Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الإنسان ومنطقه بقلم/ فؤاد زاديكى
الإنسان ومنطقه بقلم/ فؤاد زاديكى نحن بشر نعيش في واقع حياة اجتماعية يفرض علينا التّعامل مع آخرين سواءً رغبنا بذلك أم لم نرغب. فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي عاقل لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس والمجتمع. لكن وفي هذه الحال يتوجّب علينا أن نعي حدودنا المسموح بها بحيث لا نتجاوزها إلى الحدّ الذي يقلق الغير أو يسبّب لهم حرجًا أو إزعاجًا. فحرّيتنا تنتهي عندما تبدأ حرّيّة الآخرين و في هذا ولهذا علينا أن نفهم تمامًا أنفسنا وما يحقّ لنا وما لا يحقّ, فكلّ إنسان كيان له شخصيّته واستقلاله و احترامه ومن الواجب مراعاة ذلك بعدم التمادي أو التعدّي لا فعلًا ولا لفظًا. فالكلام الذي نتفوّه به هو تعبير صادق عن نفسنا وفكرنا وشخصنا و منطقنا ووعينا لهذا يجب أن يكون متّزنًا وموزونًا وفي مكانه المناسب, فربّ كلمة تجرح أكثر من حدّ السّيف. إنّنا عندما نحترم الآخرين فهذا يكون من باب احترامنا لأنفسنا أوّلًا واحترام الغير والتّعامل معهم بما يجب من الحسنى والطيبة والمسامحة والعفو واللّين لهو دليل على مستوى وعينا الفكري والثقافي. من المعيب أن نلجأ إلى أساليب سوقيّة في كلامنا أو أن نتعدّى صلّاحياتنا ونتجاوزها بخرق حرمة الآخرين وانتهاك خصوصيتهم حتّى بالكلام اللفظي فهذا غير حميد وخصلة سلبيّة سيّئة تسجّل في دفتر يوميّاتنا. متى أساء إليك شخصٌ ما فبإمكانك إمّا مقاطعته عندما لا ينفع معه أسلوب الكلام بالأخذ والردّ أو بمسامحته وعدم التّحامل عليه فقد تكون له أسبابه في ذلك ولا أحد يدري ظروف الآخرين. "الكلام صفة المتكلّم " هذا القول يحمل الكثير من جوانب الصّواب و الصّحّة فالشّخص المسيء لا يمكن أن نقول عنه صالح ومن قلّل أدبه لفظًا وأساء للغير فهذا مؤشّر على مستواه الأخلاقي والأدبي والاجتماعي وكلّ هذا مرتبط بالوعي و بالمستوى الثقافي للشّخص ولا أقصد هنا بكلمة الثقافي حصول هذا الشّخص على شهادات عليا في التخصّص في أيّ مجال من المجالات العلميّة لأنّي أعرف أناسًا يحملون شهادات عالية وهم لا يفقهون خارج اختصاصهم شيئًا من أمور الحياة ولا من الثقافة العامّة التي يكتسبها المرء بالمطالعة والخبرة والمعاناة. من هنا يجب علينا أن نعي جيّدًا أثناء تعاملنا مع النّاس ما الذي لنا وما علينا, وبهذا نكون عرفنا حدود التزامنا فلا نتجاوزه و كذلك حدودنا التي لا نسمح بالاعتداء عليها من أيّ أحد. الحياة بجملتها معاملة ويمكن أن تكون حسنة أو سيّئة, هذا يتوقّف على الشّخص وعلى كيفيّة إدارته لأيّ حوار أو حديث عامّ بينه وبين الآخر. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|