Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ماهر الأسد … منفذ حملة القمع ضد المدنيين
ماهر الأسد … منفذ حملة القمع ضد المدنيين
3Share مع ازدياد التقارير الواردة عن انشقاقات داخل الجيش السوري، وصدمة الحكومة السورية إثر مقتل جنود وضباط شرطة داخل مدينة شمالية هذا الأسبوع، قد يزيد الرئيس السوري بشار الأسد اعتماده على شقيقه ماهر الذي قد تلعب وحداته النخبوية في ظل جيش فقد روحه المعنوية، دورا حاسما في بقاء الحكومة، وذلك بحسب ما يقول نشطاء ومحللون. ويرأس ماهر الأسد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة النخبوية داخل الجيش السوري، كما يتمتع بنفوذ كبير داخل الاستخبارات السورية القوية، بحسب ما يقوله محللون. وفي الأشهر الثلاثة الأولى من الانتفاضة، جذب ماهر انتقادات كبيرة ومشاعر غضب من جانب المعارضة، لدوره المفترض في إجراءات قمعية أدت إلى مقتل 1300 شخص، بحسب ما تفيد به تقارير نشطاء، إلى جانب إلقاء القبض على أكثر من 10 آلاف شخص. وبالنسبة إلى الكثيرين، أظهر نفوذ ماهر الأسد الدائرة الضيقة التي يرأسها شقيقه–واعتماده على علاقات عائلية وطائفية وصداقات برهنت على أنها لم تُختبر خلال الأزمة بالمقارنة بالنخبة الحاكمة التي شكلها والدهما على مدار ثلاثة عقود في سدة الحكم. ويأتي شقيق الرئيس في قلب هذه المجموعة، ويعتقد الكثير من السوريين أنه الرجل غير المحددة الهوية الذي يظهر وهو يطلق الرصاص على متظاهرين في مقطع فيديو يثير المشاعر وانتشر على نطاق واسع. وعلى الرغم من أنه لم يتسن التثبت من مقطع الفيديو وهوية الرجل المسلح من مصدر مستقل، فإن حقيقة أن عددا كبيرا من السوريين يعتقدون أنه ماهر الأسد، تظهر بشكل واضح مدى النفوذ الذي يتمتع به والخوف الذي تركه لدى الناس. ووفقا لما ذكره بسام بيطار، وهو دبلوماسي سوري سابق يعيش في المنفى في فيرجينيا، فإن سيطرة ماهر الأسد على الأجهزة الأمنية السورية جعلته «المسؤول الأول وليس الثاني». ومنذ طفولته، كان يشتهر بشار الأسد داخل عائلته بأنه الأضعف والأكثر ترددا، بحسب ما يقوله بيطار. ويضيف «في بعض الأحيان أعتقد أن بشار كان يريد الإصلاح، لكن لم يكن أخوه يرغب في ذلك». ويقول بيطار إن العلاقة بين بشار الأسد وشقيقه الأصغر ماهر تعكس، في أوجه كثيرة، علاقة والدهما حافظ الأسد بشقيقه الأصغر رفعت، الذي كان بمثابة المسؤول عن النظام الحكومي والمخطط لمذبحة حماة عام 1982، والتي قتل فيها 10 آلاف شخص على الأقل. ويقول بيطار «إذا ما عدت بالنظر إلى الانتفاضة من عام 1979 إلى 1982، تجد أن رفعت كان الشخص المؤذي والقاتل». ويضيف «والآن يكرر التاريخ نفسه، وماهر هو الشخص المؤذي». ويبدو أن الأحداث الدموية هذا الأسبوع قد سجلت لحظة حاسمة في ثورة قدمت التحدي الأخطر لحكم عائلة استمر قرابة 41 عاما. ويوم الاثنين زعمت الحكومة أن 120 جنديا وشرطيا قُتلوا في مدينة صغيرة يطلق عليها مدينة جسر الشغور على يد عصابات مسلحة–وهي اللفظة التي تستخدم للإشارة إلى محتجين. وزعم بعض السكان المحليين ونشطاء معارضون أن بعض الجنود قتلوا على أيدي زملاء لهم بسبب انشقاقهم. وكان من المستحيل التثبت من ذلك من مصدر مستقل. ولو كان السكان المحليون على حق، فإن ذلك يظهر انقساما استثنائيا في حكومة تمكنت حتى الآن من الحفاظ على وحدة نسبية للقوات المسلحة والدولة في مواجهة الانتفاضة. وعلى الرغم من ورود تقارير عن عمليات انشقاق في المستويات الأدنى على مدار أسابيع، فإن أيا منها لم يصل لمستوى إراقة الدماء يوم الاثنين في جسر الشغور. وقال عمر (28 عاما)، وهو أحد السكان المحليين، في مكالمة هاتفية ليلة الاثنين «الآن توجد مصادمات بين الجنود من جانب ورجال أمن ومواطنين شباب من جانب آخر. بدأ عشرات من الجنود الوقوف مع متظاهرين مدنيين وعائلات. ويقدم مدنيون إسعافات أولية لبعض الجنود الذين أطلقت عليهم الشرطة السرية الرصاص». ويقول صائب جميل، من جسر الشغور، إن سكانا محليين كانوا يقدمون الدعم اللوجيستي لضباط الجيش المنشقين، وساعدوهم على مراقبة المنطقة واصطحابهم في