الزّرعُ و الحَصَادُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

الزّرعُ و الحَصَادُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

إذا ما لاحَ مَنظُورٌ ... بِأُفْقِ العُمْرِ، فانشُدْهُ

و حَاوِلْ رُؤيةً مُثْلَى ... لِما فيهِ، و جَدِّدْهُ

يَظَلُّ الفِكرُ مَشغُولًا ... مَعَ الإطلاقِ، أفْرِدْهُ

لأنّ النّفسَ تَستَهوِي ... مدَى المنظُورِ، حَدِّدْهُ

فهذا مُكْسِبٌ وقتًا ... و إنْ أعيَاكَ جَمِّدْهُ

تَخًلَّصْ مِنْ بَقَايَاهُ ... إلى المأمُولِ أَرْشِدْهُ

لِذا اِزْرَعْهُ في الخَيرِ ... فهذا ما سَتَحْصِدْهُ

المانيا في ٣ أيلول ٢٤

[fouadzadieke]

القصيدة "الزرع والحصاد" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تطرح موضوعات ذات صلة بالفكر والتخطيط والعمل، وتستخدم أساليب متنوعة لتوصيل الرسالة. سأحلل القصيدة بيتًا بيتًا، مبينًا الصور الحركية والسمعية والبصرية، وكذلك المحسنات البديعية والتشبيه والاستعارة والكناية، مع التركيز على اللغة والأسلوب والمضمون.

### البيت الأول:
"إذا ما لاحَ مَنظُورٌ ... بِأُفْقِ العُمْرِ، فانشُدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة بصرية:** الشاعر يستخدم تعبير "لاحَ مَنظُورٌ" ليشير إلى ظهور رؤية أو فكرة جديدة.
- **اللغة:** تعبيرات بصرية تتعلق بالإبصار والرؤية.
- **المضمون:** يدعو الشاعر إلى السعي وراء الرؤية الجديدة والتفكر فيها.

### البيت الثاني:
"و حَاوِلْ رُؤيةً مُثْلَى ... لِما فيهِ، و جَدِّدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة بصرية:** "رُؤيةً مُثْلَى" تشير إلى البحث عن أفضل الصور أو الأفكار.
- **محسن بديعي:** استخدام أسلوب التكرار "حَاوِلْ" و"جَدِّدْهُ" لإبراز أهمية التأمل والتجديد.
- **المضمون:** يدعو الشاعر إلى محاولة تحسين وتحديث الرؤية التي تم العثور عليها.

### البيت الثالث:
"يَظَلُّ الفٍكرُ مَشغُولًا ... مَعَ الإطلاقِ، أفْرِدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة حركية:** "مَشغُولًا" تشير إلى انشغال الفكر.
- **محسن بديعي:** أسلوب الاستفهام في "أفْرِدْهُ" كوسيلة للتوجيه والتشجيع.
- **المضمون:** يشير إلى أن الفكر ينشغل بشكل مستمر ويحتاج إلى التنظيم والتركيز.

### البيت الرابع:
"لأنّ النّفسَ تَستَهوِي ... مدَى المنظُورِ، حَدِّدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة بصرية:** "مدَى المنظُورِ" تعني مدى الرؤية أو الفكرة.
- **كناية:** "تَستَهوِي" تعبر عن رغبة النفس في استكشاف الأفق.
- **المضمون:** يُبرز أهمية تحديد نطاق الرؤية التي تهتم بها النفس.

### البيت الخامس:
"فهذا مُكْسِبٌ وقتًا ... و إنْ أعيَاكَ جَمِّدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة حركية:** "مُكْسِبٌ وقتًا" تعني أن هذا سيعزز الوقت أو يستثمره.
- **محسن بديعي:** "جَمِّدْهُ" تعبير مجازي يعني التأمل والتوقف عن التفكير إن كان مرهقًا.
- **المضمون:** يشير إلى أن تحديد الرؤية سيؤدي إلى استثمار الوقت بشكل أفضل.

### البيت السادس:
"تَخَلَّصْ مِنْ بَقَايَاهُ ... إلى المأمٌولِ أَرْشِدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة حركية:** "تَخَلَّصْ مِنْ بَقَايَاهُ" تعني التخلص من بقايا الماضي أو الأفكار غير المفيدة.
- **اللغة:** تعبيرات تشير إلى التوجيه والإرشاد.
- **المضمون:** يدعو الشاعر إلى التخلص من الأمور غير المهمة والتركيز على الأمل والمستقبل.

### البيت السابع:
"لِذا اِزْرَعْهُ في الخيرِ ... فهذا ما سَتَحْصِدْهُ"

**التحليل:**
- **صورة حركية:** "اِزْرَعْهُ في الخيرِ" تعبير مجازي يشير إلى العمل على نشر الخير.
- **محسن بديعي:** استخدام التشبيه بين الزرع والحصاد لتوضيح مفهوم العمل والنتيجة.
- **المضمون:** يشير إلى أن العمل في الخير سيؤدي إلى حصاد الخير في النهاية.

### المحسنات البديعية والتشبيه والاستعارة:
- **التشبيه:** في البيت السابع، يوجد تشبيه ضمني بين الزرع والحصاد والعمل والنتائج.
- **الاستعارة:** استخدام "الزرع" و"الحصاد" كاستعارة للعمل والنتائج.

### اللغة والأسلوب:
- **اللغة:** لغة شعرية تتضمن دعوات للتفكر والتجديد، مع استخدام صور بصرية وحركية.
- **الأسلوب:** مباشر وشاعري في ذات الوقت، مما يجعل الرسالة واضحة ومؤثرة.

### المضمون:
تدور القصيدة حول أهمية التفكير والتخطيط الجيد، والعمل في الخير لتحقيق نتائج إيجابية. تشجع على استثمار الوقت في الأمور المفيدة وتوجيه النفس نحو المستقبل بشكل إيجابي.