Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هجرةُ الشّباب بقلم: فؤاد زاديكى مشاركة على برنامج إنصاف أبو ترابي في أكاديمية رياض ا
هجرةُ الشّباب بقلم: فؤاد زاديكى الهجرة بمعناها المعروف هي انتقال الإنسان من مكان ولد و عاش فيه إلى مكان آخر يرى فيه أكثر أمانًا لحياته و لمستقبله و أكثر استقرارًا لأوضاعه, ومن المؤكد أنّ هذه الهجرة تنطوي على أمور و قضايا و لها أسباب كثيرة تختلف من شخصٍ لآخر. إنّ الشباب – في أيّ بلد - هم عماد هذا البلد, لأنّهم رجال المستقبل الذين على أكتافهم تُبنى الأوطان و تتقدّم و تزدهر, فهم صُنّاع المستقبل, ولكن عندما تخيب ظنونهم و تصبح لديهم هواجس الخوف و القلق على مستقبلهم, فهم سيضطرون إلى البحث عن حلولٍ يمكن أن تعينهم في هذا المجال, وقد تتحقّق للبعض وقد لا تتحقّق للبعض الآخر, و هذا أيضًا له عوامل كثيرة تلعب دورًا مهمًّا و حاسمًا به. معظم البلدان العربيّة لا تأخذ هذا الموضع بعين الاهتمام الفعلي و العملي ما عدا كلام إعلامي في كلام للتّسويق المحلّي, لا ينفع الشّباب في شيء. لأنّ أغلب الأنظمة الحاكمة في هذه البلدان لا تفكّر سوى بمصلحتها أمّا المواطن سواء أكان شابًّا أم رجلًا أم إمرأة فهو آخرُ همٍّ لها. إنّ الشباب الذين يقضوم عمرًا طويلًا في التحصيل العلمي وبعد التخرّج لا يرون وظيفةً تناسب اختصاصاته, أو أنّ أشخاصًا آخرين لهم واسطة لدى مسؤول في الدولة يحصلون على الوظيفة أو العمل الذي هومن حقّ هؤلاء الشباب, لأنّ البلد الذي تسود فيه المحزوبيّات و المحسوبيّات و العشائرية الخ... لن يحقّق لهم هذا الأمر لهذا فهم سوف يضّطرون إلى الهجرة لمكان آخر, بحثًا عن عمل و كم أبدع الشباب العربي و نجح في بلدان أمريكا و الغرب في معظم الاختصاصات, وهذا ما لم يتمّ توفيره لهم في بلدانهم. لذا لا يحقّ ليّ أحدٍ أن يلومَ هؤلاء الشّباب على هجرتهم, إذ أن مستقبلًا ينتظرهم وهم بحاجة إلى العمل الذي سوف يوفّر لهم مستلزمات الحياة و متطلبات المعيشة. لا أحد في الكون يرغب بالهجرة عن مسقط رأسه و موضع طفولته و أحلامه و ذكرياته و مسرح صداقاته إلّا إذا كان مضّطرًا أشدّ الاضطرار إلى ذلك بحيث لم تعد الأمور و الأوضاع تحتمل أكثر من ذلك, فهم إن ظلّوا في بلدانهم التي لا تهتمّ بهم, فلن يكون لهم مستقبل و لا أسرة ولا تأثير فاعل في الحياة و المجتمع. إنّ هجرة الأدمغة أمر خطير له تأثيره الكبير على بلدانهم, التي لن تستفيد من خبراتهم و جهودهم وهذا ما يُعتبر خسارة كبيرة لا يمكن تعويضُها. أمّا لو بحثنا في أسباب مثل هذه الهجرة فإنّنا نراها متعدّدة الجوانب و مختلفة الأهداف نذكر البعض منها على عُجالة دون الخوض في الشرح المفصّل, فاعناوين واضحة و هي تعطي المدلول و المفهوم: أولًا: بسبب التحصيل العلمي و التخصّص, حيث أنّ أوطانهم لا توفّر لهم مجالات تناسب مستوياهتم العلمية, إضافة إلى ضعف المردود والمقابل المادي لتخصصاتهم والمجالات التي يعملون فيها. وهجرة الأدمغة هذه تكون هنا أكثر أنواع الهجرة خطورة على مستوى أيّ وطن. ثانيًا: بقصد العمل وهذا هو الأكثر شُيُوعًا, لعدم وجود فرص كافية للشباب تشجّعهم على العمل و الإنتاج وكذلك ارتفاع نسبة البطالة في المجتمعات العربية و بلدان العالم الثالث. ثالثًا: البحث عن مجتمعات أخرى فيها ثقافة مغايرة لثقافة الشّباب من حيث وسعها و تنوّعها وهذا ما يمكن تسميته بالعَولَمة. رابعًا: قد تلعب الحروب والكوارث دورًا في هذه الهجرة فيهرب النّاس من أماكن الخطر إلى أماكن أكثر أمنًا و سلامًا و استقرارًا وهذا ما شاع وغلب كثيرًا في الآونة الأخيرة بسبب حروب كثيرة حصلت في بلدان عديدة و منها بلداننا العربية. خامسًا: الضغوطات السياسيّة, وهي ولله الحمد لا تُحصى في بلداننا, فمن يحمل معتقدًا مخالفًا للأنظمة الحاكمة يكون عُرضةً للتضييق و الاعتقال و ربّما التصفية الجسدية. سادسًا: هناك سبب آخر للهجرة قد يكون ثانويًا وهو أنّ بعض الشباب ينبهر بالحضارة الغربية بما فيها من حرّيَات وثقافة و تنوّع, فيريد الانتقال إليها و العيش فيها هربًا من الضغوطات و الممنوع السّائد في بلدانهم. سابعًا: أسباب ترجع إلى العوامل البيئية وعوامل الطقس والمناظر الجغرافية غَير الموجودة في أوطانهم ممّا تدفع الشباب إلى الرغبة في مشاهدة تلك الطبيعة والاستقرار في المناطق المهاجر إليها. أرجو أن أكون أعطيت الموضوعَ بعضَ حقّه من الشّرح و التّوضيح عرضًا و أسبابًا و نتيجةً. |
#2
|
||||
|
||||
اشكر من كل قلبي أكاديمية رياض الشعر و الأدب بكادرها الإداري بشخص الاستاذة الدكتور مها يوسف نصر لمنحي وسام الوطن دمتم بدوام الوطن و حريته و أمن و سلام شعوبه
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|