دورياتهم. وقال إن أطباء وممرضات تركوا المستشفى يوم الثلاثاء خشية انتقام القوات الحكومية. وأضاف أن المئات، وربما الآلاف، تركوا المدينة، وشق الكثيرون منهم طريقهم تجاه الحدود التركية. وقال جميل عبر الهاتف «نقلت أحد أفراد القوات الأمنية إلى مستشفى في جسر الشغور أمس بعد أن جرح خلال المواجهات. وقال لنا إن ضابط الاستخبارات أمر الجنود بإطلاق النيران على المواطنين، لكن رفض اثنان منهم تنفيذ الأمر، فأطلق الرصاص عليهما. وبعد ذلك بدأت عمليات الانشقاق». وسيكون فقدان السيطرة على جسر الشغور بمثابة تنازل عن منطقة وسيطرة للحكومة، ولا يزال سكان داخل المدينة يستعدون لهجوم مضاد. وقال أحد السكان المحليين، يُدعى أحمد، إن رجالا كانوا ينظمون العمل داخل نقاط تفتيش ويحاولون بناء ثكنات وحفر خنادق. لكنه تساءل «ما الذي يمكن أن تقوم به الثكنات في مواجهة الدبابات؟». وورد كلام حول حدوث تمرد آخر في محافظة ادلب هذا الأسبوع، على الرغم من عدم توافر الكثير من التفاصيل. ووثق نشطاء عمليات انشقاق في المستويات الأدنى داخل أماكن مثل درعا، هذه المدينة الجنوبية التي بدأت الانتفاضة داخلها، وبانياس، وهي مدينة ساحلية، منذ أبريل (نيسان). وبالنظر إليها في المجمل، يبدو أن هذه الانشقاقات بسبب شكاوى قديمة داخل الجيش بشأن الرواتب الضعيفة والأوضاع المزرية وإهمال رسمي وتراجع الروح المعنوية. ويقول وسيم طريف، رئيس مؤسسة «إنسان» وهي مؤسسة حقوقية سورية قامت بتوثيق بعض الانشقاقات «توجد حملة داخل الجيش تقول لهم إن لدينا سلفيين وميليشيات في كل أنحاء سوريا». ويضيف «عندما يصلون إلى هذه المناطق، يدركون أنهم يواجهون مدنيين، وبالطبع يبدأون الحديث مع بعضهم بعضا». وتضم بعض وحدات المشاة السورية شبابا من المناطق ذات الأغلبية السنية، وهم فقراء ريفيون يجمعهم رابط العشيرة. وهذه هي المناطق ذاتها التي شهدت أكبر الاحتجاجات ضد حكومة بشار الأسد. ويقول جنود إنهم لا يكون معهم سوى ما يزيد قليلا على الخبز والبطاطا وبعض الزبد، ويحصلون على 10 دولارات تقريبا فقط في الشهر. وهناك مقولة شهيرة داخل سوريا تظهر الحياة المزرية للكثير من الجنود «الجندي يرعى نفسه». ويقول محللون إن الدولة تعامل الجيش النظامي تقريبا وكأنه شيء إضافي للقوات النخبوية التي يسيطر عليها ماهر الأسد. وإلى جانب الحرس الجمهوري، توجد الفرقة الرابعة التابعة للأسد، ومقرها أيضا داخل دمشق، إلى جانب الاستخبارات. ويقول رضوان زيادة، الناشط الحقوقي والأكاديمي الزائر بجامعة جورج واشنطن «الفرق العسكرية الوحيدة الموالية هي الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري. وهذه جميع القوات التي تخضع لماهر الأسد». ويصف طريف الحرس الجمهوري والاستخبارات بأنهما أركان الدولة. ويقول «الباقون مجرد وسائل. ينظرون إلى الجيش على أنه وسيلة. وأعتقد أن النظام الحاكم قادر على إدارة الجيش، وهو لا يتصور ولاء كاملا من جانب الجيش». ويرفض عماد مصطفى، السفير السوري لدى الولايات المتحدة، التقارير التي تتحدث عن حدوث انشقاقات. ويقول «هؤلاء الفتية الذين يحاولون الترويج لهذه القصة يحاولون التأكيد على أن الجيش يقمع المتظاهرين السلميين. والواقع أن الجيش يدخل في معارك مع إرهابيين مجرمين مسلحين ارتكبوا أشياء فظيعة داخل جسر الشغور أمس». ووفقا للكثير من السوريين الذين يعرفون ماهر الأسد، فإنه شخص ذكي ومنظم وقاس، وحاول أن يجعل الجيش السوري والاستخبارات على قالبه. ويقول جوشا لانديز، وهو مؤرخ متخصص في سوريا يدرّس داخل جامعة أوكلاهوما، إن الشقيقين (ماهر وبشار) تربيا على يد والدهما ليتمكن كل منهما من أداء دوره الخاص، فيكون بشار بمثابة الزعيم المبجل، فيما يكون ماهر بمثابة المسؤول عن النظام. ويضيف لانديز أن حافظ الأسد اعتمد بدرجة كبيرة على عائلته لتعزيز نفوذه. ويقول بيطار، الدبلوماسي السابق «ماهر.. ماذا أقول عنه؟.. إنه شخص يحب الدماء. عندما شاهدت مقطع الفيديو، قلتُ على الفور: هذا ماهر». المصدر: الشرق الاوسط
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|