مشاركتي على برنامج حديث الساعة في أكاديمية رياض الشعر و الأدب و هو عن الجمال و مفهومه

[fouadzadieke]

مشاركتي على برنامج حديث الساعة في أكاديمية رياض الشعر و الأدب و هو عن الجمال و مفهومه بالحياة و تأثيره على العيون و النفوس و القلوب. تقديم الاديبة أنصاف ابو ترابي و إشراف الدكتورة مها يوسف نصر و الدكتور عدنان الطيبي

الجمال هو ذلك السحر، الذي يلامس العين و يمتدّ تأثيره ليصل إلى أعماق النفس، حيث يُحرّك المشاعر و يُغذّي الرّوح. إنّه ليس مجرّد مظهر خارجيّ، بل هو مزيج من المظاهر و التّفاصيل، التي تتناغم لتبعث فينا إحساسًا بالرّضا و البهجة. كلّ شيء جميل يحمل في طيّاته شيئًا من الدّهشة و الإعجاب، سواء كان في منظر طبيعي خلّاب، أو لوحة فنّية مُتقنة، أو حتّى في كلمات معبّرة تنسجها القصائد.

لقد أبدع الشعراء على مرّ العصور في وصف الجمال و التغنّي به، لأنّه يمثّل لهم مصدر إلهام لا ينضب. قصائدهم تتحدّث عن جمال الطبيعة، و جمال المرأة، و جمال الروح، و حتّى جمال المواقف الإنسانية. الجمال عندهم ليس فقط في المرئيّ، بل يمتدّ ليشملَ المعنويّ. لذلك نراهم يجسّدون مشاعرَهم تجاهَ الجمالِ بأروع الألفاظِ و أعمقِ العبارات.

أمّا الفنّانون، فقد وجدوا في الجمال مصدرًا لا ينفد للإبداع. عبر لوحاتهم، يُعبّرون عن رؤيتهم للجمال بألوان و أشكال مختلفة، حيث يتناولون كلَّ ما هو جميل في هذا العالم، من الوجوه البشريّة إلى مناظر الطبيعة السّاحرة. كلُّ ضربة فرشاةٍ تحملُ رسالةَ تعبيرٍ عن الجمال الذي يدركونه بعينهم و يعبّرون عنه بأسلوبهم الخاصّ.

الجمالُ في الحياةِ هو نعمةٌ منَ اللهِ عزّ و جلّ، فقد خلق لنا الكون متناسقًا و متناغمًا لنتأمّل و نتدبّر. إنّ اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجمالَ، و جعلَ في كلّ زاويةٍ من زوايا الكونِ لمسةً من جمالِه، سواءً في السماء المرصّعة بالنّجوم أو في زهرةٍ تتفتّح في صباحٍ مشرقٍ.
نحن نعيش في عالم مليء بالجمال، و هو من أعظم النّعم، التي أنعم الله بها علينا لنستمتع بها و نشعر بالسّعادة و السّكينة.

بالختام، الجمال هو لغة عالمية يفهمها الجميع، سواءً كان شعراً أو فنّاً أو مجرّد لحظة تأمّل في خلق الله. إنّه ليس مجرّد زينةٍ للعالم، بل هو جوهرُ الحياة و روحُها.

المانيا في ١٩ أيلول ٢٤