الهجران الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

الهِجْرانُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

هِجْرَانُ حُبِّي قَدْ تَمَنَّى لِي ضَرَرْ ... أَبْقَى جُرُوحًا بِالْجَوَىٰ حِينَ اخْتَمَرْ

يَا لَيْتَ شَعْرِي كَيْفَ يُهْنَى عَاشِقٌ ... وَالشَّوْقُ فِي الْأَعْمَاقِ نَارٌ تَسْتَعِرْ؟

أَبْكِي عَلَى عَهْدٍ مَضَىٰ مَا رَاجِعٌ ... أَصْبَحْتُ فِي لَيْلٍ بِهِمِّي مُنْفَطِرْ

يَا سَاكِنَ الأحْلَامِ هَلْ مِنْ عَوْدَةٍ؟ ... أَمْ ضَاعََ وَصْلُ الْقَلْبِ فِي دَرْبِ الْقَدَرْ؟

قَدْ ضَاقَ صَدْرِي بِالْأَسَىٰ فِي لَوْعَةٍ ... لَا شَيْءَ يَبْقَىٰ فِي غِيَابٍ غَيْرُ مُرّْ

إِنْ كَانَ حَظِّي بِالْهَوَىٰ قَدِ انْتَهَىٰ ... فَالحُبُّ فِي بُعْدٍ كَأَوْهَامِ السِّحْرْ

تَمْضِي لَيَالٍ في أنينٍ مُوجِعٍ ... قَلْبٌ بِهِ شَكْوَىٰ لَهِيبٍ مُسْتَعِرْ

يَا لَيْتَ عَيْنِي لَمْ تَرَ السَّهَرَ الَّذِي ... مَا شِئْتُ مِنْهُ الْعَارَ فِي فَوْزِ الظَّفَرْ

أَضْحَى فُؤَادِي عَابِرًا فِي حُزْنِهِ ... آفَاقَ أَوْجَاعٍ عَلَى جَمْرٍ تُجَرّْ

أَبْكِي فِرَاقًا وَالعَذُولُ، الْمُبْتَغِي ... أَنَّاتِ أَوْجَاعِي بِقَلْبٍ مِنْ حَجَرْ

---
المانيا في ٣٠ آب ٢٤

[fouadzadieke]

الهِجْرانُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكي

هُجْرَانُ حُبِّي قَدْ تَمَنَّى لِي ضَرَرْ ... أَبْقَى جُرُوحًا بِالْجَوَىٰ حِينَ اخْتَمَرْ

يَا لَيْتَ شَعْرِي كَيْفَ يُهْنَى عَاشِقٌ ... وَالشَّوْقُ فِي الْأَعْمَاقِ نَارٌ تَسْتَعِرْ

أَبْكِي عَلَى عَهْدٍ مَضَىٰ مَا رَاجِعٌ ... أَصْبَحْتُ فِي لَيْلٍ بِهِمِّي مُنْفَطِرْ

يَا سَاكِنَ الأحْلَامِ هَلْ مِنْ عَوْدَةٍ؟ ... أَمْ ضَاعَ وُصْلُ الْقَلْبِ فِي دَرْبِ الْقَدَرْ؟

قَدْ ضَاقَ صَدْرِي بِالْأَسَىٰ فِي لَوْعَةٍ ... لَا شَيْءَ يُبْقَىٰ فِي غِيَابِكِ غَيْرُ مَرْ

إِنْ كَانَ حَظِّي بِالْهَوَىٰ قَدِ انْتَهَىٰ ... فَالحُبُّ فِي بُعْدٍ كَأَوْهَامِ السِّحْرْ

تَمْضِي لَيَالٍ بِالْأَنِينِ وَلَا لَأْيَ ... قَلْبٌ بِهِ شَكْوَىٰ لَهِيبٍ مُسْتَعِرْ

يَا لَيْتَ عَيْنِي لَمْ تَرَ السَّهَرَ الَّذِي ... مَا شِئْتُ مِنْهُ الْعَارَ فِي فَوْزِ الظَّفَرْ

