوضع في سوريا معقّدٌ للغاية فهي دولة خاضعة لاحتلال عدّة دول أجنبية منها روسيا و أمريكا و تركيا و إيران و ميليشيات لا حصر لها وكلّ دولة محتلة ثبّتت أقدامها في جزءٍ من أراضي سوريا لقد باتَ من الصعوبة بمكان إنهاء كلّ هذه الاحتلالات و لهذا لا عودة آمنة لأيّ لاجئ يعود و قد وقفنا على حقائق حالات لعودة بعض اللاجئين السّوريّين فكانت النتيجة كارثيّة حيث اختفى منهم الكثير و لا يعرف أحد شيئًا عن مصيرهم. لا أمن ولا استقرار في سوريا اليوم لهذا لا يمكن إعادة اللاجئين إليها تحت أيّة ظروف و متى عادوا فهم مهدّدون بالخطر من عدّة جهات.
اللاجئون السوريون في كلّ بلاد العالم يعيشون ظروفًا أفضل نسبيًّا ممّا لو كانوا في سوريا و عندما يتمّ الحديث عن موضوع اللجوء فعلينا أن نكون أمناء بدرس هذه الحالة من جميع جوانبها دون اللجوء إلى اللفّ و الدوران إذ يجب الإشارة إلى الحقائق دون مواربة او خشية من أيّة سلطة سياسيّة. إنّ هذا الموضوع خطير للغاية وفيه يكمنُ مصير بشر كثيرين لهذا علينا أن نشير بأمانة وبدقّة من باب المسؤوليّة الإنسانيّة إلى كلّ الحالات المتعلقة باللاجئين السوريين. كنّا نعيش في سوريا دون أن نشعرَ بروح المواطنة بسبب تهميش السلطة و ممارساتها العنفيّة والتّرهيبيّة القمعيّة وانتشار المحسوبيات والمحزويات والعشائرية والطائفية إنّ سوريا في خمسينيّات القرن الماضي كانت تدعى سويسرا الشّرق لِمَا كان فيها من أمن و سلام و تآخي وعدم ظهور أفكار متطرّفة أمّا اليوم فإنّ الوضع مختلفٌ جدًّا عمّا كان عليه و ما أصعب أن يعيش المواطنُ لاجئًا في بلده بسبب الإهمال و التّهميش والإقصاء.
قلت كلمة حقّ وإذا لم يعجبكم ما قلته لكم أن تحذفوا المنشور فأنا لا أستطيع أن أُنافق أو أُوارب بخلاف الحقيقة والواقع على حساب قناعتي ومبادئي. أحترمُ كلَّ الآراء وأرجو أن يحترم الآخرون رأيي أيضًا وبالتوفيق للجميع.
الشّاعر السّوري المقيم في ألمانيا
فؤاد زاديكى
20/6/2022