في منتدى النادي الملكي للأدب و السلام و في محطات إنسانية بعنوان العمل التطوّعي الاجتماعي و المدني شاركت بهذه المداخلة قبل قليل:
الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى التفاعل و التضامن و التكافل مع الآخرين و كذلك هم معه.
إنّ العمل التّطوّعي عرفه الإنسان منذ خليقته قبل أن يتمّ ضبط ذلك بسنّ قوانين و وضع خطط لانّ الإنسان بحكم طبيعته ميّالٌ إلى تقديم يد العون للمحتاجين و هي ما يسمّى ايضًا بإغاثة الملهوف فجميع هذه الأنشطة تصبّ في خانة العمل الإنساني. هذا العمل النبيل الذي يرفع من قيمة الإنسان و يعطي إشارة واضحة على ثقافته الإجتماعية و الإنسانية و هي دليل على تربيته البيتية. فهناك مَن لا يٌولي أيّ اهتمام لمثل هذا العمل لكونه لم يتعوّد على ذلك و لم يسبق له ان رأى أحدًا من أفراد أسرته يقوم بمثل هذا العمل الذي اراه واجبًا إنسانيًّا.
كلّ إنسان بحاجة إلى أيّ عمل تطوّعي فهو بهذا يشغل وقت فراغه في أمر مفيد ربّما تكون له نتائج إبجابيّة خياليّة.
عندما يقوم أحدنا بعمل تطوّعي فهو يشارك الآخرين احزانهم و مشاكلهم و يقف على معاناتهم أيّ يكاد يكون شريكًا عاطفيًّا لهم. كلّ آنسان مهما كان موضعه بحاجة لمعونة الآخرين سواء أكانت مادّيّة أو معنويّة أو نفسيّة الخ... يفعل ذلك من تلقاء نفسه بدافع ذاتي إنسانيّ دون أن ينتظر مكافأة من احد او مديحًا أو شكرًا أو مقابلًا لذلك.
هناك مجالات كثيرة للإنسان يمكن أن يعمل بها في مجال العمل التّطوّعي و من الطبيعي أن تعود فائدة ذلك على الفرد و المجتمع. في مجتمعاتنا العربية تكاد تنعدم مثل هذه المبادرات بسبب السياسة لانّ السياسة ما أن تدخل في أيّ امر من امور الحياة حتّى تفسده.
يجب على مؤسسات المجتمع المدني غير الحكوميّة أن تتبنّى مثل هذه الأعمال لانّها تكون حياديّة و مستقلّة. كما يكون عطاؤها عامًّا و هذا ما رأينا بوضوح على أثر انفجار مرفأ بيروت كيف عملت تلك المؤسسات و المنظّمات كخلايا نحل في إيصال المساعدات و تقديم العون و الإسعافات الأولية الضرورية و غيره.
بالنهاية فإنّ الأعمال التطوّعي هي عمل إنساني بامتياز تجعل الإنسان فعلًا أخًا للإنسان.
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
12-12-2022, 08:49 AM
في منتدى النادي الملكي للأدب و السلام و في محطات إنسانية بعنوان العمل التطوّعي الاجتم
العرض العادي
