Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
تحية تقدير للمعلّم في يوم عيده. فؤاد زاديكى
كلّ تحيّة احترام و تقدير لكلّ معلم و مدرس و أستاذ جامعي لِمَا قدّموه و يقدُمونه من أجل تنشئة الأجيال و تربيتها فرسالة المعلّم مقدّسة و خالدة و على الرّغم من سوء وضعه المعاشي و المعيشي و عدم احترامه كما يجب من فئات المجتمع، فهو دائم العطاء لا يكلّ و لا يملّ، هو مثال حيّ للشمعة التي تحترق لتنير الطريق أمام الأجيال. ولم يُخطئ الشاعر المصري أحمد شوقي أمير الشعراء حين قال:
قمْ للمعلّمِ و وفِّهِ التّبجيلَا ... كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولَا قال شوقي هذا علمًا أنّه لم يمارس مهنة التّعليم يومًا واحدًا في حياته، أمّا الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، الذي مارس مهنة التّعليم لسنوات طويلة، و عانى من متاعبها ككلّ معلّم فهو ردّ على شوقي بالقول: أُقعُدْ فَدَيتُكَ لنْ يكونَ مُبَجًّلًا ... مَنْ كانَ للنُّشئٍ الصّغارِ خليلَا. لو جرّب التّعليم شوقي لحظةً ... لقضى الحياةَ تَذمُّرًا و عَويلَا لقد مارَسنا مهنة التّعليم بكلّ ما كان فيها من جوانب إيجابيّة و سلبية، و لم تقتصر تلك المتاعب و المشاكل على وضع المعلّم الاقتصادي فقط و إنّما تمثّلت في نوعيّة المناهج الدّراسيّة، التي كانت و ما تزال لغاية اليوم مناهجًا تلقينيّة و ليست تفاعلية، أي هي كانت تلقي بالمعلومات ليتمّ فرضها على التلميذ دون أن يكون له ايّ دور او مجال لطرح آراء مخالفة أو حتى مجرّد الاعتراض أو إبداء الرأي. كما أنّ شحّ وسائل الإيضاح ساهم هو الآخر بدور كبير في عدم حصول أيّ تطوّر في العملية التربوية، إضافة إلى كلّ هذا و ذاك كانت هناك مسألة أخرى خطيرة تؤثر سلبًا على العملية التربوية برمّتها و هي أدلجة المناهج بحيث تخدم أهداف و أجندة السلطة و الحزب الحاكم. هنا غلبت مظاهر سلبية كثيرة و اختلّ التوازن و تسلّلت المفاهيم و الأفكار المغلوطة إلى قلب المناهج الدراسية، لا نريد الإيغال أكثر بكشف المستور، إلّا أنّ جميع الدلائل و المؤشرات كانت تذهب إلى هذا الاتّجاه. أعان الله المعلّم من الوضع المعيشي لتدنّي مستوى راتبه و لعدم تقديره كما يجب، كانت شاعت نكتة في ديريك ايّام زمان تقول: إنّ أحد المعلّمين ذهب مع والديه لخطبة فتاة و عندما التقى أهل الشاب و الفتاة سأل والد الفتاة عن مهنة و عمل الشاب فأجاب والد الشّاب بأنّ ابنه معلّم مدرسة، عندئذ أجابت أمّ الفتاة: معلم أي اشْ عَلَيَا، ماشِي الحال، أي كَمَنْ يقول في قرارة نفسه معلّم تقدّم لخطبة ابنتي؟ (مع أنّ وظيفته مش و لا بُدّ لكنْ مَعَليش) على هذا النّحو كانت نظرة المجتمع إلى المعلّم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|