قرأت قبل قليل في أكاديمية رياض الشّعر و الأدب منشورًا منقولًا قامت بنشره الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي يتحدث عن حالات بكاء الرجال فشاركت عليه بردّي هذا:
من الطبيعي أن يبكي الرجال في حالات كثيرة عندما يتفاعلون مع ما يجري من حولهم. فهم بشر لهم قلوب ملأى بالمشاعر و الاحاسيس خلافًا للقول الشّائع و الفاشل (عيب على الرجل أن يبكي) لماذا عيب على الرجل أن يبكي؟ فهل قُدّ من حجرٍ صوّان؟ ام من حديد أكثره فولاذ؟ إنّ الرجال بشر من لحم و دم يحقّ لهم أن يبكوا في حالات تجبرهم على البكاء و إذا لم يبكوا في مثل تلك الحالات فهم بالحقيقة يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية و فكرية. من الطبيعيّ جدًا أن يبكي الرجال كما تبكي الأطفال و النّساء. أمّا فكرة عيب على الرجل أن يبكي و مقولة إنّ السّجن للرجال اثبت الواقع عدم صحتها بل اكّد بطلانها فهي من مخلّفات الفكر الذكوري السائد في مجتمعاتنا العربية و الشرقية المتخلّفة.
عندما يبكي الإنسان ففي ذلك فوائد كثيرة لا تقلّ عن الفوائد حين يضحك و أقلّها أنّه يفرّغ شحنة ألمه و هو إن ابقاها ستكون لها مضاعفات نفسية كثيرة تنعكس على صحته البدنية أيضًا و في البكاء تفريج الهموم و غسل محاجر العيون و تنظيفها كما هو تجديد للطاقة النّفسيّة لدى الإنسان. من حقّ الإنسان أن يبكي سواءً كان رجلًا او امرأة او طفلًا. منشور يستحق القراءة و التامّل كما يستحق التقويم و النّقد عندما