مشاركتي قبل قليل في سهرة اليوم من خلال برنامج بوح الصورة و الذي تقدّمه الأستاذة فداء

[fouadzadieke]

مشاركتي قبل قليل في سهرة اليوم من خلال برنامج بوح الصورة و الذي تقدّمه الأستاذة فداء حنا و بإشراف الأستاذة هيام الملوحي في منتدى نبض القلم للشعر و الأدب و موضوع الصّورة هو عن رسالة لصديق أو حبيب أو عزيز لديك

إلى صديقي الغالي،

السّلامُ عَلَيكَ أيُّها المحبُّ ريمون معجون

كَم مَرَّ مِن الزَّمَنِ مُنذُ آخِرِ لِقاءٍ بَينَنا؟ لا أَتَذَكَّرُ التَّفاصيلَ بِدِقَّةٍ، و لَكِنّي أَتَذَكَّرُ بِكُلِّ وُضوحٍ كَيفَ كُنتَ مَصدَرَ فَرَحٍ وَ إِلهامٍ لِي. أَشتاقُ إِلَيكَ وَ إِلى كُلِّ تِلكَ اللَّحظاتِ الَّتي قَضَيناها مَعًا، ضَحِكْنا، تَحَدَّثْنا، وَ تَشارَكْنا أَحلامَنا وَ تَحدِّياتِنا و نضالاتِنا السّياسيّةَ.

فَكَيفَ حالُكَ الآن؟ كَيْفَ أَصبَحَتِ الأَيّامُ مَعَكَ و انتَ في السّويدِ؟ أَتَمَنّى أنْ تَكونَ قَد واصَلْتَ في سَبيلِ الحُلمِ الَّذي كُنتَ دَائِمًا تَسعَى نَحوَهُ، وَ أَنَّ الحَياةَ قَد كافَأَتْكَ عَلى جُهودِكَ وَ مَساعِيكَ.

أَتَذكُرُ تِلكَ الأُمسياتِ الطَّويلَةِ الَّتي كُنّا نَجْلِسُ فيها نَتَناقَشُ في كُلِّ شيءٍ؟ مَواقِفُنا، ضُحْكاتُنا، حَديثُنا عَنِ الحَياةِ وَ المُستَقبَلِ، كُلُّها تَظَلُّ في ذاكِرتي و كَأَنّها حَدَثَتْ بِالأَمسِ. أَتَذكُرُ مَسيرَاتِنا الطَّويلَةِ وَ كَيْفَ كُنّا نَرسُمُ في أَذهانِنا مَلامِحَ المُستَقبَلِ؟ لَقَد كَانَتْ أَيّامًا لا تُنسَى.

أَصبَحَتِ الحَياةُ مُختَلِفَةً بَعدَ رَحيلِكَ، وَ لكِنَّني أَحتَفِظُ بِذِكرَاكَ في قَلبي. أَشتاقُ لِلجُلوسِ مَعَكَ وَ لِتِلكَ النِّقاشاتِ العَميقَةِ الَّتي كُنّا نَخُوضُها. أَتَمَنّى أَنَّكَ بِخَيرٍ، وَ أَنَّ الأَيّامَ تَحْمِلُ لَكَ كُلَّ ما هوَ جَميلٌ وَ رائعٌ.

إِذا سَنَحَتِ الفُرصَةُ، لِنُجدِّدَ اللِّقاءَ، وَ نُعيدَ سَردَ كُلِّ تِلكَ الذِّكرَياتِ، الَّتي جَمَعَتْنا. فَالحَياةُ قَصيرَةٌ، وَ الصَّداقاتُ الحَقِيقِيَّةُ لا تُقدَّرُ بِثَمَنٍ. إِنِّي أَنتَظِرُ سَماعَ أَخبَارِكَ وَ أَطمَحُ لِمُحَادَثَتِكَ قَريبًا.

في أمانِ الرَّبِّ وَ رِعايتِهِ، مع تَحيّاتي للعائلةِ الكريمةِ

صَديقُكَ المُخلِصُ

فؤاد زاديكى