Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ردّ على مقال أنطوان شلحت. بقلم: فؤاد زاديكه
ردّ على مقال أنطوان شلحت ستالين والدولة اليهودية [قراءة في كشوف جديدة[ بقلم: فؤاد زاديكه قرأت اليوم مقالاً بعنوان: ستالين والدولة اليهودية [قراءة في كشوف جديدة]/ أنطوان شلحت. نشر في موقع (عرب 48) و قد أخذ الكاتب في عرضه لهذه الكشوف مواقف لا تعبّر عن روح الفهم و الواقعية و أعلن نقده لمواقف الإتحاد السوفياتي أيام حكم ستالين فيما يخصّ القضية الفلسطينيّة, و قمت بالتعليق على هذا العرض و أرسلته للموقع مع بقيّة التعليقات الأخرى و لا أعرف ما إذا كان سيتمّ نشره هناك أم لا! قالت تلك الكشوف التي أراد الكاتب الكريم أن يظهر خطأها و مدى ضررها بالقضية الفلسطينية و اعتبر أن تلاعبا سوفياتيا – إسرائيلياً كان يجري من وراء الكواليس و قد أعلن عنه بصراحة في بعض المحافل الدولية. و أخذوا على الإتحاد السوفياتي موقفه الداعي إلى: "ووفقًا للوثائق فإن وزير الخارجية السوفييتي، فاشيسلاف مولوتوف، أرسل في 28 نيسان تعليمات تفصيلية إلى غروميكو في نيويورك تتعلق بالخطاب الذي كان يستعد لإلقائه في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أكثر من أسبوعين من تاريخه، في 14 أيار 1947. وكانت جميع النقاط المهمة، التي وردت في ذلك الخطاب، بمثابة ترجمة أمينة لتلك التعليمات. وقد طرح غروميكو أربعة خيارات ممكنة بشأن مستقبل فلسطين. وأشار "إلى أنّ الأفضلية الأولى، في نظر الاتحاد السوفييتي، هي إقامة دولة مشتركة يهودية- عربية، لكن إذا ما تبين أن من المحال تحقيق هذه الأفضلية، بسبب العلاقات السائدة بين الشعبين، فلا مفرّ من تفحص إمكان تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين: يهودية وعربية. وبكلمات أخرى فإنّ الاتحاد السوفييتي يقرّ، لأول مرّة، بإمكان إقامة دولة يهودية في فلسطين، وقد عُدّ ذلك أمرًا جديدًا كل الجدة في الموقف السوفييتي"
و الفكرة الثانية تدعو إلى: "إنّ واقع عدم نجاح أي دولة أوروبية غربية في تأمين حماية الحقوق الأساسية للشعب اليهوديّ وفي الحفاظ عليه من عنف الجلادين الفاشيين، من شأنه أن يفسّر تطلع الشعب اليهوديّ إلى إقامة دولته. وسيعتبر عدم أخذ ذلك في الاعتبار وسلب الشعب اليهودي هذا الحق سلوكًا غير عادل... إنّ واقع أن سكان فلسطين يتألفون من شعبين، يهودي وعربي، هو واقع غير قابل للنقض، ولكل شعب منهما جذور تاريخية في فلسطين" هل في هذا الكلام شيءٌ مناقض للواقع الذي كان قائماً في تلك الأيام؟ و هل في هذه الدعوة ما يدعو إلى اعتبار أن موقف الروس يومها كان متخاذلا و يميل إلى جانب اليهود؟ اليوم يريد العرب أقلّ ممّا طالب لهم السوفييت به! و اليوم يستميت العرب في القبول بأقلّ من الدولة المناصفة التي اقترح السوفييت و عصبة الأمم المتحدة يوم ذاك قيامها. فإلى متى سيبقى العرب لا يعرفون ماذا يريدون؟ و يختصر الكاتب موقفا آخر للسوفييت ليقول: " وفي سياق هذا الخطاب (الخطاب المشهور الثاني الذي ألقاه غروميكو(وزير خارجية الإتحاد السوفييتي) في 26 تشرين الثاني 1947، في الجمعية العامة للأمم المتحدة) التي اتخذت بعد ثلاثة أيام قرارها الظالم بشأن تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين- يهودية وعربية. رفض غروميكو الادعاءات العربية، التي قالت إن تقسيم فلسطين هو بمنزلة غبن تاريخي، بقوله: "لا يجوز أن نقبل هذه المقاربة [العربية] ولو لأن الشعب اليهودي كان مرتبطًا بفلسطين على مدار فترة تاريخية طويلة... إنّ حلّ مشكلة فلسطين على أساس إقامة دولتين مستقلتين سيكون ذا أهمية تاريخية كبرى، وهو يلائم المطالب القانونية للشعب اليهوديّ الذي لا يزال مئات الآلاف من أبنائه دون مأوى ودون مصدر رزق" يصرّ الكاتب على أن ذلك القرار كان ظالماً بشأن تقسيم فلسطين. و في الختام يستعرض الكاتب الرسالة التي بعث بها بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل