Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الأسوأُ في السِّياسةِ بقلم: فؤاد زاديكى
الأسوأُ في السِّياسةِ بقلم: فؤاد زاديكى مَا يُعَدُّ الأسوأُ في السِّياسةِ هو اتِّباعُ نظامِ المُحاصَصَةِ الطائفيَّةِ أو العِرقيَّةِ أو الدِّينيَّةِ او الحِزبِيّةِ و المُحَازَبَةِ أو العَشَائِرِّيَّةِ، حيثُ تُوزَّعُ المَناصِبُ و المَواقِعُ السِّياسيَّةُ بِنَاءً على انتماءاتٍ ضَيِّقَةٍ، بدَلًا من الكفاءَةِ أو القُدراتِ الشَّخصيَّةِ، كَمَا هُوَ جَارٍ في بَعضِ البُلدَانِ العَرَبيّةِ منها العراق و لبنان و سورية و مِصرَ و تُونُس و المَغربِ و الجزائرِ و السّودَانِ غيرها. إنَّ هذا النَّوعَ من التَّقسيمِ يُعمِّقُ الفَجْواتِ بين مكوِّناتِ المُجتمعِ و يُؤَسِّسُ لِعَدَمِ الاستِقرارِ، إذ يُشعِرُ الأفرَادَ بالانفِصالِ عن بقِيَّةِ المُواطِنين، فيَزدَادُ التَّوتُّرُ الاجتماعيُّ و تَنقَسِمُ الولاءاتُ. تُؤدِّي المُحاصَصَةُ إلى إضْعافِ الدَّولةِ لأنَّها تُهَمِّشُ مَبادِئَ العدالَةِ الاجتماعيَّةِ، و تَجعلُ القراراتِ السِّياسيَّةَ مَرتَبِطَةً بمصالِحَ فِئويَّةٍ ضَيِّقَةٍ، مِمَّا يُقلِّلُ من فاعليَّةِ المُؤسَّساتِ و يُساهِمُ في تَرْكِيزِ السُّلطةِ بينَ أيدِي قِلَّةٍ من القادَةِ المُمَثِّلين لِطوائِفَ أو عِرقيَّاتٍ مُعَيَّنَةٍ. عندَما تُهيْمِنُ المُحاصَصَةُ، تَفقِدُ القوانينُ فاعليَّتَها، و تُصبِحُ الحُكوماتُ عَرضَةً للتَّفكُّكِ في ظِلِّ صِراعٍ دائِمٍ على النُّفوذِ و التَّمثيلِ، ممَّا يَضرُّ بالمَصالِحِ العامَّةِ و يَجعَلُ التَّطوُّرَ الاقتصاديَّ و البِناءَ الاجتماعيَّ ضَحِيَّةً للخُصوماتِ الطائفيَّةِ أو العِرقيَّةِ أو الدِّينيَّةِ. بالنِّهايةِ، إنَّ استِمرارَ المُحاصَصَةِ يُفاقِمُ الانقِسامَ و يُرسِّخُ الضَّعفَ في المجتمعِ، و يَمنَعُ تَحقيقَ العدالةِ و الوَحدةِ الوطنيَّةِ الحَقَّةِ، مِمَّا يُعَطِّلُ مسيرَةَ الشُّعوبِ نحوَ الازدهارِ و التَّقدُّمِ. المانيا في ١ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-11-2024 الساعة 12:36 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|