المُخدِّراتُ وأثرُها على المجتمعات
بقلم/ فؤاد زاديكى
(مداخلتي على الموضوع في رابطة حلم القلم العربي)
من المؤكد أنّ موضوع المخدّرات هو موضوع كلّ ساعة لأنّه منتشرٌ في كلّ البلدان على نطاقٍ ما واسعٌ أحيانًا ومحدود أحيانًا أخرى, ولا يكاد مجتمعٌ واحدٌ يخلو من تأثيره المدمّر. ينتشر التعاطي بالمخدرات في المجتمعات الغنيّة كما الفقيرة لأنّها أصبحت مادّة تجاريّة تعود بأرباح خياليّة على أصحابها أو المتعاملين بها. إنّها آفة اجتماعية خطيرة تخرّب عقول الشّباب والفتيات وتدمّر حياتهم لتقودهم إلى هلاك محتّم.
بالطبع تخضع عملية المتاجرة بالمخدرات أو التعاطي بها في أحيان كثيرة إلى أسباب سياسية كان تسعى دولة ما إلى تدمير شباب دولة تراها معادية لها و قد حصل ذلك في كثير من البلدان, وعلى الأغلب يكون وراء انتشار المخدرات مافيات عالمية كبيرة تعتمد عليها كأسلوب تجاري لجني أرباح مادية من ورائها. أمّا ما مدى خطورتها على المجتمعات التي تنتشر فيها؟ فلا أحد يستطيع تقدير مدى تلك الخطورة وهي أقلّ ما يُقال فيها وعنها إنّها تخرّب عقول الشّباب وتفسد أخلاقهم وتقودهم إلى انحرافٍ أكيدٍ وقد يكونُ إلى الجريمة فالشّخص الواقع تحت تأثير المخدرات يفقد السيطرة على أعصابه ولا يستطيع التفكير السليم والتّركيز الذهنيّ إذ لا حول له ولا قوة.
بعد معرفة خطورة المخدرات على المجتمعات البشريّة بقي علينا أن نعلم ما هي الطرق الناجعة لمعالجة هذه الآفة الخطيرة. بالتأكيد يحتاج العمل إلى مجهود دولي عالمي بتعاون الجميع على محاربة هذا الخطر وفي كلّ دولة يجب أن يسود القانون العادل وأن تتمّ المراقبة الدقيقة للذين يقعون في هذا الفخّ ومن ثم بالعمل الجادّ والمثابر للقيام بتوعية واسعة لإظهار مدى خطورة المخدرات ومن ثمّ معالجة الواقعين تحت تأثيرها من خلال جلسات نفسيّة وتوعوية (تيرابي) وعلى الأغلب يكون أصدقاء السوء في بعض الحالات هم السّبب في إيقاع آخرين لتنطبق عليهم مقولة (قُلْ لي مَنْ تُعاشرُ أقُلْ لك مَنْ أنت). إنّ أكثر ما تنتشر ظاهرة المخدرات هو في الدول المتطوّرة لأنها تعتمد كمصدر مالي هامّ وأساسيّ لدى المتعاملين بتجارتها وقد تظهر في البلدان النامية أيضًا ولكنْ بنسبةٍ أقلّ منها من تلك المتقدمة والمتطورة.
تقع على الدّولة مسؤولية كبيرة وأساسيّة في انتشار هذه الظاهرة فهي إن تقاعست عن واجبها بالمتابعة والملاحظة والملاحقة فهي تزيد من مدى الخطورة وللأسف فإنّ ما يجري في بعض البلدان هو أنّ مسؤولين في هذا البلد أو ذاك ومن بأيديهم القرار هم أيضًا يروّجون لها ويتاجرون بها. هذه هي نظرة عامّة سريعة حول ظاهرة المخدرات وأثرها على المجتمعات وتعظمُ خطورتها وتصبحُ أشدّ عندما يصل الذي يتعاطاها إلى مرحلة الإدمان فإذا لم تتمّ المعالجة المركّزة والصّحيحة له فإنّ مصيره الهلاك النفسي والعقلي والجسدي ممّا ينعكس مباشرةً على المجتمع الذي يعيش به وعلى كلّ مَنْ هم حولَه.