إلى ستالين" وفي 5 تشرين الثاني 1948 أرسل بن غوريون تهنئة إلى ستالين بمناسبة الذكرى السنوية لثورة أكتوبر الاشتراكية، كتب فيها: "يسعدني أن أبعث إليكم باسم الحكومة الإسرائيلية وباسمي شخصيًا بتحياتنا القلبية لمناسبة ثورة أكتوبر، التي ضمنت المساواة القومية بين شعوب الاتحاد السوفييتي... شعبنا لن ينسى أبدًا المساعدة التي قدمها الاتحاد السوفييتي لليهود، ضحايا النازية، وتأييده المخلص لإسرائيل وكفاحها من أجل حرية واستقلال وطنه التاريخيّ" و السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة هل لم يساعد الإتحاد السوفياتي الدول العربية في جميع المجالات و خاصة في مجال التعاون العسكري؟ و هل لو لم يقف الإتحاد السوفياتي في مواقف عدة و لأعوام طويلة إلى جانب العرب و القضية الفلسطينية, منذ أيام بناء السد العالي و سد الفرات و ردع العدوان الثلاثي على مصر و دعم سوريا و مصر بالسلاح الجديد و المتطور, لما قضي على جميع الأنظمة العربية التي كانت تعادي إسرائيل و تحاربها؟ هل كان بمقدور تلك الدول مواجهة إسرائيل و لو لبعض الوقت كما حصل؟ أين الأمانة التاريخية أيها السيّد الكاتب؟؟!! الشعب السوفياتي وقف إلى جانب مصر و سوريا في جميع الحروب التي نشبت بينها و بين إسرائيل و كانت الخيانة دائما تقع من الجانب العربي حتى أن الكثير من الأسلحة الروسية المتطورة و منها الطائرات تمّ تهريبها إلى إسرائيل. هل كان موقف السوفييت مع العرب أم ضدهم؟ مع القضية الفلسطينية أم ضدها؟ أم أن من يمدّ للعرب يد المساعدة كل الوقت و لا يقدمها لمرة واحدة يصبح عدواً في العرف المتعارف عليه لديهم؟ ليس أيّ ذنب على السوفييت و لا على الأمم المتحدة بل على العرب و أنظمتهم التي عرقلت قيام الدولتين و منها الدولة الفلسطينيّة. بمعنى أنهم ينكرون الجميل و يعضّون اليد التي تمتدّ إليهم بالعون و المساعدة؟ أيها العرب الأغبياء بحق, أيها الشّعب الذي لا يريد أيّ شيء و لا يقبل بأيّ شيء, ما الذي كان خطئاً في هذا القرار الروسي؟ أليس اليوم هو المطلب من قبل جميع شعوب العالم في أن تكون هناك دولتان فلسطينية و أخرى يهودية تعيشان جنباً إلى جنب؟ لماذا هذا الوقوع في فخ عدم الرضا بأيّ شيء و تظلّ ترفض من قبلكم كل الأفكار و المقترحات و مشاريع التسوية؟ هل لو وافق العرب في عام 1948 على قيام دولتين مستقلّتين للشعبين الفلسطيني و اليهودي لكان حال الفلسطينيين بقي على هذا الشتات الذي هم عليه اليوم؟ و هل كانت وقعت جميع تلك الحروب و التي كلّفت العرب الكثير و الكثير جداً؟ و هل إيمانكم بفكرة رمي إسرائيل في البحر ليس فكراً عنصرياً شوفينيّاً منبوذا؟ و هل سيلقى أية استجابة من أي شعب من شعوب العالم أو أية دولة تؤمن بحق الإنسان في الحياة؟ إنّه لا يقلّ عنصريّة و قسوة و ظلماً من إبقاء الفلسطينيّين هكذا مشرّدين في الشتات دون وطن! عيشوا في أضغاث أحلامكم أيّها العرب لنرى إلى أين ستقودكم هذه العنجهية و يأخذكم هذا الرفض المستمرّ و هذا التخوين الأبدي لجميع المساعي المبذولة, مهما كان نوعها و من أية جهة صدرت! عيشوا على أوهامكم التي تسعون إلى بنائها على أساس من الرمل ليس إلاّ. إنّ جميع الظروف الدولية قد تغيّرت فيما أنتم لا تزالون تعيشون على أوهام قديمة مريضة لن يكتب لها النجاح و لن ترى النور, متى عاشت مثل هذه الأفكار تملأ رؤوسكم. حاولوا مرة واحدة في حياتكم أن تفكروا بوعي و أن تفهموا ما يحيط بكم و تدركوا خفايا اللعبة السياسية الدولية التي لا تفقهون منها شيئا و ستعيشون على ما أنتم عليه من وهم. فلو كنتم قبلتم يومها بالدولتين لما رضيتم اليوم بأقل من الدولتين!!!! إن أموركم عجيبة أيها العرب الأفذاذ يا أصحاب الخطب النارية و البلاهة التي لا تجدي كفاكم هراء و كفاكم لعباً بمصير هذا الشعب المسكين الذي عانى منذ العام 1948 و أنت و غيركم تهبونه المزيد و المزيد من الوعود التي لا تغني و لا تذر و لا يمكن أن