مشاركتي في مجموعة رشيد الثقافية على برنامج موضوع للنقاش و فقرة اليوم تتحدث عن إدمان المخدرات و أثر ذلك على الفرد و المجتمع تقديم الدكتور السيد شحاتة.
إنّ أغلب المجتمعات البشريّة في عصرنا الرّاهن يقع الكثير من أفرادها كبارًا و صغارًا، رجالًا و نساءً ضحية هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بالمجتمعات، و خاصّة في المجتمعات التي يسود فيها الفقر و التخلّف و الجهل بسبب غياب الوعي و كذلك في المجتمعات التي تعتبر مجتمعات رفاهية و تطور اجتماعي حيث أنّ البذخ و حالة التّرف و الحرية المنفلتة و المتفلتة من عقالها تقود إلى نتائج خطيرة مثل حالة الإدمان على المخدرات بمختلف أنواعها.
على أولياء الأمور و خاصة الوالدين أن يراقبوا سلوك أبنائهم باستمرار، و أن يعرفوا أصدقاء أبنائهم و بناتهم و يتابعوا أمورهم و يهتموا بهم كي لا يشعروا بغياب المراقبة و المتابعة، و هذا ما يجعل الأطفال و الشباب في سنّ المراهقة خاصّة عرضة للوقوع في فخّ هذه العادة السيئة نتيجة معاشرتهم أهل السوء و قيل قديمًا: قُلْ لي مَنْ تُعاشِر أقُلْ لك من أنت. أجل أصحاب العادات السيئة قد يكونون السبب المباشر في حصول هذه الكارثة الاجتماعية و الآفة الخطيرة المدمّرة.
عندما يقع الشباب المراهق في هذه الورطة فإنّ حالات كثيرة و أعراضًا خطيرة تنتج عن حالة الإدمان هذه، فهناك أعراض ذهنيّة مثل الشعور باللامبالاة و حصول حالة فقدان الذاكرة أو القدرة على التحكّم بالأمور على نحو سليم و صحيح، و منها أيضًا الإصابة بضعف في جهاز المناعة ممّا يعرّضه للإصابة بأيّ مرض على الفور، لأنّ الجسم تنعدم لديه القدرة على الردع و السبب تلف و ضعف في كريات الدّم البيضاء. كما تحدث حالات اضطراب هورمونية و كذلك حصول تفكّك و خراب الأسرة و نتائج أخرى كثيرة لا تُحصى من أهمّها الاضطراب العقلي. فالضّرر يمسّ من الإنسان المدمن نفسه و جسمه و قد يؤدي ذلك في بعض الحالات إلى ارتكاب الجريمة أو السرقة من أجل الحصول على المال لشراء المادّة المخدّرة، و يكون بالطبع من جرّاء ذلك صرف الأموال الطائلة في حالة الإدمان الشّديد.
كما وجود الأسباب و الأعراض فكذلك توجد وسائل للوقاية و طرق للمعالجة و للحصول على حلول. عندما يكون الشخص المدمن وصل إلى حالات متقدّمة من الإدمان. على المسؤولين و أولياء الأمور أن يتحدّثوا دومًا مع أبنائهم عن مخاطر الإدمان و أن يحذّروهم من مغبّة تعاطيه، و هذا يكون من باب التوعية و الإرشاد و التوجيه، و في حال استفحال الحالة فلا بدّ من المعالجة المركّزة في مصحّات خاصّة و لفترات قد تطول، لا يجوز فيها الانقطاع عن العلاج و إلّا فإنّ الحالة سوف تتفاقم أكثر. كما يجب نشر الوعي الثقافي من خلال التدريس و مناهج التعليم.
إنّ هذه الآفة أودت بزهرات عمر كثيرة بين الشباب، و تسبّبت بدمار أسر بكاملها من جرّاء الإدمان، فهي تؤثّر على الحياة و المجتمع و الأسرة.
.