الفراغ لدى الشّباب وآثاره
بقلم/ فؤاد زاديكى
(مداخلتي في أحد الجروبات على ظاهرة الفراغ لدى الشباب)
إنّ عمر الإنسان يمرّ بمراحل مختلفة و متنوّعة يكونُ لكلٍّ منها دورُه في نموّ شخصية الإنسان و صقلِ مواهبِه و تنميةِ مدارك ذكائه بمعارف و معلومات منها ما يكونُ من تحصيل العلم من خلال متابعة الدراسة و منها ما يتبلور من خلال المطالعة و هي كنز ثقافي غنيّ جدّا فهي تُكسِبُ الشّخصَ معارفَ جديدة و معلوماتٍ لم يكنْ حصل عليها من خلال المناهج المدرسيّة ومن الطبيعيّ أن يكون لمرحلة الطفولة تأثيرٌ على شخصيّة الإنسان فهي حجرُ الأساس الذي تُبنى عليه الشّخصية المستقبليّة أمّا مرحلة الشباب وهي تليها فإنّها أكثر حساسيةً لكونها مرحلة في غاية الاهمّيّة لخطورتها خاصّةً في مرحلة المراهقة وهنا يجب مراقبة نشاط الشاب و الوقوف على ميوله ومعرفة اهتماماته وتوجيهها بما يحقّق المنشود والمطلوب. و بعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الرّجولة و هي الاحتكاك المباشر بالحياة فالرجولة مسؤولية خاصةً عندما يصبح زوجًا يتطلّب منه الزّواج مسؤولية خاصّة وما يتبعها من جهد و عمل لإنجاح هذا الزّواج وللقيام بمسؤوليتهِ كزوجٍ و فيما بعد كأبٍ لكنْ في المجتمعات عمومًا تظهر في إحدى مراحل العمر تحوّلات و ظروف و تحصل مواقف قد تأتي بما لا يتمنّى الرجل و يشتهيه و منها البطالة و وقت الفراغ ( وقت الفراغ هو الوقت الذي لا يعمل فيه الشخص أو يكون مشغولاً، ويستخدم هذا الوقت للاستمتاع والقيام بالأنشطة الترفيهية، والتي تشمل جميع الأشياء التي نفعلها والتي تمنحنا متعةً، وليست مرتبطة بالعمل فالغرض من الترفيه هو الهروب من العمل والمخاوف الشخصيّة، فوقت الفراغ هو الوقت الذي نستغله لأنفسنا للابتعاد عن المشاكل والقضايا اليومية) من الضروريّ أن يستفيد الشباب من وقت الفراغ في خلق مهارات جديدة للخروج من الرّوتين الذي يمكن أن يقع في دوّامته وبهذا يكون حوّل وقت الفراغ إلى حالةٍ مرغوب بها تعود عليه بالمنفعة الصّحية و الفكريّة و النّفسيّة والبدنيّة.
في المجتمعات الغربية والاوروبية هناك مجالات أوسع للشباب والرّجال لتمضية أوقات الفراغ بتربية قدرات ومهارات فكرية أو ذهنية أو بدنيّة لديه وهذا ما يتعذّر وجودُه في مجتمعاتنا العربيّة أو يندر.
في المجتمعات الغربيّة هناك ضمانُ عمل و ضمانٌ اجتماعيّ وصحّيّ فلا أحد يبقى دون مصدر رزق أو عائد مادّيّ يكفل له الحياة الكريمة فهو لن يكون بحاجة لأحد أمّا في مجتمعاتنا العربية فلا وجود لمثل هذا الجانب الايجابي الذي يضمن له بعض الاستقرار المادّي و من ثم النّفسي لذا فالشباب عندما لا يحصلون على عمل يحصل لديهم فراغ كبير قد لا يعرفون كيف يمضونه أو كيف يفرّغون شحنة شبابهم كطاقة خلّاقة لهذا قد يلجؤون إلى ارتياد المقاهي بدل النوادي الرياضيّة أو إلى أماكن أخرى قد تضرّ بهم بدل أن يزوروا مكتبة ليستعيروا كتابًا يقرؤونه الخ.. حالة الفراغ لدى الشّباب ظاهرة خطيرة فقد ينحرف بعضُ الشباب وينزلقون في مطبّات سيئة بدافع الحاجة أو ملء الفرا لهذا فإنّ التوعية ضروريّة من خلال نشر وعي المعرفة وتوجيه الشباب لما يفيدهم ضمن برامج وأُطر صحيحة فاعلة تخلق لهم هوايات واهتمامات جديدة هي ضروريّة في حياتهم طبعًا لهذه الظاهرة جوانب أخرى كثيرة لا نريد الخوض فيها وقد أوجزنا بما فيه الكفاية حول هذه الظاهرة في المجتمعات البشرية.