ترى الواقع أو تشرق عليها شمس حقيقة واقعة. حاولوا أن تعوا التاريخ, و أن تدرسوا حيثيّاته و تأخذوا العبر الكفيلة بأن تخرج الشعب الفلسطيني المسكين من هذه الدوامة التي خلقها له الزعماء العرب و هم لا يزالون يلعبون بمصيره و يتلاعبون به تحت مسميّات كثيرة منها الوطنية و منها القومية و منها الدينية و منها السياسية و الأكثر من كل هذه و تلك المساعي العاطفية التي تلعب على أوتار الجهل العاطفي لتقوده مثل البعير بلا وعي و لا إدراك و لا فهم! كل الأخطاء التي وقع في مطبّها العرب لا تزال مستشرقة اليوم في عالم العرب و ليس من بصيص أمل في أن يحصل أيّ تغيّر إلاّ بحصول معجزة و أعتقد أن عصر المعجزات قد ولى إلى غير رجعة إلاّ إذا كانت لديكم قوّة خلق خارقة تستطيعون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء! أيّها العرب أقول لكم و بقلب محبّ أنا عربي مثلكم أحمل قلبا إنسانيّا لكن أفكّر بطريقة تختلف عن الكثيرين منكم. لا يأتي إلى رصيدي دولارات أو ريالات أو دراهم! لا يدخل جيبي من كوبونات النفط شيء! افهموا و عوا!!! الحياة لم تعد اليوم كما كانت عليها أيام النكبة الأولى, و هي لا تسير لصالح الشعب الفلسطيني كذلك, دعوا مصير الشعب بعيدا عن ألاعيب مصالحكم السياسية فقد أصبح الشعب الفلسطيني المهجر و المقيم كرة بين أرجل الساسة العرب يقذفون بها كما تحلو مصالحهم. إذ من المفترض لها أن تصبّ في خانة مصلحة الشعب الفلسطيني الحقيقية, لا أن تسير عكس تيّار مصالحه الوطنية المشروعة, في أن تصير له دولة أسوة ببقية شعوب العالم, يعيش فيها بحريته و كرامته يبني فيها وطنه و مؤسساته بتفان و ديمقراطية بعيدا عن العنف و الكراهية و بثّ النعرات و التفرقة الدينية و العنصرية على غرار ما تفعله حماس و الجهاد الإسلامي و غيرهما من المنظمات الإرهابية التي لا تخدم الشعب الفلسطيني و لا مصلحته الحقيقية بل تضرّ بهذه المصلحة أشدّ الضرّر. كان قرار القيادة الروسية أيام ستالين – فيما تحاولون انتقاده و الطعن في روحيّته - فيما يخصّ الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي سليما و منطقيا مائة بالمائة و ها اليوم فإنّ الكل يندم و يتباكى على عدم القبول بتلك الفكرة في ذلك الزمن و أنتم مستعدون لقبول ما هو أقل من ذلك بكثير في تسويات اليوم! إلى متى سيبقى العرب يتلاعبون بمصير الشعب الفلسطيني البائس الذي لم يعان شعب من شعوب العام قاطبةً ما عاناه هذا الشعب. إلى متى سيظل هذا الشعب ضحية للساسة و المصالح؟؟!! إلى متى سيتمّ استغلال قدسية هذه القضية لأغراض سياسية قذرة تخرّب القضية و لا تفيدها؟؟!! هل هناك من يؤمن بحقيقة ما أقول و بواقع ما يجب أن يكون؟؟!! العنف يا سادتي لن يعطيكم شيئا بل سيجعلكم تخسرون كلّ شيء. بحجة محاربة الإرهاب سيتمّ القضاء على آخر أمل في بناء هذه الدولة الفلسطينية المزمع قيامها لكن على أية أسس؟؟؟!! هل على الأسس التي تريدها حماس؟؟؟ إذا كان على هذا الأساس فثقوا أنه لن تقوم للشعب الفلسطيني قائمة و لن ترى دولته النور. كلام من قلب محبّ و متفهّم لا يحمل للشعب الفلسطيني سوى الخير و المحبّة فأنا أيضا بشر عانيت التهجير و خسارة الوطن الأم في تركيا عندما ضيّق علينا الأوباش كلّ مجالات العيش فاضطررنا إلى الهرب من وطننا (آزخ) الذي ستبقى العودة إليه حلما أبدياً يداعب مخيّلتنا. انظروا الأحداث... عاينوا المواقف... ادرسوا الظروف و الملابسات... أقيموا التحالفات فيما يخدم قضيتكم... أبعدوا مصالح الآخرين و أنانياتهم عن تحقيق حلمكم...أكثروا من التعبير عن محبّتكم للشعوب الأخرى و أثبتوا عمليّا أنكم قادرون على العيش معهم بعيدا عن العنف و الأحقاد و الكراهية... صونوا مصالحكم كما ينبغي و تريدون لا كما يريد منكم الآخرون, بل و يفرضونه عليكم. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 30-12-2007 الساعة 11:46 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|