قرأت قبل قليل فصلًا من فصول عشتار التي يكتبها الصديق الاستاذ الشاعر و الباحث اسحق قوم

[fouadzadieke]

قرأت قبل قليل فصلًا من فصول عشتار التي يكتبها الصديق الاستاذ الشاعر و الباحث اسحق قومي وكان هذا الفصل يتناول الوضع في الغرب بما يخصّ القوانين الشاذّة المراد تعليمها و كذلك لبعض السلوكيّات الدينية لدى البعض فقمت بمشاركتك هذه على مضمون الفصل المذكور شاكرًا لصديقنا المحب عطاءه و جهده كلّ الشكر:
"اجل.. أجل ملفونو ميقرو استاذ اسحق فكلّ الذي تحدثت عنه هنا موجود بل و أكثر و أسوأ للأسف إنّي مثلك استغرب الكثير من سلوكيات البعض و من قوانين تغضب العقلاء قبل إله العقلاء فحتى الكنائس أصبحت بؤرة فساد لما يجري داخل جدرانها و كان الله لا يرى او هو في غفوة عميقة. إنّي حزين مثلك و في بلدان الغرب التي يطلق عليها خطأ تسمية البلدان المسيحية هي غائبة عن الوعي فنحن نرى غزوًا اسلاميًا ممنهجًا (وليسمح لي إخوتي المسلمون بقولي هذا) يتغلغل إلى داخلها و هو سوف يدمّرها في وقت ما لأنّ الغرب لا يفكّر بمثل هذه الأمور (فقد تخطّى مرحلة التفكير بالدّين بخلاف بلدان العالم الإسلامي التي ما تزال تعمل به و ستظلّ إلى ما شاء الله تعمل به) و هو منفتح على الجميع ومتسامح الخ... و من مثل هذه الجمل التي فيها مراعاة لحقوق الإنسان و الحريات الشّخصيُة لكن ألا يرى الغربيُون ما يجري في بلدان العالم الإسلامي من انتهاك و منع لمسيحييه من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية؟ ألم يفكّروا لماذا مثلا السعودية و غيرها لا تسمح ببناء الكنائس فيما تنفق هذه الدول الإسلامية المليارات لبناء المساجد في الغرب و أمريكا؟ لا يمكن تجزئة الأمور فهي مرتبطة ببعضها البعض و لا يمكن فصلها و يبدو أن المال الخليجي أعمى عيون مسؤولي الغرب يا صديقي و صار هو الذي يتحكّم بالكثير من قواعد اللعبة. أنا شخص عَلمانيّ منفتح جدًّا على كلّ الأديان دون استثناء لكنْ عندما يحاول الآخر إلغائي فمن حقّي الطبيعي الدُفاع عن نفسي وقد تحصل مشكلة بهذا لانّه خلل بالمعاملة. عاملونا كما تريدون أن نعاملكم. الغلوّ بالدّين هو ظاهرة إرهاببة فهو إقصاء للآخر وعدم الاعتراف به. هذا بالنسبة لأمور الدُين أمّا السياسة و هي بنت كلب فما عليها هو كثير و كثير جدًا إنّها خرّبت المجتمعات و جعلتها عبدة للمال بحكم عاملها ودافعها الاقتصادي الذي دأبه الأوحد هو مبدأ الربح و الخسارة حتى لو دمّر هذا كلّ القيم الإنسانية النبيلة التي عاشها البشر منذ ألاف السنين.
أنا شخصيًّا أحزن كثيرًا حينما أقرأ منشورًا لأحد الذين يعتقدون بأنّهم مؤمنون يتباهون و يتفاخرون بقول إنّ العذراء أو المسيح أو أحد القديسين ظهر هنا أو هناك إنّ عقلي يمنعني من تصديق مثل هذه الأمور و لذلك اسباب كثيرة لا داعٍ لذكرها.
نحن الشرقيون يغلب علينا الإيمان لهذا نرى أنّنا نستسلم له بكلُ عقولنا و عواطفنا وحواسّناحتّى دون التأكد أو التحقّق من صحة ذلك أو عدمه بل أنّ البعض قد يرى في ما نطرحه الآن أنّه كفر أو إلحاد أو خروج عن الإيمان والدّين. هذا ليس صحيحًا فأنا شخص أؤمن لكن بعقلي و ليس بعاطفتي و كم أساءت العاطفة للبشر في أغلب الأحيان.
إذا فرضنا جدلًا أنّ جميع الاديان هي من مصدر واحد فعليها ألُا تكون متناقضة فيما بينها و لكلّ مَنْ يقول إنّ الاديان لا يناقض بعضها البعض أقول له افتح عقلك و بصيرتك و اقرأ جيّدًا دون انحياز أو انقياد أعمى لترى نور الحقيقة واضحًا.
الله واحد لكنّ الأديان ليست واحدة و لا تتّحد مع بعضها أو تتّفق سوى على القليل ممّا فيها.
الشاعر السوري فؤاد زاديكى"