مداخلتي قبل قليل على موضوع الدين و العلاقات الإنسانية و الاخلاق في برنامج خواطر المساء على موقع عشاق الحياة ٢
عزيزتي الدكتورة ملاك ابراهيم الفاضلة لا يجب أن نخضع جميع أمور الحياة إلى الدّين و مستلزمات الدّين و متطلّباته و دواعيه. الإنسان يعيش في واقع حياة يختلط بأشخاص من أديان و معتقدات أخرى فنحن عندما نقيم علاقات مع الآخرين على أساس ديني نكون وقعنا في خطأ كبير و ادخلنا أنفسنا في مواقف محرجة و في متاهاتٍ نحن بغنًى عنها. فالدّين يقول بأن تسعى إلى أخيك في الدّين و لم يقل إلى أخيك في الإنسانية. التمسّك بالدّين يدفع المرء إلى نوع من الانكماش و الإنغلاق لهذا ليكن شعار دعوتك إنسانيًّا لا دينيًّا لانّ الإنسانية أكثر انفتاحًا من الدعوة إلى الدّين.
من المفروض ان يكون الدين هو علاقة شخصية بين الإنسان و ربّه و متى حاولنا إعطاء دور ابعد من هذا للدين نكون خلقنا بلبلة و احتقانًا و تمييزًا و فرقةً بين البشر. انا لست ضد الدّين لكنّي لست مع حشر الدّين في كلّ صغيرة و كبيرة من امور حياتنا.
الأنسان يعيش في واقع حياتي مفروض عليه أن يلتقي بأشخاص من غير دينه و عندما يحاول التّعامل مع هؤلاء الأشخاص على أساس ديني و انطلاقًا من مبدأ الدين فهو يكون بهذا خلق إشكالية تصادم و اصطدام مع الآخر و هذا نراه واضحًا يتجلّى في ما يجري من أعمال تكفيرية و إرهابية و غيرها تعود إلى أفكار دينيّة. ربّما كانت آية لكم دينكم و لي ديني كافيةً لان تعزّز موقف الاخوّة بين البشر إلّا انّه تمّ نسخ هذه الآية بإيات أخرى تحرّض على القتل و هنا بَطُل العمل بتلك الآية ومثلها إية من يؤمن فليؤمن و من لا يؤمن فلا إكراه في الدين هذه الآية هي الأخرى تمّ نسخها بآية قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ... الخ.
أردت بهذا الاستشهاد ان اثبت انّه من الخطأ الكبير ان تقوم علاقات اجتماعية بين البشر على أساس ديني. فالفضائل و الأخلاق و المكارم كانت قبل ظهور الاديان.
باختصار نقول أنّه عندما نريد إيجاد صلة بيننا و بين الآخرين ليس بالضرورة ان تكون من منطلق ديني. فالدين لله و الوطن و المجتمع و الحياة للجميع.
إنّي لا أوافقك دكتورة ملاك على وجهة نظرك هذه لأنّها ناقصة تحتاج لمنطق العقلانية و العدالة و المنطلق الإنساني الاكثر اتّساعًا و شموليّةً من المنطلق الديني الضيّق مع احترامي الشّخصي لك مشكورة..