انتهى اليوم عرض مسلسل (تاج) على قناة الجديد إنتاج شركة صبّاح و تخلّل المسلسل تشويه و تزوير لحقائق التاريخ بخصوص إظهار موقف الفرنسيين في سورية بهذا الضعف و في حقيقة خروج فرنسا من سوربة و أسبابه الحقيقية، مبالغات لا حصر لها كعادة العرب المعروفة، على غرار مسلسل باب الحارة، قد يكون انسحاب فرنسا من سوريا في عام 1946 بعد انتهاء الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، تحت تأثير ضغط الحركة الوطنية السورية بعض الشيء، التي لعبت دور ًا في الضغط على فرنسا للانسحاب وإنهاء الانتداب.. لكنّ الضغط الحقيقي و الفاعل كان من بريطانيا عدوّة فرنسا التي كانت تحت حكم فيشي المؤيد للنازية،
بريطانيا كان لها دور في التأثير على انسحاب فرنسا من سوريا، فخلال الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا تمارس ضغوطًا على فرنسا للتخلّي عن سيطرتها على بعض المستعمرات والمناطق في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وتدهور الوضع الاقتصادي والسياسي لفرنسا، زاد الضغط الدولي على فرنسا للانسحاب من سوريا وغيرها من المناطق التي كانت تسيطر عليها. فصوّر السوريون على أنّهم الذين أخرجوا الفرنسيين من سورية، هذه واحدة من الأكاذيب، التي حاولوا غرسها في عقولنا، من خلال المناهج الدراسية
و اليوم تسوّقها هكذا مسلسلات مأجورة.
يبدو أنّ مسلسل "تاج" قد أثار انتقادات بسبب تشويهه لحقائق التاريخ وتضخيم بعض الأحداث، وهذا أمر ينبغي مراجعته بعناية. من المهم دائمًا تقديم الأحداث التاريخية بشكل دقيق وموضوعي للحفاظ على الشفافية ونقل الحقائق بدقة. يجب على المشاهدين أن يكونوا على دراية بأن الدراما التلفزيونية غالبًا ما تقوم بتعديل الأحداث لخلق قصة مثيرة أو لإبراز نقاط معينة، لكن يجب أن تكون هذه التعديلات معتدلة وتحترم الحقائق التاريخية.