Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
يا فَيضَ قلبي شعر/ فؤاد زاديكى
يا فَيضَ قلبي شعر/ فؤاد زاديكى (في مثل هذا اليوم وبتاريخ 17 تمّوز 1997 وقعت مأساةٌ أليمة هزّت مدينة ديريك السّوريّة حيث ذهب المرحوم الصديق (صبري منصور العَرَبَانْچي) وولداه (يعقوب) و(جورج) ضحيّة غدر نهر دجلة بالقرب من قرية عين ديوار, حين كان الأب يحاول السباحة تشنّجتْ عضلاتُ جسمهِ فلم يعدْ قادرًا على المقاومة حيث جرفته أمواجُ النّهر العاتيةُ إلى الأعماقِ و حين رأى الأبنُ الأكبرُ المرحومُ (يعقوب) هذا المنظرَ ثارتْ حماستُه و غيرتُه وخوفُهُ على أبيه فألقى بنفسِه إلى النهر في محاولةِ إنقاذِ والده لكنّ القدرَ ألحقَهُ بأبيهِ وبعد ذلك حاولَ الابنُ الثّاني (جورج) مساعدةَ والدِه وأخيهِ فلم يتمكنْ بل ذهبَ هو الآخر أيضًا ضحيّةَ هذا النّهرِ المعروف بغدرِه فكان مصابٌ عظيمٌ وأليمٌ ومأساةٌ حقيقيّة أصابت الأسرة في الصّميم. أيّها الموتُ ما أصعبَ أنْ تأتي البشرَ بغدرِك لتزيدَ من هولِ الفاجعة ومن شدّة وقعِ الألم. نعلم جيّدًا أنْ لا مهربَ لأحدٍ من مصيرِه لكنّ قسوتَكَ وفظاظتَكَ في بعضِ الأحيان لا يُمكِنُ للنّفس البشريّة أنْ تتحمَّلَها وهذا ما كان تمامًا من قصّة هذه الفاجعة التي أصابتْ هذه العائلة المنكوبة. لقد طلب منّي الأخ الصديق (بسام كبرو كبرو) البارحةَ أنْ أكتب شعرًا في مناسبة مرور (25) عامًا على هذه الحادثة الأليمة فقمتُ بنظم هذا الشّعر راجيًا من الرّب أنْ يرحمَ أرواحَهم الطّاهرة وأرواحَ جميعِ الذين انتقلوا إلى أحضانِ أبينا السّماوي وأحرّ تعازينا القلبيّة لأسرةِ الصّديقِ المرحوم (صبري منصور) وأهلِه وأصدقائِه آمينْ) يا فَيْضَ قلبِي بِغَمْرِ الحُزْنِ اِنْهَمِرِ ... يا نَزْفَ رُوحِي بِدَمعِ القَهْرِ اِنْفَجِرِ جارَ الزّمانُ على الأصحابِ أوقَعَهُمْ ... في نَهْرِ غَدْرٍ وفي بَحْرٍ مِنَ الخَطَرِ بُستانُ وردٍ جَفافُ الدَّهرِ أتلفَهُ ... زَهْرُ الشّبابِ على الأكمامِ يَحْتَضِرِ (صبري) صديقٌ وقد لازَمْتُهُ زَمَنًا ... كانَ الأمينَ معَ الإحساسِ والفِكَرِ قد خانَ دهرٌ صديقَ العمْرِ أمْهَلَهُ ... وقتًا قصيرًا فكانَ الموتُ في قَدَرِ للعُرْسِ جاؤوا فصارَ العُرْسُ مأتَمَهُمْ ... يا وَيحَ قلبي لهذا الوَقْعِ مِنْ كَدَرِ (يعقوبُ) بِكرٌ ل(صبري) شاءَ يُنْقِذُهُ ... مِنْ نَهْرِ (دجلةَ) والمَقدُورُ في ظَفَرِ قد نالَ مِنْهُ لِيَلْقَى حَتْفَهُ غَرَقًا ... والنَّهْرُ آتٍ على الاثنينِ بالضَّرَرِ مِنْ بَعْدِ هذا رأى (جورجٌ) مصائرَهُمْ ... أبدى حَمَاسًا غَيُورًا في رُؤى البَشَرِ ما كانَ مِنْهُمْ سوى أن غادَروا وهُمُ ... في ذِكْرِ أهلٍ وأصحابٍ مَدَى العُمُرِ رحماكَ ربّي عظيمٌ هَولُ كارِثَةٍ ... صَبِّرْ قُلُوبًا على مَنْ راحَ في سَفَرِ قلبي حزينٌ أُريدُ اليومَ أُعْلِنُهُ ... يومًا حِدادًا على مَنْ غابَ عَنْ نَظَرِي (خَمسٌ وعشرونَ) مَرَّتْ في مَرارَتِها ... بالأمسِ كانتْ وقد ظلَّتْ على أثَرِ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|