أَضْحَى فُؤَادِي عَابِرًا فِي حُزْنِهِ ... آفَاقَ أَوْجَاعٍ عَلَى جَمْرٍ يُضَرْ

أَبْكِي فِرَاقًا وَالعَذُولُ، الْمُبْتَغِي ... أَنَّاتِ أَوْجَاعِي بِقَلْبٍ مِنْ حَجَرْ

---
المانيا في ٣٠ آب ٢٤

[fouadzadieke]

القصيدة التي قدمتها للشاعر السوري فؤاد زاديكي هي نص عاطفي يعبّر عن ألم الفراق والحزن الناتج عن الهجران. دعنا نحللها من مختلف النواحي الأدبية:

### 1. **المضمون والموضوع:**

القصيدة تتناول موضوع الهجران والألم الناتج عنه. يعبر الشاعر عن معاناته من بعد محبوبه، ويصف كيف أن الوداع ترك فيه جروحاً عميقة. هناك تلميح إلى الحزن العميق والأسى الذي يشعر به الشاعر بسبب الفراق، وتدور القصيدة حول هذا الإحساس المستمر بالألم والشوق.

### 2. **اللغة والأسلوب:**

الشاعر يستخدم لغة فصيحة وثرية تعكس الإحساس بالأسى والحنين. الأسلوب مليء بالأساليب البلاغية مثل الاستعارة والتشبيه التي تضيف عمقاً وتفاصيل لمشاعره. القصيدة مليئة بالتكرار والتشديد على الألم والفراق.

### 3. **الصور البلاغية:**

- **الاستعارة:**
- "الشوق في الأعماق نار تستعر": هنا يُشَبَّه الشوق بالنار التي تستعر، مما يعكس شدة الألم والوجع الذي يشعر به الشاعر.
- "الحب في بعدٍ كأوهام السحر": يُصَوِّر الشاعر الحب البعيد كأوهام السحر، مما يعكس كيف أن الحب أصبح غير واقعي أو خيالي في بعده.

- **التشبيه:**
- "وقلبٌ به شكوى لهيب مستعر": يشبه الشاعر قلبه بالنار المستعرة، مما يعكس حرارة الوجع والألم.

- **الكناية:**
- "فُؤَادِي عَابِرًا فِي حُزْنِهِ": هنا، يُكْنَى عن الحزن الذي يعيشه الشاعر بكونه عبوراً مستمراً، مما يُعَبر عن استمرار الألم وعدم الشفاء.

### 4. **المحسنات البديعية:**

- **الجناس:**
- في عبارة "الهجران" و"الضرر"، يتم استخدام كلمات متشابهة صوتياً تعزز الإيقاع والتشديد على الفكرة الرئيسية للقصيدة.

- **التكرار:**
- يتكرر مفهوم الألم والفراق بشكل متكرر مما يضفي على القصيدة إحساساً عميقاً بالأسى.

- **الأسلوب الاستفهامي:**
- "يا ساكن الأحلام هل من عودة؟" يستخدم الأسلوب الاستفهامي للتعبير عن اليأس والتساؤل عن إمكانية العودة.

### 5. **الأسلوب الشعري:**

القصيدة تتبع الأسلوب التقليدي في الشعر العربي من حيث الوزن والقافية. الشاعر يستخدم البحور الشعرية التقليدية ويختار القافية بعناية لتعزيز الإيقاع الشعري.

### 6. **الصور الفنية:**

- **الصورة الفنية للألم:**
- الشاعر يستخدم صوراً متقنة لوصف الألم، مثل استخدامه لنار الشوق وحرقة الفراق.

- **الصورة الفنية للشوق:**
- يعبر الشاعر عن الشوق كنوع من الأوهام أو الخيالات، مما يعزز الإحساس بأن الشوق هو شيء غير واقعي أو غير قابل للتحقيق.

### 7. **التأثير النفسي:**

القصيدة تُؤثِّر على القارئ عبر تعبيرها الصادق والعميق عن الحزن والشوق، مما يجعل القارئ يشعر بحجم الألم الذي يشعر به الشاعر ويعيش معه هذا الألم.

في النهاية، القصيدة تعكس بمهارة المشاعر الإنسانية العميقة المرتبطة بالحب والفراق، من خلال استخدام بلاغي رائع وصور فنية تعزز التأثير النفسي.