Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نشر الصديق الدكتور حسين سليم الحاج يونس في إمبراطورية الإنسان الكونية الكبرى مقالًا ت
نشر الصديق الدكتور حسين سليم الحاج يونس في إمبراطورية الإنسان الكونية الكبرى مقالًا تحت عنوان كلمة السرُ في نجاح الحياة الزوجية و علاقة الرجل بالمرأة فقمت قبل قليل بالمشاركة على مقاله هذا بمداخلتي الاتية: مقال رائع صديقي دكتور حسين إلّا أنٌ كلّ هذا يبقى حبرًا على ورق إن لم نعامل الزوجة على أنّها قرين مكافئ لنا و نظير ليس أقلّ منّا في كلُ شىء فلغاية اليوم لم يتمّ عمليًا الاعتراف بالمساواة بين الرجل و المرأة فمن أين سيتم تحقيق هذا؟ و هل كلمة السر يكفي أن تكون قولا دون فعل؟ فالمراة لا يحقّ لها أن تصبح قاضية و المراة لا يحق لها أن تصبح إمام مسجد و المراة لا يحق لها أن تحكم بلدًا الخ... كيف يمكن الحديث عن مساواة و عدالة و كل هذه الفروق الافتراضية موجودة تهيمن على طريقة تفكيرنا و تجعلنا ننظر إلى المراة على أنها أضعف أو أقلّ ذكاء الخ...؟ نحن نبيع كلامًا دون أن نطبّقه في واقع الحياة العملبة فعندما ترث المرأة الأنثى نفس القدر الذي يرثه الرجل الذكر مثلا عندها يمكن الحديث عن العدالة و عن كلمة السر هذه. هناك وقائع كثيرة نسعى لاغفالها عمدًا كي نتحاشى الإعلان عن مغالطاتنا
لكي يتحقق هذا الذي تفضلت به يجب أن تكون المرأة حرّة الرأي و الفكر و أن تكون مساوية لنا و ألّا يكون أيّ نوع من أنواع التمييز الجسدي أو الفكري أو الاجتماعي أو الوجداني وغيره بين الرجل و المرأة. المرأة نعيم و جحيم مثلها مثل الرجل قد تكون مصدر سعادة أو مصدر شقاء بحسب تربيتها و ثقافتها و إخلاصها و مستوى وعيها الاجتماعي فهي إن أرادت أن تعطي فقد تجعل الصحراء القاحلة حديقة غنّاء و بالعكس متى لم ترغب بذلك فهي تخلق صورة معاكسة. مهما أكثرنا من ذكر أوصاف و نعوت للمرأة فهي في مجتمعاتنا الشرقية مكبّلة بقيود كثير من العادات و الاعراف و التقاليد التي فرضها عليها المجتمع الذكوري. لا تستطيع التُعبير عن نفسها و لا ممارسة حرّيتها بينما الرجل يملك مساحة لا حدود لها من الحرية لأنه الذي وضع هذه البنود و الأسس بحيث تخدم سلطانه و هيبته و تسمح له بالتحكُم في حياة المراة و التّدخّل بشؤونها كيفما و متى أراد. لقد حصلت المرأة على اليسير من حقوقها لكنّها ماتزال مغلوبة على أمرها مهما حاولت الإفلات لأنّها تخضع دون إرادة منها أو رغبة لها و المحزن في الأمر أنُ بعض النّساء يتباهين بأنّ المراة تملك حقوقها وهي حرّة في المجتمعات العربية كما أنّها مكرّمة فمتى عدنا إلى التراث الذي اتّهم المرأة بما لا يعقل؟ فهل عندما تكون المرأة ناقصة عقل أو دين تكون حرّة؟ هل عندما يُقال إنّ المراة عورة أو خلقت من ضلع أعوج تكون حصلت على العدالة و المساواة؟ من العيب أن نقول إنُ المرأة بخير في مجتمعاتنا و هي تجد ضرُة لها أو أكثر فهل هناك أكثر من هكذا احتقار للمرأة عندما تكون هي الزوجة أوالثانية أو الثالثة أو الرابعة؟ إنُ الخوف كبّل عقولنا و جمّد أفكارنا بحيث لا نستطيع النّطق بالحقيقة فهناك منافقون و دعاة و غلاة يتبجّحون بأنّ المرأة مكرّمة في الواقع العربي. الحقيقة أنُها تعيش انحطاطًا اجتماعيًا و تهميشًا كبيرًا بل و احتقارًا لها عندما لا يُنظر إليها كإنسان مثلها مثل الرجل بل على أنُها سلعة او زينة من متاع البيت و أثاثه و هي فقط لتفريغ شحنة الرجل الجنسية أو هي ماكنة تفريخ و إنجاب مهمتها البقاء في البيت دون أن تحتك بالحياة لتعيش و تختبر و تتعلم. كيف يمكن لامرأة ناقصة أن تربي أسرة او أطفالا؟ فهل الناقص يعطي كمالًا؟ بالتأكيد لا نحن نكذب و ننافق و نضحك على أنفسنا عندما نقول إنّ المرأة في المجتمعات العربية بخير. هي ليست بأيّ شيء من الخير و لا العدالة و لا المساواة و لا الاحترام الواجب. لماذا نتلافى الإشارة إلى جوانب الخطأ و العلة؟ إذا لم نعترف و نحاول تعديل المسار فسيبقى الوضع على ما هو عليه دون تغيير أو تبديل فالرجل المتسلُط و المتحكُم و مالك القرار لن يظلم نفسه ليسعى الى تغيير واقع المرأة فهو يرى أنّ هذا لا يصبّ في خانة مصلحته و قد تهتز أركان عنجهيته الفارغة و ينزاح وهمه الأعوج بأنّه الأوعى و الأقوى و الأفضل و الأذكى إلى غير ذلك من الأفضليات التي يعطيها لنفسه و قد نسي كيف أنُ بعض النساء في الغرب و أمريكا غيّرن وجه التاريخ و كانت لهنّ بصمات خالدة و مؤثرة في كلّ جوانب الحياة. نحن نعيش في وهم قاتل هو فكرة المجتمع الذكوريُ و هي علّة العلل و هي حجر عثرة كبيرة في أيّ تحرُر أو تطوّر أو استقلالية ذاتية للمرأة. فالرجل يخشى متى تحرّرت زوجته اقتصاديًا و فكريًا ولم تعد مرتبطة به كمصير فهو يريدها تابعًا له لا نظيرًا و معينًا و سندًا. و كلّ شخص يقول غير هذا ليس صادقًا. وفي معرض ردّي على مشاركة شاعرة يمنيّة حول مفهوم الشُرف اجبت بالقول: جميل جدًّا شاعرتنا الراقية فمقالك غنيّ بفكره و دعوته جريء واضح العالم لكنّي اتحفّظ على جملة (تحاول حفظ شرفه) فنحن مازلنا لا نستطيع فهم أنُ الشّرف ليس في أعضاء الإنسان التناسليُة فمفهوم الشُرف أوسع من ذلك بكثير إنّه الصّدق و الوفاء و الأمانة و المروءة إلى غير ذلك من قيم انسانية نبيلة تتعدى أحادية القسم السّفلي من المرأة على الأغلب و كأنُ الرجل لا شرف له فهو يستطيع فعل ما يشاء لكونه رجلًا و على الأغلب يكون هو الفاعل و المذنب فيبرأ ممّا فعل ثم تتمُ محاسبة المرأة على أساس أنُها السُبب بذلك و لا جريمة إلّا بتوافر العنصرين معًا و هما المرأة و الرُجل فَلِمَ تُتّهم المرأة بأنُها أخلّت بالشّرف بينما الرُجل يبقى خارج معادلة الحساب و المحاسبة علمًا أنّه الفاعل و على الأغلب يكون هو البادىء. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|