Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الأمّ الثّكلَى الشاعر السوري فؤاد زاديكى
الأُمُّ الثَّكْلَى الشاعر السوري فؤاد زاديكى يا قَلْبَ أُمٍّ، بِفَقْدِ الوَلْدِ قَدْ نُكِبَا ... وَ الدَّمْعُ بِالخَدِّ، كَالنَّهْرَيْنِ اِنْسَكَبَا يُقَلِّبُ الطَّرْفَ، لَا تَغْفُو جَوَانِبُهُ ... كَأَنَّ طَرْفَ الكَرَى عَنْهَا، هُوَ انْسَحَبَا تُسَائِلُ اللَّيْلَ وَ الأَشْبَاحَ فِي أَلَمٍ ... عَنْ وَلْدِهَا، رُوحُهَا لِلْفَقْدِ اِنْكَتَبَا لَئِنْ جَفَاهَا لِبَاسُ الصَّبْرِ مُنْتَزَعًا ... فَالصَّبْرُ عَنْ قَلْبِهَا المَنْكُوبِ اِغْتَرَبَا أَحْلَامُهَا البِيضُ بَاتَتْ وَهْمَ غَائِلَةٍ ... لَقَدْ تَحَمَّلَتِ البَلْوَى وَ مَا كُتِبَا يَا رَبُّ، هَبْهَا مِنَ التَّقْوَى فَرَائِضَهَا ... قَدْ صَارَ وَقْعُ الأَذَى، فِي رُوحِهَا خُطُبَا فَجُودُكَ العَذْبُ يَمْحُو الحُزْنَ فِي عَجَلٍ ... إِذْ بِالحَنَانِ يُرِيحُ القَلْبَ مُقْتَرِبَا فَكُنْ لَهَا عَوْنَهَا يَا خَالِقَ الأَمَلِ ... حَتَّى تَعُودَ إِلَى الدُّنْيَا، مَدًى رَحِبَا وَ مَا لَهَا غَيْرُ عَوْنٍ مِنْكَ يَعْضُدُهَا ... فَحُزنُهَا بَعْدَ طُولِ الحُزْنِ قَدْ غَلَبَا وَ بِالصَّلَاةِ، وَ ذِكْرِ اللهِ، مُتَّسَعٌ ... مِنَ العَزَاءِ، وَ مَا مِنْ رُوحِهِ رَغِبَا المانيا في ٢٦ آب ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-08-2024 الساعة 09:16 PM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "الأُمُّ الثَّكْلَى" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تنتمي إلى الشعر الوجداني، حيث يعبّر الشاعر من خلالها عن ألم الأم بفقدان ولدها، وينقل لنا حزنها العميق وألمها اللامتناهي.
القصيدة "الأمّ الثّكلَى" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تعبر عن ألم الأم التي فقدت ولدها، ويستعين الشاعر بالصور الشعرية والتشبيهات واللغة العاطفية لإيصال معاناة الأم. سأقوم بتحليل القصيدة بيتًا بيتًا ونقدها نقدًا أدبيًا مع إبراز العناصر الجمالية والأدبية. ### البيت الأول: > **يا قَلْبَ أُمٍّ، بِفَقْدِ الوَلْدِ قَدْ نُكِبَا ... وَ الدَّمْعُ بِالخَدِّ، كَالنَّهْرَيْنِ قَدْ سُكِبَا** - **الصورة الشعرية:** تم تصوير الدموع التي تنزل من خد الأم بأنها تتدفق كالنهرين، وهذه صورة بصرية قوية تعكس كثرة الدموع وغزارتها. - **المحسنات البديعية:** استخدم الشاعر التشبيه في قوله "كالنهرين" ليعبر عن شدة البكاء. - **اللغة والأسلوب:** اللغة بسيطة وشفافة، تعكس حزن الأم بشكل مباشر وواقعي. - **المضمون:** يعبر الشاعر عن الحزن العميق للأم الثكلى بفقدان ولدها. ### البيت الثاني: > **تُقَلِّبُ الطَّرْفَ، لَا تَغْفُو جَوَانِبُهُ ... كَأَنَّ طَرْفَ الكَرَى عَنْهَا قَدِ انْسَحَبَا** - **الصورة الشعرية:** صورة بصرية تتمثل في تقليب الطرف، حيث يصور السهر والأرق بأن النوم قد انسحب منها. - **التشبيه:** شبه انسحاب النوم بأنه كائن حيّ يبتعد عنها، مما يضيف بعدًا دراميًا للصورة. - **المضمون:** يظهر البيت معاناة الأم وسهرها نتيجة الحزن. ### البيت الثالث: > **تُسَائِلُ اللَّيْلَ وَالأَشْبَاحَ فِي أَلَمٍ ... عَنْ وَلْدِهَا، رُوحُهَا لِلْفَقْدِ قَدْ وُهِبَا** - **الصورة الشعرية:** صورة سمعية تتمثل في سؤال الأم للليل والأشباح، مما يعكس حالة من الضياع والحزن. - **الاستعارة:** استعارة الليل والأشباح كرموز للألم والضياع. - **المضمون:** يعبر عن انشغال الأم المستمر بابنها المفقود. ### البيت الرابع: > **لَئِنْ جَفَاهَا