مشاركتي على برنامج ماذا لو...؟ و فقرة لو ايقنتَ أنّي أملك أجمل قلب في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الاستاذة سيليا علي بإشراف الدكتورة شهناز العبادي
إذا أَيْقَنْتُ أنّي مَلِكُ أَجْمَلِ قَلْبٍ، فَسَيَكُونُ هَذَا إِدْرَاكًا عَظِيمًا يَحْمِلُ مَعَهُ مَسْؤُولِيَّةً كَبِيرَةً. فَالقَلْبُ الجَمِيلُ لا يَكُونُ جَمِيلًا إلَّا بِعَطَائِهِ وَ طِيبِهِ وَ قُدْرَتِهِ عَلَى إحْتِوَاءِ مَنْ حَوْلَهُ. إنَّ كَوْنَ الْإِنْسَانِ مَلِكَ قَلْبٍ جَمِيلٍ يَعْنِي أَنَّهُ يَفُوقُ غَيْرَهُ فِي قُدْرَتِهِ عَلَى الْمَغْفِرَةِ، وَ يَتَمَيَّزُ فِي تَعَاطُفِهِ وَ حُبِّهِ الْخَالِصِ لِلْبَشَرِ.
وَ سَوْفَ يَكُونُ عَلَيَّ أَنْ أَسْتَخْدِمَ قَلْبِي هَذَا لِأَجْلِ نَشْرِ السَّعَادَةِ وَ هالْخَيْرِ، فَأَنَا لَا أَمْلِكُ أَجْمَلَ قَلْبٍ إلَّا بِقُدْرَتِي عَلَى إِسْعَادِ النَّاسِ وَ التَّضْحِيَةِ مِنْ أَجْلِهِمْ. إنَّ الْمَلِكَ فِي جَوْهَرِهِ يُدْرِكُ أَنَّ القُوَّةَ فِي الرَّحْمَةِ، وَ أَنَّ السُّلْطَةَ الْحَقِيقِيَّةَ تَكْمُنُ فِي التَّوَاضُعِ وَ حُسْنِ التَّعَامُلِ.
فَيَا لَهَا مِنْ أَمَانَةٍ ثَقِيلَةٍ، أَنْ أَحْتَفِظَ بِنَقَاءِ قَلْبِي بَيْنَ زَحَامِ الْحَيَاةِ وَ تَقَلُّبَاتِهَا. فَقَلْبِي يَجِبُ أَنْ يَبْقَى كَزَهْرَةٍ نَقِيَّةٍ تَشِعُّ بِالْجَمَالِ وَ الرَّحْمَةِ، وَ أَنْ أَكُونَ دَوْمًا مُسَاعِدًا وَ مُحِبًّا لِمَنْ حَوْلِي. قَلْبِي هُوَ مَلَكِيَّتِي الْحَقِيقِيَّةُ، وَ سَوْفَ أَحْرِصُ عَلَى أَنْ يَظَلَّ بَارِعًا فِي بَثِّ الْأَمَلِ وَ السَّلَامِ.
وَ عَلَيَّ أَنْ أَتَذَكَّرَ أَنَّ الجَمَالَ الْحَقِيقِيَّ فِي صِدْقِ النِّيَّةِ وَ صَفَاءِ الرُّوحِ، فَهَذَا مَا يَجْعَلُ الْقَلْبَ نَقِيًّا كَالنَّهْرِ الصَّافِي.
المانيا في ٢٧ اوكتوبر ٢٤