Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الحقد الدفين في تعذيب و قتل المسيحيين 9 بقلم: فؤاد زاديكه
الحقد الدفين في تعذيب و قتل المسيحيين 9 بقلم: فؤاد زاديكه هل أضرّ فعلا أسامة ابن لادن بالإسلام؟ منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 والتي وقعت في واشنطن ونيويورك الأمريكيّتين, والإسلام يتخبّط فيما آلت إليه تلك النتائج من إعصار دمّر الكثير من القيم التي كان ينادي بها الإسلام, مما كان يسمّى بالسلام والتسامح والانفتاح وقبول الآخر والحوار معه. ولم تنجح لغاية هذا اليوم جميع محاولات الترميم التي تمّ اتّخاذها من قبل زعماء وقادة المسلمين سواء المدنيّين منهم أم الدينيّين من إظهار أو إقناع العالم الغربي وغير الغربي بأن الإسلام بعيد عن مثل هذه الأعمال الإجراميّة لكي يعيدوا الثقة بعض الشيء إلى أوساط العالم الغربي الذي بدأ ينظر بقلق شديد إلى استفحال هذه النظرة الأصوليّة لدى غالبيّة المسلمين وهي سلوك وممارسة تعتمد أساليب العنف الدموي والتصفيات الجسدية وتدمير الحياة الاقتصادية وإثارة القلاقل والفوضى في العالم وتهديد السلم والأمن العالميّين.
يكون غبيّا ذلك الشخص أو تلك الفئة التي تحاول إيهام نفسها بأن الغرب وأمريكا بما وصلا إليه من تقدّم حضاري شمل كل مرافق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, أنهما سيسمحان لشخص مثل أسامة ابن لادن أو غيره من زعماء الأصوليّة الإسلامية - الذين يدعون إلى إعادة عهد الخلافة الإسلامية, ليس في الشرق فحسب بل وبكل حماقة وجهل وصفاقة ينادون بأن يتمّ إقامة مثل هذه الدولة أو الخلافة في الغرب كذلك, بحجة أن الإسلام قادم لا محالة – من تنفيذ مآربه وتحقيق أهدافه, ومن الطبيعيّ جدا أن يخشى العالم الغربي المنفتح على ديمقراطيته وعلى جميع هذه المكاسب التي لم تأتي من الفراغ, بل هي جاءت نتيجة عمل جاد وطويل وبتضافر جهود جميع الدول الأوروبيّة المتحضّرة. كيف يمكن للغرب أو أمريكا أن يسمحوا لمثل هذه الأفكار أن تنتصر وأن تجد لها موطئ قدم في هذا العالم المتحرّر والذي يريد المسلمون أن يعيدوه إلى العصور الحجريّة بجهلهم وتخلّفهم وأمراضهم الكثيرة والمستعصية على أي داء يمكن أن يعينهم. فالغرب وأمريكا يراقبان جميع الأوضاع والتغيّرات والتحوّلات و التوجّهات في دول هذا العالم المتخلّف المنغلق على نفسه بأفكار وعادات وقيم أكل عليها الدهر وشرب, فهي لم و لن ولا يمكن أن تتلاءم مع كل ما حصل في العالم من تطور ومتغيّرات, وليس من مصلحة العالم المتحضّر البتة أن يرضخ لعمليات الابتزاز والترهيب التي يمارسها هؤلاء المتخلفون لفرض نظرياتهم الدينية وأيديولوجيّة العنف والإرهاب وإثارة الفوضى في النظام الكوني الحالي. كان يعتقد أسامة ابن لادن بأنه وبهذه العملية الإرهابية سيحقق مكاسب قد تعود عليه وعلى جماعته الضالّة بشيء من أوهامه التي تملأ دماغه المريض, لكن السّحر انقلب على السّاحر فخسر إمارة الخلافة الطالبانيّة في أفغانستان بعد أن كانت صارت بؤرة للإرهاب ومعسكرات طويلة وعريضة لتدريب المخرّبين والانتحاريّين و بما يسمّى الجهاديّين الذين لا يجاهدون في سبيل الله بل في سبيل الشيطان الرجيم الذي من شرّ أفكاره يستلهمون رؤيتهم للحياة. و هو لم يخسر أفغانستان فقط بل خسر كل شيء فصار يعيش كالجرذ المتخفّي بين دهاليز ومجارير المياه في مناطق القبائل في باكستان وهو لا يشعر بالأمان لحظة واحدة في حياته ولم تذق عيناه طعم النوم المريح منذ سقوط البرجين في نيويورك, وصارت نظرة الكره المتّجهة نحوه شديدة حتى من المسلمين المعتدلين الذي يرون في أعماله خرابا ودمارا ليس له فقط بل للدين الإسلامي برّمته. ليس من المستبعد أن تصل قيمة المسلمين في العالم الغربي, متى استمرّت أساليب الترهيب