Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الانخداع بالمظاهر الخارجيّة بقلم: الشاعر السوري فؤاد زاديكى (مشاركتي في أسرة قلم)
الانخداع بالمظاهر الخارجيّة بقلم: الشاعر السوري فؤاد زاديكى منذ بدء الخليقة و البشر أصناف مختلفة منها بسبب التربية البيتية و منها بسبب معاشرة الآخرين و التأثر بهم و منها ما هو غير معلوم السبب كأن يكون علّة اجتماعيّة ما أو مرضًا نفسيًّا الخ.... وهذا الاختلاف بين البشر من المفروض أن يكون أمرًا طبيعيًّا لبعض الأسباب التي أوردناها أعلاه, لكن وفي مسير الحياة الإنسانيّة ومن خلال الاحتكاك بآخرين نشعر بما لهم من ميول و ما يحملونه من أفكار وعقائد و مبادئ, وبهذا نرى تباينًا واضحًا بين هؤلاء الذين نعاشرهم بحكم طبيعة العمل أو الدراسة أو حالات أخرى مختلفة. قديمًا حين قالوا: "ليس كلّ ما يلمع ذهبًا" كان لهذا المثل معنًى و هو جاء نتيجة تفاعل النّاس مع بعضها و اكتشاف لعيوب كثيرة فيهم, ومن أكثر هذه العيوب شيوعًا هو أن يحاول بعض الأشخاص التّظاهر بما ليس فيهم, و يكون دافع ذلك الخبث و محاولة الضّحك على الذقون باستغباء النّاس و اعتبار أنّ هذه السلوكيّة نوعًا من الذكاء أو (الفَهْلَوَة) كما يقول العامّة, وقد تنطلي بعض هذه الحيل على أصحاب النّفوس الطيّبة, الذين يرون في النّاس جانبَ الخير, ولا يحاولون أبدًا التّدقيق في صفات و خصال البشر, لأنّ طيبة هؤلاء الأشخاص لا تسمح لهم بذلك, فهم خَيّرون طَيّبون لهذا يرون كلّ النّاس خَيِّرة و طيّبة, وهنا يقع الاستغلال القذر من أصحاب النّفوس المريضة ليتمكّنوا من الضحك على هؤلاء البسطاء و استغلال طيبة نفوسهم و بساطة أفكارهم, لكنّ وبكلّ أسف هناك بعض الذين يعتبرون أنفسهم أذكياء يقعون هم أيضًا في شراك هؤلاء الخبثاء. بعض البشر بطبيعتهم ميّالون إلى الشّرّ وما في نحوه من سلوكيّات تُعتبر بحكم الواقع و المنطق مرفوضةً و غير سليمة, و لهذا يلجؤون إلى التفنّن بأساليبهم الخبيثة تلك فيُظْهِرون لك ما يُريدون أن ترى فيهم بينما يُبطنون الخبث و الشرّ و الأذى, يقولون بحضورك شيئًا و بغيابك خلافه, وحين تواجههم بحقيقة ذلك و كشفك للأعيبهم ينكرون ما قالوه, متظاهرين بالوداعةِ و الطيّبة وهم يروغون كما يروغ الثّعلبُ. ليس بامكان المجتمع الحدّ من هذه الظاهرة لأنّ القانون لا يُعاقبُ عليها في مجتمعاتنا العربيّة, فهي ليست جنحةً و لا جريمةً لكن في المجتمعات المتحضرة يمكن أن ينال الشخص الخبيث هذا ما يناسبه من عقاب بسبب كونه يحاول إقلاق راحة الآخرين و اللعب بمشاعرهم و خداعهم بطرقه المختلفة وتعكير صفو حياتهم بخلق بعض المشاكل النّفسيّة لهم. على العموم فإنّ هذه الظاهرة قديمة و هي مستمرّة لغاية اليوم ولا يمكن أن تنتهي من الواقع الحياتي للبشر, بكلّ تأكيد يلعب الوعي الثقافي و الاجتماعي دورًا مهمًّا في الحدّ من مخاطر و استفحال هذه الظاهرة السلبيّة في المجتمعات البشريّة, و أمّا الوقاية منها فعلى كلّ شخصٍ أن يحاول ذاتيًّا القيام بما يلزم من مواقف تجاه هؤلاء الأشخاص بكشف ألاعيبهم و عدم التّعاطي معهم و فضح أساليبهم ربّما يكون للآخرين عبرة في ذلك فلا يقعون في شركهم الخبيث, لكنّ مثل هذه المهمّة لن تكونَ سهلةً, فالمجتمعات أبواب واسعة مفتوحة لتعاطي البشر مع بعضهم البعض و يلزم أن تسود أخلاقيات السلوك البشري وينتشر الوعي بشكل جيّد ربّما تكون بذلك فائدة. من الطبيعيّ استحالة كشف ما في باطن الآخرين بسهولة و يأتي ذلك من خلال العشرة الطويلة و اختبار النوايا لكنّ مرور كلّ هذا الوقت لن يكون نجاةً لنا من الوقوع في شرك أمثال هؤلاء الخبثاء, الذين لا همّ لهم سوى إقلاق راحة الآخرين و الاستهزاء بهم و اللعب بعقولهم و أفكارهم و خربطة أحوالهم النّفسية. |
#2
|
||||
|
||||
شكرا من كل قلبي مجلة أسرة قلم و الأستاذة الدكتورة مها نصر كما أشكر الدكتورة إنصاف ترابي و الأستاذ ابو أيهم لمنحي وسام بوح الخواطر دمتم و دام عطاؤكم الراقي و المحب
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|