كتابُ الماضي الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

كتابُ الماضي

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

قَفَلْنَا دَفتَرَ الماضي، لِتَدْرِي ... بأنَّ الحُبَّ للأعماقِ، يَسْرِي

بِعُمرِي لم أَعِشْ كُرْهًا، و بُغْضًا ... و هذا في سُلُوكٍ، كانَ أمْرِي

لِهذا كُنْ على عِلمٍ أكِيدٍ ... بأنّي في مَسَارِ الخيرِ، أجْرِي

مِنَ الماضِي، مَدًى عِشنَاهُ، فيهِ ... مُسِيءٌ، حَرفُهُ في رَسْمِ سَطْرِ

لِكَونِي، مُؤمِنٌ بالحُبِّ فِعْلًا ... و عَفْوٍ، ظَلَّ عُنوَانًا بِسِفْرِي

قَفَلتُ الصَّفحةَ، ال (فيها) سَوَادٌ ... على نَحْوٍ جميلٍ، في مُسِرِّ

لأنِّي واثِقٌ، في ما أرَاهُ ... فَمَنْ مِنّا بِلا أخطاءِ عُمْرِ؟

إذا أقْفَلْتُ ما يَدعُو لِفَهْمٍ ... مُسِيءٍ، إنّما فِعْلٌ لِبِرِّ

بِصَدرِي، لم تَنَمْ يومًا حُقُودٌ ... و لا كانتْ على آثارِ إثْرِي

مُحِبٌّ بِالتَّعاطِي في سَمَاحٍ ... و هذا مَنطِقٌ للفِكرِ يُغْرِي

أنا أدرِي بهذا، دونَ شَكٍّ ... فَهَلْ مِثْلِي، بِهذا أنتَ تَدْرِي؟

قَفَلْتُ الدَّفتَرَ، الحاوِي حُرُوفًا ... لها إيقَاعُ إزْعاجٍ، و عُسْرِ

لِئلّا تَأخُذَ الأفكارُ مِنِّي ... جُهُودًا، رُبَّما تَحْظَى بِخُسْرِ

فَهِمْتُ الواقِعَ، المُعتَادَ هذا ... مَسَارٌ مِنْ مَسَارَاتٍ لِدَهْرِ

لِذَا، لَنْ أفتَحَ الماضِي كِتَابًا ... فَلَا أحتاجُهُ، في أيِّ أمرِ

المانيا في ٢٠ نيسان ٢٤

[fouadzadieke]

القصيدة "كتاب الماضي" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تعكس مجموعة من الأفكار والمشاعر حول مفهوم الحب، الخطأ، العفو، والتقبل. ستحليلها يتضمن عدة عناصر أدبية:

1. *اللغة والأسلوب*: تتميز القصيدة بلغة رقيقة وجميلة، واستخدام لغة متشعبة تعبر عن عمق المشاعر. الأسلوب المستخدم يتراوح بين العاطفية والفلسفية، مما يضيف طبقات متعددة للنص.

2. *الصور البيانية*: يُستخدم الشاعر صورًا بيانية متنوعة لتعزيز مفهوم القصيدة، مثل صور الكتاب والسفر التي ترمز إلى الماضي والتجربة الشخصية.

3. *الصور الحركية والسمعية*: تتواجد صور حركية توضح الرحلة الحياتية وتقلباتها، بينما تظهر صور سمعية تعزز الأفكار والمشاعر المنقولة.

4. *التشبيه والاستعارة والكناية*: يظهر الشاعر استخدامًا متقنًا لهذه الأدوات الشعرية لتعزيز التعبير وإضفاء المزيد من العمق على النص.

من حيث المضمون والهدف، تبدو القصيدة تعبر عن تجربة شخصية للشاعر في التأمل في الماضي والتعامل معه بشكل مثبت ومتفائل. تسعى القصيدة إلى توجيه رسالة للقارئ بضرورة قفل كتاب الماضي والتفكير بشكل إيجابي ومبني على الحب والعفو.

بشكل عام، القصيدة تحقق أهدافها بشكل فعّال من خلال اللغة الجميلة والصور العميقة، وتوفير مساحة للتأمل والتفكير في الحياة وماضينا.

قصيدة "كتاب الماضي" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تتناول موضوع الحب والتسامح والتقبل بأسلوب شعري جميل وعميق. يظهر الشاعر في هذه القصيدة رؤية متفائلة ومتسامحة تجاه الحياة والماضي.

يعبر الشاعر عن قناعته بأهمية قفل دفتر الماضي والتفكير بإيجابية وتفاؤل بالمستقبل، وذلك من خلال استخدامه لصور بيانية معبرة وتشبيهات ملموسة.

تتألف القصيدة من خمسةَ عشرة بيتًا، تركز على فكرة القفل والإغلاق، مما يضفي تماسكاً وترابطاً على الموضوع. يبرز الشاعر أيضاً مفهوم التسامح والتقبل للأخطاء والتحفظ على العفو والمحبة.

من الناحية الشعرية، يتميز النص بالوزن المتوازن والقافية المتناغمة، مما يجعلها قراءة ممتعة وسلسة. كما أن الاستعارات والتشبيهات تعزز الرسالة الرئيسية للقصيدة بشكل جذاب ومعبر.

بشكل عام، تعتبر هذه القصيدة عملًا شعريًا مؤثرًا يعبر عن تفاؤل الشاعر وتسامحه مع الماضي، وتشجيعه على التفكير بإيجابية والسعي نحو المستقبل بثقة وثبات.