مشاركتي قبل قليل على موضوع بعنوان الصعود للقمة تقديم الدكتور محي الدين زيد في منتدى جامعة محي الدين للشعر و الثقافة و الأدب في أنحاء العالم
استاذي الفاضل الصعود للقمة ليس كلامًا في الهواء أو عملًا غير مضنٍ. إنّه تواصل مع الحياة بكلّ جوانبها على نحو سليم و مُعافًى. نحن العرب تعوّدنا على الاعتماد على الغير في كلّ شيء و هذا ما يقتل لدينا دافع الطموح و الرغبة في الصعود. إنّ مجتمعاتنا في انحدار دائم و متواصل فكيف سيكون الصعود؟ لا يجب أن نمنّي نفوسنا باوهام امنيات لن تُشبع و لن تفيد في شيء.
مجتمعاتنا و بسبب عدم توفر الحريات على اختلاف أنواعها هي مجتمعات مكبوته فأنّى لها أن تنجز أو تصعد؟ علينا أن ننطق بكلمة الحقّ مهما تكن قاسيةً فهي ضرورة حياتية من أجل الصعود. نحن شعوب متخلفة نعيش على إرث قديم جاهل متردّي لا نستطيع الاستغناء عنه و لا تغييره. فهناك أشخاص يهمّهم أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه فأيّ نقد أو إصلاح أو تغيير يُعتبر بمفهومهم و عرفهم كفر و خروج عن الموروث و هو الدين الذي قيّدهم بقيود لا خلاص منها لهذا يتصدّون له بكلّ قوّة كيلا يفقدوا مراكز نفوذهم و سيطرتهم على الناس البسطاء المخدوعين بأقوالهم. الدّين في المجتمعات الغربية لم تعد له سلطة أو سلطان لهذا تحرّر العقل فأنتج و صنع العجائب في عالم الصناعة و التكنولوجيا و الاختراعات الأخرى. خوفنا من كلّ هذا يجعلنا مكانك راوح بدون أي تقدّم أو تطوّر. العرب يعيشون في عالم الخيال لأنّهم منفصلون عن الواقع. هم لا يريدون الاحتكاك بالغرب الذي يسمّونه بالكافر و الكفر الحقيقي هو أن تصبح عبدًا لفكرة أو معتقد أو دين لأنّ هذا لن يجعلك حرًّا بل عبدًا مطبعًا و لا مكان للعبيد في عالم الأحرار. أقول هذا و أنا حزين على واقع العالم العربي المزريّ و المتخلّف إلى أبعد الحدود و كلّ ذلك بسبب سيطرة الدين على كل مرافق الحياة و حتى على عقول البشر لتبقى جامدة بدون أية فائدة. فهل ترى املًا بالصّعود في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة؟ لا أظنّ ذلك.