لِبَاسُ الصَّبْرِ مُنْتَزَعًا ... فَالصَّبْرُ عَنْ قَلْبِهَا المَنْكُوبِ قَدْ ذَهَبَا** - **الصورة الشعرية:** استعارة الصبر كلباس يمكن أن يُنزع أو يُفقد، مما يبرز مدى عمق المصاب. - **المحسنات البديعية:** الطباق بين "جفاها" و"الصبر"، مما يعزز من حدة المعنى. - **المضمون:** يظهر فقدان الأم لصبرها بسبب شدة الحزن. ### البيت الخامس: > **أَحْلَامُهَا البِيضُ بَاتَتْ وَهْمَ غَائِلَةٍ ... لِمَا تَحَمَّلَتِ البَلْوَى وَ مَا انْكُتَبَا** - **الصورة الشعرية:** تصوير الأحلام البيضاء كأوهام غائلة، يضفي شعورًا بالخيبة والمرارة. - **التشبيه:** شبه الأحلام التي كانت مشرقة بالأوهام بعد فقدان الولد. - **المضمون:** يشير إلى تحطم آمال الأم بعد وقوع الفاجعة. ### البيت السادس: > **يَا رَبُّ، هَبْهَا مِنَ التَّقْوَى فَرَائِضَهَا ... قَدْ صَارَ وَقْعُ الأَذَى، فِي رُوحِهَا ضَرْبَا** - **الصورة الشعرية:** الصورة السمعية في "وقع الأذى" تضيف بعدًا من العنف الروحي الذي تعانيه الأم. - **الاستعارة:** استعارة الأذى كأنه ضربة تعمق ألم الأم. - **المضمون:** دعاء للأم بأن يهبها الله التقوى لتتحمل مصابها. ### البيت السابع: > **فَجُودُكَ العَذْبُ يَمْحُو الحُزْنَ فِي عَجَلٍ ... إِذْ بِالحَنَانِ يُرِيحُ القَلْبَ مُقْتَرِبَا** - **الصورة الشعرية:** يجسد الجود الإلهي بالعذوبة، ويصور الحنان كأنه راحة للقلب. - **المحسنات البديعية:** الطباق بين "يمحو" و"الحزن"، مما يعزز التفاؤل. - **المضمون:** تعبير عن الأمل في رحمة الله التي تمحو الحزن بسرعة. ### البيت الثامن: > **فَكُنْ لَهَا عَوْنَهَا يَا خَالِقَ الأَمَلِ ... حَتَّى تَعُودَ إِلَى الدُّنْيَا، مَدًى رَحُبَا** - **الصورة الشعرية:** استعارة الأمل كخالق يمكن أن يعيد الحياة إلى الأم. - **المضمون:** دعاء بأن يعين الله الأم لتعود للحياة. ### البيت التاسع: > **وَ مَا لَهَا غَيْرُ عَوْنِ اللهِ يَعْضُدُهَا ... فَرَبُّهَا بَعْدَ طُولِ الحُزْنِ قَدْ وَهَبَا** - **الصورة الشعرية:** استخدام الفعل "يعين" للدلالة على الدعم الإلهي. - **المضمون:** توكيد الاعتماد على الله في تخفيف الحزن. ### البيت العاشر: > **وَ بِالصَّلَاةِ، وَ ذِكْرِ اللهِ، مُتَّسَعٌ ... مِنَ العَزَاءِ، وَ مَا مِنْ رُوحِهِ رَغِبَا** - **المضمون:** بيان قوة الصلاة وذكر الله في تقديم العزاء والراحة للنفس. ### **نقد عام للقصيدة:** القصيدة تعبر بصدق عن مشاعر الأم التي فقدت ولدها، مستخدمة صورًا بصرية وسمعية قوية تنقل الحزن والوجع. الأسلوب اللغوي يعتمد على البساطة والوضوح مع استخدام التشبيهات والاستعارات بشكل متوازن. كما يظهر تكرار الدعاء والأمل في رحمة الله كعناصر أساسية في بنية القصيدة. القصيدة تتسم بالشفافية العاطفية والصدق، مع اعتماد قوي على الصور المحسوسة لزيادة التأثير العاطفي. ### **تحليل القصيدة:** #### **المضمون:** القصيدة تصوّر حالة الحزن والفجيعة التي تعيشها أم ثكلى بعد فقدان ولدها. يعبر الشاعر عن الألم الداخلي للأم، حيث يغيب عنها النوم، وتظل تسأل الليل عن ولدها. يتطرق الشاعر إلى معاناة الأم النفسية، وفقدانها للصبر والأمل، ويطلب من الله أن يخفف عنها هذه الآلام ويمنحها الصبر والقوة. #### **الصور الحركية والسمعية والبصرية:** - **الصور الحركية:** - "يُقَلِّبُ الطَّرْفَ، لَا تَغْفُو جَوَانِبُهُ" : هذه الصورة تنقل حركة عيني الأم التي لا تغمض جفونها بسبب القلق والحزن. - "تُسَائِلُ اللَّيْلَ وَ الأَشْبَاحَ فِي أَلَمٍ" : حركة الأم وهي تسأل الليل والأشباح تمثل