مشاركتي قبل قليل على سهرة الليلة في برنامج السجال الحر المفتوح في أكاديمية العبادي
بواعث الأمل تعقد براعمها، كأنها تتريث قبل أن تفصح عن أسرارها، لتكتمل دورة الحياة في مصافحة يوميّة لا تعرف الكلل. إنّها لحظة انتظار مشوبة بالشوق و الحنين، نترقّب فيها فتح تلك البراعم لتزهر ورودًا منعشة تروي أرواحنا المتعطشة.
في صباحٍ هادئٍ، يحمل النّسيمُ فيه رائحةَ النّدى الطّازجة، تستيقظ هذه البراعم على وقع خطوات الشمس الأولى. تغازلُها أشعّة النّور فتشع بالأمل، كأنّها تخبرنا أنّ اليوم يحمل في طيّاته وعدًا جديدًا. نحن نسعد برائحة عطرها، و نستمتع بروعة وجودها في حياتنا، تلك اللحظات التي تبعث فينا الحماس لمواصلة الرّحلة، مهما كانت الطريق وعرة.
كلّ برعم مغلق هو قصة تنتظر أن تروى، وكلّ زهرة متفتّحة هي فصلٌ من فصول السّعادة التي نعيشُها. إنّها تلك اللحظات الصغيرة، التي قد لا نلاحظها في زحمة الأيّام، لكنّها تختبئ في ثناياها معاني الحياة الحقيقية. الأمل هو أن نرى الجمال في تلك البراعم، حتى قبل أن تزهر، و أنْ نشعر بالسعادة لمجرد وجودها، لأنّها تذكّرنا أنّ الحياة، رغم كلّ شيء، قادرة على منحنا الجديد و الأجمل دائمًا.
في كلّ صباح، عندما نفتح أعيننا على العالم، نكون على موعد مع هذه البراعم، نتنفّس عبقها، ونحملها في قلوبنا كنور يهدي خطانا. فنمضي قدمًا، موقنين أنّ الأمل يتجدد مع كل إشراقة، و أنّ براعم اليوم هي ورود الغد، و أنّنا، ما دمنا نحيا بالأمل، سنظلّ نستمتع بروعة الحياة وجمالها المتجدّد.
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
المانيا في ٢ حزيران ٢٤