Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
في معرض ردي على منشور لسلوى الأدريسي عن الحلاج
الحلاج شخصية نادرة كان حرّ الفكر جريء الرأي و كلّ من اتهمه بالزندقة و الكفر كان لأسباب فكره المتحرر و الجريء و بالنهاية كانت نهايته المأساوية. يعيش الفكر العربي و الإسلامي أزمة التزمّت و الانغلاق و معاداة كلّ فكر حر و تكفير كلّ مَن يؤمن بحرية الرأي و المعتقد و ليس الحلاج لوحده من تمّ تكفيره فقد كفّروا ابن رشد و الرازي و نجيب محفوظ و طه حسين و ابن المقفع و فرج فودة و الفارابي و بشار بن برد و أبو العلاء المعري و شكري بلحاج و توفيق الحكيم و ابن سينا. و القائمة تطول. إنّ الحلاج بما كان يطرحه من أفكار جدير بأن يحترمه العقل. إنّه من أكثر الرجال الذين اختلفوا في أمره. اشتهر بقوله "أنا الحقّ".
على الرغم من العداء الذي ناصبه ايّاه البعض لأسباب سياسية و دينية إلّا أنّه و بالنهاية كان برأي كثيرين، إن لم نقل الجميع، شخصية رئيسية في التقليد الصوفي. إنّ اعتناقه المسيحية كان السبب الأكثر تعديًا عليه و أثار نقمة و هجومًا عليه، لأنّ واقع تكفير الخارج عن الدين هو سيف مسلّط على رقاب البشر، بسبب أنّ الخارج عن دينه يجب أن يُقتل، عملًا بمقولة " مَنْ بدّل دينه يُقتل" هنا لا يبقى أي مجال لحكم المنطق و العقل و لا للحرية الفردية. من أقواله: ما انفصلت البشرية عنه، و لا اتصلت به. 'مَن ظنّ أن الإلهية تمتزج بالبشرية أو أنّ البشرية تمتزج بالإلهية فقد كفر" و كان يقول دائمًا: " إلهي أنت تعلم عجزت عن مواضع شكرك ، فاشكر نفسك عني، فإنّه الشكر لا غير. تحتاج المجتمعات العربية و المسلمة لألف شخص مثل الحلاج، ربما تنعدل كفّتا الميزان. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|