بحثها المستمر عن جواب لفقدانها. - **الصور السمعية:** - "فَجُودُكَ العَذْبُ يَمْحُو الحُزْنَ فِي عَجَلٍ" : هذه الصورة توحي بسماع الشاعر لتخفيف الله للحزن بطريقة سريعة، كأنّه يسمع صوت الجود العذب يزيح الآلام. - **الصور البصرية:** - "وَ الدَّمْعُ بِالخَدِّ، كَالنَّهْرَيْنِ اِنْسَكَبَا" : تشبيه الدموع بالنهرين المتدفقين يعطينا صورة بصرية قوية عن مدى الحزن. #### **المحسنات البديعية:** - **الجناس:** - "تُسَائِلُ اللَّيْلَ وَ الأَشْبَاحَ فِي أَلَمٍ...عَنْ وَلْدِهَا، رُوحُهَا لِلْفَقْدِ اِنْكَتَبَا" : الجناس بين "الألم" و"انكتب" يضيف بعداً موسيقياً للبيت. - **الطباق:** - بين "الصبر" و"اغتربا" يظهر التناقض بين وجود الصبر من جهة وفقدانه من جهة أخرى. #### **التشبيه والاستعارة والكناية:** - **التشبيه:** - "وَ الدَّمْعُ بِالخَدِّ، كَالنَّهْرَيْنِ اِنْسَكَبَا": يشبّه الدموع بالنهرين، مما يعزز الصورة البصرية لشدة الحزن. - **الاستعارة:** - "رُوحُهَا لِلْفَقْدِ اِنْكَتَبَا" : استعارة تعبر عن أن فقدان الولد كتب على روح الأم، كأن الألم جزء من روحها. - **الكناية:** - "يُقَلِّبُ الطَّرْفَ" : كناية عن عدم النوم، حيث يدل على أن الأم لا تستطيع أن تغفو بسبب الحزن. #### **اللغة والأسلوب:** - اللغة قوية وملتزمة بالعربية الفصحى التقليدية، وهي ملائمة لموضوع القصيدة، مما يزيد من وقع الحزن. - الأسلوب مباشر وواضح، مع لمسات من التضرع والتوسل، مما يعكس حالة الأم المكلومة. - استخدام الشاعر الألفاظ مثل "الليل"، "الأشباح"، "الأمل"، "الصبر" يعزز من جو القصيدة المفعم بالحزن والألم. #### **الخاتمة:** القصيدة تعكس بوضوح حالة الألم والفقدان التي تعيشها الأم، ويبرز الشاعر من خلال الصور البلاغية والتشبيهات والاستعارات حالة الحزن العميق. القصيدة تتسم بجو من التأمل الوجداني والروحاني، حيث يسعى الشاعر إلى التخفيف عن الأم من خلال الدعاء والتضرع إلى الله، في توازن جميل بين الألم والأمل. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 21-08-2024 الساعة 09:17 PM |
#3
|
||||
|
||||
Samir T. Yaghi كل الشكر و التقدير و الامتنان لشخصكم الفاضل استاذ سمير ياغي و مجلة ضفاف القلوب لتوثيق نصي الامّ الثّكلى https://dhifafgolob.blogspot.com/202...29oV5zIhsQOSdA |
#4
|
||||
|
||||
مصطفي الازهرى اشكركم جزيل الشكر دكتور مصطفى الازهري و قسم الآداب و الشعر ديسك بوابة الإخبارية الالكترونية لتوثيق نصي الأمّ الثكلى https://www.alakhbarianews.com/2024/...F4No54hjRHa4qg |
#5
|
||||
|
||||
Waffa Fawzy شكري و امتناني العميقان و تقديري الكبير لكم استاذة وفاء فوزي و الجامعة العربية الدولية للثقافة و السلام فرنسا لتوثيق نصي الام الثكلى https://yaucpfrance.wordpress.com/20...AJJhCI_hLwCBTg |
#6
|
||||
|
||||
هيام الملوحي اشكر تفاعلكم الراقي و تشجيعكم الكريم دكتورة هيام الملوحي و منتدى نبض القلم للشعر و الأدب لتوثيق نصي الأمّ الثّكلى https://hiamnewbloaddress.blogspot.c...h1xsn2tNdZ6EgQ |
#7
|
||||
|
||||
رنا عبد الله شكرً خالصًا و تقديرًا ثمينًا لشخصكم الفاضل استاذة رنا عبد الله و ملتقى ضفاف الرافدين لتوثيق نصي الامّ الثّكلى https://moltqalife.wordpress.com/202...80P6jY4QGGtG1Q |
#8
|
||||
|
||||
ذكاء رشيد شكرًا كثيرًا دكتورة ذكاء رشيد و مؤسسة رشيد الثقافية لتوثيق نصي الامّ الثّكلَى https://rashedzrzr.blogspot.com/2024...GYpzycpM9jg0Vg |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|