مُداخلتي اليوم في منتدى (أكاديميّة رياض الشّعر والأدب) على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي حول موضوع رعاية كبار السنّ والعجزة.
إنّ الأشخاصَ الذين هم بيننا اليوم من كبارِ السنّ كانوا قبلًا أطفالًا ثمّ شبابًا فرجالًا إلى أن بلغوا مرحلةَ الشيخوخة هذه والتي هي زينة العمر, وعلى هذا النّحو فإنّنا سنصبحُ ذاتَ يوم مثلهم نحتاج إلى العناية و الرّعاية و الاهتمام إلى جانب الاحترام لأنّنا لن نكون قادرين على القيام بمتطلّبات حياتنا اليوميّة اعتمادًا على أنفسنا حين الطاقة تضعف و الحواسّ لا تعود تقوم بواجباتها المنظّمة ناهيك عن أمراض الشّيخوخة وهي كثيرة ومتنوّعة.
مبادئ حقوق الإنسان العالمية أوجبت احترام هؤلاء و توفير الرّعاية اللازمة لهم كما دعت إلى حماية الطفولة و الأمومة. نحن نعيش في واقع يفرض علينا أمورًا كثيرةً و مواقفَ قد لا نكون مقتنعين بها لكنّا نقوم بها رغم ذلك أمّا موضوع الاهتمام بكبار السن فهو إلى جانب كونه عملًا انسانيًّا فإنّه مريحٌ للضّمير ويدفع على الشّعور بالرّاحة الفكريّة وبالرّضا النّفسي.
في الدّول المتقدّمة توجدُ دور رعاية لهؤلاء توفّر لهم كلّ ما يحتاجونه لكنّ ذلك مكلفٌ مادّيًا وقد لا تستطيع كلّ أسرة إرسال كبار السنّ لديها إلى هذه الدور لهذا فإما أنّهم يقومون برعاية مسنّيهم في بيوتهم بأنفسهم إذا لم يكونوا عاملين أو موظفين وإمّا أنّهم يستقدمون أشخاصا مؤهّلين لديهم خبرة و هذه مهنتهم حيث يأتون إلى البيوت للعناية بكبار السنّ بأجر أقلّ مِمّا في دور الرّعاية وهذا أيضًا يكلّف تبعات مالية إلا أنّها ليست بكلفة أنْ يتمّ وضع كبار السنّ في إحدى هذه الدور المخصّصة لرعايتهم كما سبق و أشرنا إليه.
لنكن صريحين واضحين فليست كلّ العوائل تقوم بهذا الواجب و هنا تنعدم الإنسانيّة فمن يترك كبيرًا بالسنّ لديه إلى يد الإهمال دون رعاية يكون مجرمًا بحقّ انتمائِهِ الأُسريّ و الانسانيّ و بالمقابل فهناك من يترك عمله و وظيفته من أجل أن يتفرّغ لكبير سنٍّ لديه ليرعاه و يهتمّ به فيُكتَبُ له أجرٌ في الأرضِ و في السّماء..
مهما كانت الظروف و الأحوال فلا يجب التخلّي عن انسانيتنا لأنّها ميزة حياتنا.