Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
سَهَرُ اللّيلِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
سَهَرُ اللّيلِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى سَهِرْتُ اللّيلَ في نَجوَى النُّجومِ ... مُناجاةً لإبعادِ الهُمُومِ فَمُذْ غادَرْتِنِي و النّفسُ فيها ... مُعاناةٌ كشيطانٍ رَجِيمِ فَهَلْ حاوَلْتِ إدراكَ انشِغالِي ... بقلبٍ في تَعَاطِيهِ الرَّحيمِ؟ ظلامُ الليلِ يُوحِي بِانسِرَاحٍ ... فَضاءٌ في مَدَى ليلٍ بَهِيمِ سَئِمْتُ الصَّمتَ، شِئْتُ البَوحَ عَلِّي ... أرُدُّ السّأمَ عنّي، لا تَلُومِي أرى في نَجمِهِ الأشواقَ وَجهًا ... يَفُوقُ البدرَ في وَهْجٍ عَظِيمِ أخالُ النّفسَ تَحكِي عن شُعُورٍ ... جَمِيلٍ في تَوَافِيكِ المَرُومِ أحِيطِينِي بِعِلمٍ مَنْ تَكُونِي؟ ... لأنّي رَاغِبٌ في أنْ تَقُومِي بِتَوضيحٍ، أرى فيهِ بَيَانًا ... بِمُسْتَهوَى تَعَاطِيكِ السَّلِيمِ تُزِيلِينَ التِبَاسَ الخَوفِ عنِّي ... عَسَى أنجُو مِنَ الحالِ السَّقِيمِ المانيا في ١٥ أكتوبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-10-2024 الساعة 12:40 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "سَهَرُ اللّيلِ" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تتناول حالة من التأمل والانشغال النفسي الذي يرافق الإنسان في لحظات الوحدة والسهر. هنا تحليلاً تفصيليًا للقصيدة، مع التركيز على الصور الفنية والمحسنات البديعية واستخدام التشبيه والاستعارة والكناية.
البيت الأول: "سَهِرْتُ اللّيلَ في نَجوَى النُّجومِ ... مُناجاةً لإبعادِ الهُمُومِ" الصورة الفنية: صورة بصرية وحركية، إذ يصف الشاعر نفسه ساهرًا في الليل متأملاً النجوم، وهو مشهد بصري واضح. المحسنات البديعية: يوجد جناس ناقص بين "سَهِرْت" و"مُناجاة"، يخلق توازنًا موسيقيًا. الأسلوب: أسلوب خبري يصف فيه الشاعر حالته. البيت الثاني: "فَمُذْ غادَرْتِنِي و النّفسُ فيها ... مُعاناةٌ كشيطانٍ رَجِيمِ" التشبيه: شبه المعاناة النفسية التي يعيشها بوجود الشيطان الرجيم داخل نفسه، وهو تشبيه مجازي يوحي بشدة المعاناة. الصورة السمعية: "مُعاناةٌ كشيطانٍ رَجِيمِ"، تشبيه يضفي إحساسًا بالصوت المزعج الذي قد يرتبط بالشعور بالذنب أو الألم النفسي. الأسلوب: أسلوب خبري يعبّر عن حالة الشاعر النفسية بعد الفراق. البيت الثالث: "فَهَلْ حاوَلْتِ إدراكَ انشِغالِي ... بقلبٍ في تَعَاطِيهِ الرَّحيمِ؟" الكناية: "قلبٍ في تعاطيه الرحيم" كناية عن اللطف والحب العميق الذي يكنّه الشاعر. الصورة البصرية: صورة حركية تشير إلى الانشغال القلبي والنفسي. البيت الرابع: "ظلامُ الليلِ يُوحِي بِانسِرَاحٍ ... فَضاءٌ في مَدَى ليلٍ بَهِيمِ" الصورة البصرية: "ظلام الليل" و"فضاء في مدى ليل بهيم" صور