مشاركتي على قناة ملفونو جوزيف لحدو حول موضوع مكوّنات الشعب في سورية الكبرى و بلاد الر
مشاركتي على قناة ملفونو جوزيف لحدو حول موضوع مكوّنات الشعب في سورية الكبرى و بلاد الرافدين
بالحقيقة عرضك للموضوع ملفونو جوزيف جاء بشكل احترافي و مميّز و قد استطعت أن تدخل باب سرد تاريخي مقتضب أعطى الموضوع بعض حقه لأنّه موضوع طويل يمكن التحدث عنه في حلقات كثيرة. إنّ موطن السريان هذا صار اليوم لغيرهم و قد أصبح السريان غرباء في وطنهم الأصلي لانّ القوة هي التي تستطيع فرض اجندتها و الشعب السرياني شعب مسالم لم يلجأ إلى أي أسلوب عنفي أو إقصائي لهذا مرّت به ظروف قاسية و دامية كانت السبب المباشر في سلخه عن بلداته و مدنه و بهذا يكون ضاع تراث هذا الشعب و تلاشت لغته و تشتت في مختلف بلدان العالم. إنّ مجازر السيفو و ما سبقها و لحقها كانت الضربة القاضية التي تلقّاها هذا الشعب المسالم من قبل جيرانه الكرد بعض ضعفاء النفوس الذي باعوا ضمائر للعثماني المجرم و شاركوا في جرائمه البشعة بحق هذا الشعب و غيره من الشعوب المسيحية كالكلدان و الإشوريبن و الأرمن و اليونان بحيث تم احتلال قراهم و مدنهم و سلب أراضيهم و اغتصاب و سبي نسائهم وبناتهم على صور بشعة للغاية يندى لها الجبين. لا يمكن تجزئة التاريخ و كلّي أمل في أن تتناول الحلقات القادمة في هذا الموضوع هذه العلاقة بين السريان و جيرانهم وما تعرّضوا له من مجازر و أعمال إبادة إجرامية كانت جرائم حرب بفعل القوانين الدولية لشرعة حقوق الإنسان و لا يمكن أن يسقط هذا الحق بالتقادم إذ يجب محاكمة المجرمين القتلة و محاسبتهم على جرائمهم تلك. اراضي السريان معروفة تاريخيًا لكن لا أحد يعترف بها أو حتى يهتمّ بها. نحن كشعب سرياني غادرنا بلداتنا ومدننا في تركيا و سورية و العراق مجبرين مقهورين مرغمين تحت الضغط و الترهيب و التهديد بالقتل والخطف و التعديات و يعرف القاصي و الداني تاريخ الممالك الارامية السريانية في كلّ بلاد الرافدين و سورية الكبرى. لكن هل هناك من ينصف ليعيد الحق إلى أهله؟ لا أعتقد ذلك. موضوع الحلقة جميل و مفيد و ننتظر منك المزيد لترويه لنا بأمانة تاريخية محايدة و جرأة مع دوام التوفيق ملفونو جوزيف المبارك.
__________________
fouad.hanna@online.de
|