مشاركتي قبل قليل في مجلة أسرة قلم على برنامج صور من الحياة تقديم الصديقة الاديبة إنصاف ابو ترابي و إشراف دكتورة مها يوسف نصر و الدكتور عدنان الطيبي
الحياة مسرح واسع يفرض علينا أدوارًا يجب أو ينبغي أن نقوم بها، لكوننا نعيش ضمن حياة اجتماعية تضمّنا إلى أناس آخرين سواءً من خلال الأسرة أو المجتمع و هذا يتحتّم علينا أن نكون واعين لكلّ ما يجري معنا و ما يحصل على خشبة هذا المسرح.
لا يمكن لنا من خلال هذا التفاعل أن نحكم على الناس إلّا بعدما نكون عاملناهم و اشتركنا معهم في مختلف جوانب الحياة من حزن و فرح و من أخذ و عطاء و من عون و مساعدة و من اختبار و تجارب و من مشاركة بالمعاناة الخ.. و كلّما زاد التصاقنا بالنّاس و تعمّقت صلتنا بهم، كلّما أضفنا إلى سجل حياتنا في سفره خبرات و تجارب جديدة على اختلاف أنواعها.
من الطبيعيّ أن نلتقي في معمعة الحياة هذا أُناسًا يختلفون في طرق تعاملهم مع الآخرين و كذلك من خلال التّباين الواضح في الرؤى و الأفكار و تقدير الأمور، و بالطبع فإنّ هذا الاختلاف يُكسبنا بدوره معارف كثيرة تُغنينا في تعاطينا مع الآخرين و كذلك في سلوكنا لدرب الحياة هذه.
لهذا نرى أناسًا طيّبين يحملوننا على وجوب احترامهم، و بالمقابل نلتقي آخرين يقفلون في وجهنا كلّ أبواب الأمل لما يُصيبوننا به من خيبة و من شعور بالحزن و الأسى و الإحباط. فالناس معادن و جواهر مختلفة لا يمكن لنا أن نضعهم جميعًا ضمن معيار واحد و في خانة واحدة من حيث المعاملة. فهناك من يخلق لدينا شعورًا جميلًا يجعلنا من خلاله نعشق الحياة و نتمسّك بها أكثر و نرغب بتعميق علاقتنا بهم و بالآخرين أكثر فاكثر، و هناك من يجعلنا نأسف لكلّ لحظة عشناها معهم أو عرفناهم فدخلوا إلى حياتنا لأنّهم بسلوكهم السيّيء و معاملتهم غير اللائقة يدفعوننا إلى الشّكّ بالنّاس، لا يجب أن نعمّم أيّة حالة من هذه الحالات، لذا يلزم حصر الحالة ضمن نطاقها بالحكم على أصحابها و اتّخاذ مواقف منهم دون غيرهم. و في جميع هذه الأحوال يجب التزام الوعي و الحيطة و الحذر و السّعي قدر الإمكان إلى اختيار أصدقائنا بعناية فائقة و بطرق سليمة، لكي نضمن استمرار علاقتنا بهم على نحو جيّد و سليمٍ خالٍ من المشاكل و المتاعب و التّعقيدات.