بصرية قوية تُظهر الليل الواسع والمظلم. الأسلوب: أسلوب خبري يستحضر الإحساس بالوحدة والاتساع في الليل. البيت الخامس: "سَئِمْتُ الصَّمتَ، شِئْتُ البَوحَ عَلِّي ... أرُدُّ السّأمَ عنّي، لا تَلُومِي" المحسنات البديعية: توجد مقابلة بين "سَئِمْتُ الصَّمتَ" و"شِئْتُ البَوحَ"، مما يخلق تناقضًا يعزز المعنى. الصورة الحركية: "شِئْتُ البَوحَ" تعبير عن الحركة الداخلية نحو التعبير. الأسلوب: أسلوب إنشائي طلبي (نهي) يظهر رغبة الشاعر في التخلص من الكآبة. البيت السادس: "أرى في نَجمِهِ الأشواقَ وَجهًا ... يَفُوقُ البدرَ في وَهْجٍ عَظِيمِ" التشبيه: شبه الأشواق التي يشعر بها بوجه يضيء كالبدر، وهو تشبيه بصري جميل. الصورة البصرية: "نجم الأشواق" و"يفوق البدر" كلاهما صور بصرية تعبر عن نور وحركة في السماء. البيت السابع: "أخالُ النّفسَ تَحكِي عن شُعُورٍ ... جَمِيلٍ في تَوَافِيكِ المَرُومِ" الصورة السمعية: "النفس تحكي" هي صورة سمعية حيث يجعل الشاعر النفس قادرة على الحديث والتعبير. الكناية: "توافِيكِ المروم" كناية عن الانسجام التام مع الحبيبة. الأسلوب: استخدام الأسلوب التأملي الحالم في تصوير الحالة النفسية. البيت الثامن: "أحِيطِينِي بِعِلمٍ مَنْ تَكُونِي؟ ... لأنّي رَاغِبٌ في أنْ تَقُومِي" الصورة الحركية: "أحِيطِينِي بعلم" هي صورة حركية مجازية تطلب الإحاطة بالمعرفة. الأسلوب: أسلوب إنشائي (استفهام) يظهر تساؤل الشاعر عن حقيقة الحبيبة. البيت التاسع: "بِتَوضيحٍ، أرى فيهِ بَيَانًا ... بِمُسْتَهوَى تَعَاطِيكِ السَّلِيمِ" الصورة الذهنية: "بيان مستهوى" هي صورة ذهنية حيث يجعل التوضيح أمرًا ملموسًا. الأسلوب: أسلوب وصفي يعبر عن الرغبة في الوضوح والتفاهم. البيت العاشر: "تُزِيلِينَ التِبَاسَ الخَوفِ عنِّي ... عَسَى أنجُو مِنَ الحالِ السَّقِيمِ" الكناية: "تُزيلين التباس الخوف" كناية عن طمأنة النفس وإزالة الشكوك. الصورة الحركية: إزالة الالتباس هي صورة حركية تشير إلى تحرير العقل من الاضطراب. الأسلوب: أسلوب دعائي يعبر عن الأمل والرجاء في الشفاء النفسي. اللغة والأسلوب والمضمون: اللغة: لغة القصيدة غنية بالصور المجازية والتشبيهات التي تعبّر عن الأحاسيس والمشاعر بشكل حي ومؤثر. الألفاظ مختارة بعناية لتعبر عن الصراع الداخلي والانشغال النفسي. الأسلوب: الأسلوب يتراوح بين الوصف الخبري والتأمل الحالم، وفي بعض الأبيات نلمس استخدام الإنشاء الطلب مثل النهي والاستفهام للدلالة على الحيرة. المضمون: مضمون القصيدة يدور حول تجربة شعورية عميقة متصلة بالوحدة، الفراق، والحب. الشاعر يعبّر عن معاناته مع الفراق في إطار التأمل الشخصي في الليل ونجومه. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-10-2024 الساعة 12:38 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|