Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-06-2022, 12:10 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,997
افتراضي السّرقات الأدبيّة بقلم/ فؤاد زاديكى

السّرقات الأدبيّة
بقلم/ فؤاد زاديكى
السّرقة الأدبيّة مثلها مثل غيرها من السّرقات هي تَعَدٍّ على حقوق أصيلة لكاتب أو شاعر أو باحث الخ... تتمّ سرقة أعمالهم بنسبتها إلى ذاتهم دون وجه حقّ بعدما كان هذا الكاتب أو الشّاعر قد أمضى وقتًا وجهدًا في إنجاز عمله هذا ليأتي شخصٌ آخر وهكذا بكلّ يُسر وسهولة كي يستولي عليه, وممّا يؤسف له أنّ مثل هذه الحالات تمرّ هكذا دون مساءلة أو محاسبة إذ لا توجد قوانين رادعة و صارمة ملزمة تحاسب الجاني وتعيد الحقّ لصاحبه.
إنّ مثل هذه السّرقات قديمةُ العهد فهي ليست ابنة اليوم على الرّغم من ازدياد حجمها اليوم و توسّع دائرتها بفعل وجود مواقع التّواصل الاجتماعيّ وهي سهلة التناول و التداول, وقد حصلت قديمًا سرقات بين كبار الشّعراء نذكرُ منهم على سبيل الذّكر دون خوضٍ في تفاصيل القصص فمثلًا ما وقع بين امرؤ القيس وطرفة بن العبد وبين عروة ابن الورد وأبي تمّام وبين المتنبّي و أبي الشّيص وبين أبي تمّام و المتنبّي وبين أبي نواس ومسلم ابن الوليد وغيرهم وفي القديم ايضًا نرى الكثير جدًّا من الأشعار المنحولة والمنسوبة إلى آخرين. وهناك أنواع للسّرقات الأدبيّة (سنذكرها دون المرور على شرحها ولمن يريد المزيد فيمكنه العودة إلى محرّك البحث غوغل ليشفي غليل معرفته).
بدأت السّرقات الأدبيّة مع الشّعر العربيّ القديم في العصر الجاهلي ومن ثمّ امتدّ إلى بقيّة العصور وأخذ بعدًا أكثر في العصر العبّاسي لأنهم كانوا يعتمدون على الرواية دون التسجيل والتّدوين على الورق. تقول الكاتبة رهف السّيد في مقالة لها تحت عنوان " السّرقات الأدبيّة وأنواعها" نشرتها على صفحات موقع (سطور) جاء فيه: "بدأت السّرقات في هذا العصر (العبّاسيّ) بالتنوع، فلم تقتصر على الشعر فقط بل توزّعت على الأمثال والأقوال، وعلى القرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة". لقد قرأ الكثير منكم ما قاله عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في كتابه (في الشّعر الجاهلي) وما صار فيه من شكّ وما أحدثه من ضجّة كبيرة في أوساط الرأي العامّ ولدى المهتمّين بشان الشّعر والأدب, وقد تمّ نشر عشرات الكتب عن السّرقات الأدبيّة.
مِن المحزن والمؤسف أن تمتدّ يد السّرقة إلى الإنتاج الفكريّ والإبداعيّ فتشوّه حقائق كثيرة وتمسخ مواقف وتسيء إلى سمعة أشخاص الخ... لقد عانيتُ شخصيًّا من هذه السّرقات ولأكثر من مرّة وبأكثر من موقف إذ رايت أشعارًا لي بأسماء غريبة لا أعرفها وكذلك بعض مقالاتي وكلّ ما أنشره يكون محفوظًا في موقعي الشّخصي على الانترنت لحظة نشره بالساعة واليوم والشهر والسّنة لهذا لا يستطيع أي سارق لأيّ من أعمالي أن ينسبها لنفسه لأنّ الدّليل موجود لديّ وهو اسبقيّة نشر النّصّ ويكون في موقعي قبل نشر أي شخص له في أيّ مكان, لدى تعرّضي لهذه السّرقات المتكرّرة حاولت التّواصل مع الأشخاص الذين قاموا بالسّرقة فمنهم من تمكّنت من الاتّصال بهم فاعتذروا ومنهم من لم أتمكّن من التّواصل معهم لكنّي كنتُ في كلّ مرّة من هذه المرّات أقوم بأثبات الحقيقة بالصورة من تاريخ نشر النّص في موقعي الشّخصي و تاريخ نشر السّارق لنصّي والمقارنة بين التّاريخين تاريخ هذا أو تاريخ ذاك لتوضيح الأمر وتأكيد حصول حالة السّرقة. ومّما هو معلوم أنّ بعض المحاكمات جرت في مصر وغيرها من البلدان بحقّ السّارقين وتمّت معاقبة البعض منهم إلّا أنّ هذا لم يمنع من استمرار حالة السّرقات الأدبيّة بأيّ شكلٍ من الأشكال وفي جميع الأوقات.
تقول الدكتورة نوران فؤاد الكاتبة والناقدة: "اعتداء حقوق الملكية الفكرية، وضرره أخطر من الغشّ في السلع الغذائية والدوائيّة فعندما يتمّ سلب عمل من كاتب أو شاعر، والذى يقال عليه في لغة القانون "نسب العمل إلى غير أبيه" فكأن العمل الإبداعي هو ابن للمبدع، ولنا أن نتخيّل الإيذاء النفسي الذى يقع على المؤلف، من وقوع مثل هذه الجرائم، بخلاف الأثر السلبى على المتلقي، الذى يفقد الثقة في القائم بفعل السطو، والأخير يُهيأ له لحظة عرض موضوع مسروق أنه نال التصفيق وحقق الانتصار على صاحب العمل الأصليّ، لكنّه في الحقيقة يفقد مصداقيته لدى جمهوره وربّما إلى الأبد". يجب احترام الملكيّة الفرديّة للآخرين دون الاعتداء عليها بأيّ شكلٍ من الأشكال.
بالطّبع لم تقتصر السّرقات على النّصوص لوحدها على اختلاف أنواع تلك السّرقات سواءً كتناصّ مباشر لنصّ أو غير مباشر أو أيّ نوع آخر من هذه السّرقات فهو تعدّى ذلك إلى أنّ تمّت سرقة كتب بأكملها فنسبها آخرون لأنفسهم وهم يتجاوزون كلّ حدود اللياقة والأدب واحترام النّفس خاصّة الكتب الالكترونيّة منها. فمثلًا كتاب (سِرُّ العاَلَمين وَكَشْفُ مَا في الدَّارَين) ليس للغزالي, هذا الكتاب ليس للغزالي بل هو منحول عليه وقد اتفق الباحثون قطعاً على أنّه منحول وغيره من الكتب المنسوبة للغزالي وهي كثيرة.
أتمنّى أن أكون أعطيت الموضوع بعضَ ما يستوجب من توضيح و شرح وعرض أفكار وبرأيي فإنّ هذه المشكلة القديمة – الجديدة لن يكون لها حلٌّ أبدًا خاصّة في عصر انتشار وسائل التّواصل الاجتماعيّ بشكل كبير جدًّا وعلى جميع الأصعدة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke