Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة الذي تقدمه أسبوعيًا الصديقة الدكتورة إنصاف أب
مشاركتي قبل قليل على برنامج حديث الساعة الذي تقدمه hسبوعيًا الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي و موضوع حلقة اليوم عن التفرقة و التمييز بين الأبناء.
بقلم الشاعر فؤاد زاديكى إنّ الأسرة هي أساس بنية المجتمع و من ثمّ الوطن لهذا عندما يكون بناء الأسرة بناءً سليمًا صحيحًا معافًى يسهل بناء الوطن و المجتمع, بينماعندما تكون الأسرة مفكّكة غير متفاهمة و غير متحابّة فيما بين أفرادها فإنّ ذلك ينعكس سلبًا على المجتمع لانّها و بسبب هذا الانفكاك و التضعضع تكون عاجزة عن التفاعل و الفاعليّة فيما يخصّ المساهمة في بناء المجتمع و الوطن. انطلاقًا من قولنا هذا و بالاعتماد على ما فيه من روح المنطق و التحليل العقلاني فإنّنا نؤكد على وجوب أن يكون هناك تفاهم و تناغم و انسجام و محبة و عمل مشترك بين أفراد الأسرة الواحدة. لكن و بكلّ أسف فإنّ بعض الأولياء يغفلون هذا الواجب المهمّ في أسرهم إمّا لجهلهم بأمور الحياة أو لعدم أخذ الموضوع على محمل الجدّ أو لسبب وقوعه تحت تأثير مخدّر فكري ورثه عمّن سبق لا يتلاءم مع واقع الحياة و لا يؤدي إلّا إلى المزيد من الانفكاك و التفكّك و التخلّف و الجهل. يرى بعض الآباء أنّ مهمّتهم في الأسرة هي فرض ما يرونه من سلوكيات و أفكار مهما كانت النتائج إذ الأهم أن يتمّ احترام ما يقولون و وجوب العمل به مهما يكن من أمر. و طبعًا فإنّ مثل هذا التصرّف غير الصحيح و غير المنطقيّ قد لا يتقبّله الأبناء بسبب الخلاف القائم بين الاجيال من حيث الأفكار و السلوكيات و اختلاف الظروف لكلّ من هذين الجيلين. نقول و بكلّ أسف هناك بعض الآباء و الامّهات الذين يميّزون بين أبنائهم فيفضّلون أحدهم على غيره. بحيث يولون فردًا من الأسرة كلّ الرعاية و الاهتمام و يعطون له مركز الواجهة فيما يتمّ تجاهل أبناء آخرين لهم و هذا الموقف السلبي وغير العادل ينعكس على الأبناء المهمّشين من حيث التأثير النّفسي فقد ينغلقون على أنفسهم و قد يشذّون و قد يتمرّدون و قد يفشلون دراسيًّا إلى جانب انعكاسات أخرى كثيرة اجتماعية و تربوية و سلوكية تظهر على هؤلاء الأبناء المهمّشين. إنّه لامرٌ مستغرب و مستهجن أن يفضّل أبٌ أحد أبنائه على آخرين له بل هو ضرب من الحماقة و اللامسؤولية. إنّه بهذا يقود أبناءه إلى مصير مجهول و قاتم. أمّا بخصوص مقولة "المال و البنون زينة الحياة الدنيا" فلدي شخصيًّا تساؤلات كثيرة حول صحّتها من عدمه. لماذا تأتي الاولويّة للمال قبل البنين؟ أهل المال أهمّ من البنين؟ بحكم واقع الجاهلية و عصر الإسلام حيث ساد الفقر ربّما يكون تقديم أفضلية المال على الأبناء واردًا لكنه غير مقبول إذ يقول السيد المسيح "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه و خسر نفسه"؟ فلا مال مهما كان وفي كلّ الظروف والأحوال يمكن أن يكون أفضل من الإنسان. و ثانيًا ألم يكن في حياة تلك الأيام أهم من المال ليتمّ وضعه بالصدارة؟ هناك أمور كثيرة بالحياة أهمّ من المال و من أمثال اليوم الشائعة قولنا "إنّ المال وسخ اليدين" فهناك السعادة هي أهمّ من المال و هناك السلام أهمّ من المال و هناك الراحة النّفسيّة و السلام الداخلي أهمّ من المال و هناك الأخلاق أهمّ من المال إذًا أمور كثيرة في الحياة تفوق بأهمّيتها المال فلماذا تُعطي الأولويّة للمال قبل الإنسان و أمور أخرى أهمّ منه بالحياة؟ بالعودة إلى صلب الموضوع و للتأكيد على واقع ما يجري في بعض مجتمعاتنا من هذا التمييز بين ولد و آخر فإنّ هذا يجعل الولد يكره أخاه و قد يتمنّى له الشّرّ و ربّما الموت أحيانًا فهو يشعر بأنّه السبب في عدم الاهتمام به وفي تهميشه بالأسرة. أمّا في ما يخصّ التمييز بين الصبي و البنت في المجتمعات العربية و الإسلامية فإنّه واقع بفعل سيادة الفكرة الذكورية التي تهمّش المرأة و لا تعطيها حقوقها بل تجعلها أدنى درجة من الرجل الذي يحقّ له كلّ شيء بينما يمنع ذلك على المرأة و سبب هذه النظرة هو الموروث الفكري البائد النابع من تحقير المرأة حتّى بالطلاق ليس لها الحق بذلك فهي المفعول به في جميع الأحوال و المواقف. كيف لا يكون هناك تمييز بين الرجل و المرأة و يحقّ للرجل أن يتزّوج بأكثر من امرأة بينما المرأة لا يحقّ لها فعل مثل ذلك وهذا أيضًا إهانة للمراة و قتل لروحها من الدّاخل فلا يوجد امرأة في العالم تقبل بضرّة لها تشاركها في زوجها عندما تكون عاقلة و واعية و مثقفة. كما لا يحقّ للمرأة الشهادة اي شهادتها لا تُقبل. ماذا نقول أكثر من هذا أجل هناك الكثير الذي يمكن قوله بهذا المجال لكن سأكتفي بهذا القدر. الخوف من النّطق بالحق هو الذي يُبقي الأوضاع على ما هي عليه من ناحية هذا التمييز المجحف بين الرجل و المرأة. |
#2
|
||||
|
||||
كل الشكر و التقدير لاكاديمية رياض الشعر و الأدب و مجلس الإدارة الموقر برئاسة الدكتورة مها يوسف نصر لمنحي وسام المحلة لقاء مشاركتي على برنامج الدكتورة إنصاف أبو ترابي حديث الساعة و موضوع التفريق و التمييز بين الأبناء دمتم و دام عطاؤكم المحبّ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|