Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
التاريخ يلعنُ ذاته! شعر: فؤاد زاديكه
التاريخ يلعنُ ذاته!
دمعتْ عينا التاريخ لا يرون لحاجتهم اكتفاء؟شلاّل وجع ٍ ودفق عطاء وانصهرتْ كواكبُ الصّفاء واكفهرّتْ وجوه الضّياء وتلعثمت العباراتُ في جوف الفضاء وانسحبتْ غمامةُ حزن ٍ تكلّل المسافات وكلّ الأرجاء... اقتربتُ منه بحذر أستطلعُ الأمر وأستجمعُ الأنباء فانتصب واقفاً يرفع يديه إلى السّماء تختنقُ عباراته متشابكة ً على غصّة الاحتواء تتقاسمُ ظلمة الشقاء وتبكي على رحيل الرجاء... كدتُ أسقط كمن أصابه غثّ الإغماء وورم الاستسقاء وأنا أحسّ في صدره لوعة الأسى وألحظ آثار الإعياء ممّا تكابده من العناء... ما بك أيّها الشيخ العجوز أحسّك على عتبات الانقضاء؟ يعلن رحيلك الفناء! تستجدي آخر الأشياء مكسوّاً بهذا الرّداء محترقاً بهذا الجفاء! لماذا كلّ هذه الخيبة وهذا الانطواء؟ ألستَ مَنْ عبر الأجيالَ إلى كبد السّماء؟ ألستَ مَنْ فتح الأقفالَ وكوّم الأشلاء؟ ألستَ مَنْ زرع الآمالَ مزهوّا بذلك اللواء؟... نظر إليّ بعينيه الكالحتين المغبّرتين بالهواء ثمّ دنا برجلين غير متّزنتين دبّ فيهما الارتخاء. أمسك بيدي وجرّني إلى باب الخباء كاشفاً عن وجوه البلادة وعن صور الافتراء! وقال: إنّه التزويرُ القابع في هذا الفِناء. إنّه الخيبةُ المرتمية في حضن الرجاء. إنّه الكذبُ المنمّق والتكبّرُ والخُيَلاء. إنّه الخزيُ المعانق رسم البلهاء والسفهاء. إنّه السّفر المنحدرُ إلى قمّة الغباء, المتمرّس في فنّ الشّواء في لصق إعلانات الوباء. إنّه الاقتباس المقترنُ بالانزواء في تُرب العقلاء والجهلاء... كيف تريدني ألاّ ألعن ذاتي آلاف المرّات! حين يدوسني المنافقون دعاةُ التفاخر الأغبياء. إنّي أموت في محالّ الكذب وعند أزقّة الفقراء. إنّي أنتحر فوق موائد الأغنياء. لقد كرهتُ ذاتي وكلّ ما له صلة بهذا الانتماء. مِنْ "كان" تكوّنت مفاصلي وتحت سترها أخفوا نفاق الإفتاء... سقطتِ القامات وهوى الشهداء. سقتْ ربوعَ العفن تلك الدماء... بطشٌ وفتكٌ وخيانةُ الزعماء قهرٌ وسبيٌ وكلّ أنواع الارتشاء. مجونٌ وكفرٌ وخداعٌ وكلّ رياء. جهالةٌ وتفاخرٌ ورسالةٌ عمياء... فهل تريدني ألاّ أذرف دموع الاستسقاء؟ وألاّ أبكّتَ ضميري أطلبُ غفرانَ السّماء؟ وألعنُ قوافل الاعتداء؟ ومطامعَ الذين التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 19-05-2007 الساعة 09:09 PM |
#2
|
|||
|
|||
شكرا لك استاذي على الكلمات المعبرة والقصيدة الرائعة
|
#3
|
||||
|
||||
شكرا جزيلا لمرورك الكريم يا صديقي الدكتور سهيل
|
#4
|
|||
|
|||
الأستاذ فؤاد المحترم
تحية انضر من الزهر وارق عبيراً من نفيح الورد . قصيدتك جميلة وبين سطرورها لعنت التاريخ ذاك التاريخ الذي يسطره بعض الساسه على مزاجهم ويفصلونه قميصناً فضفاضاً ويضطهون من يقف في وجههم وقوافي الرجاء - الاسستقاء - العناء تدل على القوة وتعطي قصيدك دفعاً يائساً وتشكو ذلك للسماء الله موفقكم . نبيل يوسف دلالكي |
#5
|
||||
|
||||
شكرا لك يا أخي نبيل على مرورك الجميل ودمت بكل خير
|
#6
|
|||
|
|||
يحق للتاريخ أن يلعن ذاته
أبدعت يافؤاد سلمت يداك شعر فؤاد زاديكة |
#7
|
||||
|
||||
شكرا لمرورك يا أم نبيل ولهذا اللوحة الجميلة ولعباراتك الطيبة التي أسعدتني كثيرا والرب يكون معك.
|
#8
|
|||
|
|||
والله يا استاذ فؤاد لم نعد نعرف هل التاريخ يلعن ذاته ام انه يلعننا
انا اقول ان التاريخ جبار كاآلهة عندما يغضب يلعن الخطاة .والا بماذا تفسر مايحدث لنا ؟ مودتي وطبعا الخالصة انجيلا |
#9
|
||||
|
||||
كلامك يا أختي المحبة أنجيلا صحيح فإذا كنا نحن الذين نصنع التاريخ كما هو متعارف عليه فإنه يجب أن نلعن أنفسنا قبل أيّ أحد آخر لأننا نكون السبب فيما يلحق بنا من أذية و مضرة. مرورك جميل كروح عباراتك ورحب مثل وسع آفاق فكرك الكبير شكرا لك يا أختاه و مرورك قطر و بلسم لجراح المكلوم.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|