والتفجير والقتل والاختطاف وخاصة لغربيّين إلى الدرجة التي وصل إليها اليهود في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية وما تعرّضوا له من إبادة جماعية في معسكرات النازية الهتلريّة, قد يدفع المسلمون الأبرياء و المعتدلون بسبب هذه الأفعال والجرائم المنبوذة ثمناً لطيش هؤلاء ونزقهم وبسبب نزواتهم المريضة و التي هي من عاشر المستحيلات أن ترى النور بعد زوال الخلافة الإسلاميّة الأولى. إن أسامة ابن لادن بأفعاله الإجراميّة هذه سيجلب الويلات أكثر مما جلب على أمة المسلمين وسوف يشوّه صورة الإسلام لأن كثيرين ممّن لا يفهمون واقع الحياة ولا يستطيعون التعبير عن آرائهم بغير العاطفة المدمّرة سيقعون ضحايا لهذا الفكر العقيم وسيقومون بتفجيرات كما حصل اليوم في المغرب وقبل أيام في الجزائر وهي بلدان إسلاميّة أو ما حصل من خطف لأم وابنها ألمانيين في العراق والتهديد بقتلهما ما لم تسحب ألمانيا والنمسا قواتهما من أفغانستان كما أنهم هدّدوا بأنهم سيقومون بعمليات انتحارية في ألمانيا ليستهدفوا حياة المدنيّين. هل اقتنع هؤلاء الجهلة بأنه لا يمكن لألمانيا أن تلبي طلباتهم؟ وهي لن تفعل ذلك لأنها لن تقبل بالهزيمة والتراجع أمام هذا الابتزاز الرخيص, ومثل هذه الأفعال ستؤجج نار الحقد على المسلمين في ألمانيا والنمسا وغيرها من البلدان الأوروبية وسيتعرض أفراد الجاليات الإسلامية لمزيد من الضغوط والمراقبة والمضايقات وربما إلى اعتقالات أو هجوم على مراكز دينية لهم من قبل المتطرفين الألمان أو النمساويّين وهم كثر أيضا. فهل قام أسامة ابن لادن بهذا ليخدم الإسلام أم لكي يشوّه صورته أكثر ممّا هي مشوّهة ممّا جاء في أخبار وتواريخ الفتوحات الإسلامية وما آلت إليه من دمار وخراب وإرهاب وتعديات على أبناء الديانات الأخرى؟ أو ما نراه يحصل في التضيّيق على أصحاب الآراء المتحرّرة والأفكار التي ترفض الطاعة العمياء لما ليس معقولا في فكر الإسلام المتزمّت والرجعي الذي لا يقبل بالتطور والتقدّم والديمقراطيّة إلا بالقول فقط؟ مختصر القول أن ممارسات أسامة ابن لادن ستجلب الويلات على المسلمين في جميع أنحاء العالم وستجعل المسلم يقتل المسلم كما يحصل في العراق وأفغانستان والجزائر واليمن والسودان وغيرها من البلدان الإسلامية, وسيأتي يوم يخشى فيه المسلم من الخروج من بيته والذهاب لتأدية الصلاة أو لشراء حاجياته اليوميّة من السوق. إنّ صبر العالم الحرّ يكاد ينفذ مع مرور الأيام وكلّما تصاعدت وتيرة العنف الإسلامي في أية بقعة من العالم فإن الغضب سيعمّ كل العالم والنظرة بأنّ المسلمين لا يعرفون غير لغة القتل والدمار ستتأكد وتزداد يقيناً. وأعتقد أنه من صالح أمريكا أن يبقى أسامة ابن لادن أو أيمن الظواهري على قيد الحياة ليكون فكرهما التعبوي للجهاد و دعوتهما لمحاربة العالم "الصليبي الكافر" يؤدّي خدمة جليلة لأمريكا ويزيد من كراهية المسلمين في العالم. وأمريكا تخطط بدقة – كما يلاحظ – لتغيّر الكثير من القيم العقيمة السائدة لغاية اليوم في الإسلام والمفاهيم و الأفكار و الدعوات ليصير دينا يقبل بالحرية في التعبير عن الرأي والمعتقد دون إكراه وترهيب وتهديد بالقتل كما هو حاصل اليوم في هذا العالم الإسلامي الذي يعيش تخلّف القرون الجاهلة. لن يتحرّر الإسلام إلا بثورة فكرية تصحيحية كالتي حصلت في المسيحية وكذلك بالفصل بين الدين والدولة وبالكفّ عن دعوة أن الإسلام هو دين ودنيا أو نداء الإسلام هو الحلّ. إذا حكم الإسلام فأنّ كارثة كبرى ستحلّ بجميع العالم. فهل برأيك يخدم أسامة ابن لادن بأفعاله هذه الإسلام؟ أنا شخصيّا لا أعتقد ذلك بل على العكس من ذلك تماما فهو يسعى إلى تدميره وتأخيره والوقوف في طريق تقدمه. يتبع.... |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|