Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
رِسالةٌ إلى الحكّام العربي المستبدّين بقلم: الشاعر فؤاد زاديكى
رِسالةٌ إلى الحكّام العرب المستبدّين بقلم: الشاعر فؤاد زاديكى أيّها الحكّامُ المستبدّون الطُّغاة, يا مُنتَهِكُو حقوقَ شعوبِكم, ومُغتَصِبُو حُرِّيّاتِهم. أنتم مِنَ المفروضِ أنْ تكونوا في خدمةِ شعوبِكم, وليس في مواجهتهم بالتّرهيب و القمع و السّجن و القتل و التّهجير القسري, لقد أذَقتُم هذه الشّعوبَ كلَّ أصنافِ الويلِ. كيف لكم أن تنامُوا مُرتاحي الضّميرِ؟ (هذا إذا كانتْ لديكم بقيّةٌ مِنْ ضميرٍ) إنّ أفعالَكم الشّنيعةَ لشاهدةٌ على قساوةِ قلوبِكم التي لا تعرفُ رحمةً و لا شفقةً. ليسَ لكم سوى همٍّ واحدٍ وحيدٍ لا ثانٍ له, وهو واضحٌ وضوحَ الشّمسِ في أن تَظَلُّوا ملتصقينَ بكراسيكم إلى أبدِ الآبدين مهما كان الثّمنُ ومن الطّبيعي أن يكون الثّمنُ مصيرَ شعبِكم الذي تتلاعبون به ومواطنيكم الذين تنظرون إليها كأحجار رقعة الشّطرنج بموقف خالٍ مِنْ أيّةِ مسؤوليّة أو عدالةٍ أو إنصاف. تنهبونَ خيراتِ البلد, وتسرقون أموال الشّعب إضافةً إلى محاولات الاستعباد والإذلال والإخضاع بمختلف الوسائل الأمنيّة القمعيّة البوليسيّة. إلى أن تدفعوهم دون رغبتهم إلى الهجرة عن بلدانهم. ألم تقرؤوا شيئًا مِنْ وقائع التّاريخِ و أحداثِه؟ ألم تتّعِظوا مِن حكّام تمّت محاسبتهم من قبل شعوبهم أو مِن محاكم العدل الدّوليّة؟ إذا لم تقفوا على مثل هذا فلكم نقول إنّ مصير جميع الطّغاة هو مزبلة التّاريخ و لعنة الأجيال. إنّكم تحتلون الأوطان بالإكراه والقوة و العنف, فتقهرون شعوبَكم وتمسخون مفهوم المواطنة المقدّس لتمنحوا صكوك المواطنة وفق أمزجتكم السياسيّة و أجندكم الشّيطانيّة الخبيثة. أيّها الحكّامُ. أنتم تقتلون شعوبكم و روحَ إرادتها, إنْ لم يكُنْ بالحديد و النّار فبالقمعِ والقهرِ والمحاربة بلقمة العيش, لا يشعر المواطن بالأمن و لا السّلام ولا الراحة أو الاستقرار في وطنٍ لا يرى فيهِ لهُ ولعائلتِه أفقًا للمستقبلِ والحياةِ الحرّةِ الكريمةِ, إنّه لا يستطيع بالمطلق أن يمارسَ حقّهُ في التّعبير عن آرائه أو مبادئه أو معتقده لأنّه يعلم ما ينتظرُهُ من مصيرٍ بائس حيث تستقبلهُ أجهزة النّظام الأمنيّة القمعيّة البوليسيّة التي انحصرت مهمّتها في تركيع المواطن وإذلاله وقهر إرادته و خنق أحلامه وتحطيم آمالِه, وهو يعيش كابوسَ رعبٍ وهلع شديدين. مهما قلنا عنكم فإنّ كلماتنا تبقى قليلة و غيرَ معبّرةٍ عن هذا الواقعِ الأليم الذي ترزح الشعوب تحت نيره بمذلّة و حيرة و قلق و شكّ وخوف, إنّ حقيقتكم مكشوفة وانتماءَكم معروفٌ فأنتم إخوةُ الشّياطينِ و أبالسةُ العصرِ مصّاصو دماءِ شعوبِكم, أنتم بالمختصر قَتَلَة, والقاتل لا يستوجب غير اللعنة و المحاكمة العادلة فإنْ لم يكن على هذه الأرض فعدالة السّماء ستفعل ذلك بكلّ تأكيدٍ. بِئسَ الحاكم اللعين, وبئسَ ما يقوم به من أعمال البطشِ و التّسلّط و السّيطرة و الهيمنة, إنّها قسوةٌ بدلَ الرّحمةِ واللينِ, إنّه كُرهٌ و حقدٌ أعمًى بدل المحبة, لقد جعلتم مصيرَ هذه الشّعوبِ معلّقًا في فضاء الخوف والرّهبة والشّك, وهذا ما يجعلكم قادرين على الاستمرار في حكمك الجائر هذا. يبدو أنّكم لن تَصْحُوا و لن تَصِحُّوا, كما لن تُعيدوا النّظرَ في سلوكيّاتكم الشّائنة والمجحفة بحقّ شعوبكم, بل أنتم مستمرّون إلى ما لا نهاية بأسلوب القسوة والبطش والتّرهيب والعنف, فهل أنتم لشعوبِكم؟ أم أنتم عليها؟ لقد سخّرتم جميع الوزارات و وسائل الإعلام ورجال الدّين والمؤسسات الحكوميّة وغير الحكوميّة و النّقابات ومواقع التّواصل الإجتماعي في خدمة أجندتكم هذه و التي تظلم شعوبها و تستعبدها و تستغلّها و تقتلها. كفى ظلمًا. كفى تعسّفًا. كفى تَرهيبًا. كفى تعدّياتٍ وتقييدَ حرّيّاتٍ. كفى تلفيقَ اتّهاماتٍ باطلةٍ وخلقَ تزويرٍ للحقائق. إنّ شعوبَكم المُهَانةَ لن تسكتَ إلى الأبد على كلّ ما يجري بهذا الواقعِ المزريّ, وعلى ما يحصلُ مِنْ تَهميشٍ وتفقيرٍ وتدميرٍ وتخريبٍ, جميعُ السّلوكيّات التي تقومون بها هي تحطُّ مِنْ قيمةِ الإنسان في بلدانكم وتشوّه الحياة وتُفسِدُ كلَّ شيءٍ. شعوبُكم لن ترحمَكم وإنْ هيَ لم تستطعْ فعلَ ذلك فالتّاريخ هو الذي سيحكم على أفعالِكم هذه و الأجيالُ القادمةُ هي التي ستلعنكم إلى الأبد. لكن لدينا سؤالٌ قبلَ أن نختتمَ هذه الرّسالة نتوجَه به إليكم و إلى أذنابكم الذين يعملون كبوق إعلام يخدمكم. مَنْ الذي يخرّب العالم العربيّ؟ هل أمريكا و الغرب و إسرائيل كما تتبجحون دائمًا بالقول؟ أم أنظمتكم الحاكمة الفاسدة؟ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 18-01-2023 الساعة 10:09 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|